قام فريق متعدد التخصصات الطبية من المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية بإجراء أول عملية زراعة خلايا جذعية من متبرّع في قطر لمريضة مصابة بنوع خطير من أنواع سرطان الدم تبلغ من العمر 32 عاماً. وكانت المريضة وهي أم لأربعة أطفال، قد تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم أوائل هذا العام بعد أن لاحظت ظهور كدمات على أطرافها العلوية والسفلية، حث قامت على إثرها بزيارة الطبيب الذي أجرى لها فحوصات للدم كشفت عن إصابتها بزيادة مفرطة في كريات الدم البيضاء وهو مؤشر على الإصابة باللوكيميا. وقد تم تحويل المريضة إلى المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان حيث خضعت المريضة لفحص نخاع العظم الذي أكد إصابتها بسرطان الدم. ويشير الأطباء المشرفون على حالة المريضة بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان إلى أن إجراء زراعة الخلايا الجذعية هو الحل الأفضل لعلاج المريضة، ويتم استخدام خلايا جذعية سليمة من متبرع سليم ومشابهة للجينات الوراثية المريض، ويربطه بالمريض صلة قرابة وثيقة، وقد تقدم لمساعدة المريضة أخويها الذين تم إجراء فحوصات لهم لتحديد أهليتهم للتبرع وتبين أن أخ المريضة الأكبر هو المتبرع الأنسب وقد تم إعداده للإجراء وخضعت المريضة للزراعة وهي تتماثل الآن للشفاء. وقد قامت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، يرافقها الدكتور عبدالله الأنصاري، الرئيس الطبي بالوكالة في مؤسسة حمد الطبية، وعدد من كبار مسئولي المؤسسة بزيارة المريضة التي أجريت لها عملية الزراعة للإطمئنان على صحتها حيث تبادلت سعادتها مع المريضة أطراف الحديث كما تقدمت بالشكر للفريق الطبي الذي أجرى هذه العملية الناجحة. وفي تعليق لها حول هذه العملية الناجحة قالت سعادة الدكتورة حنان الكواري:" تشكّل عملية زرع الخلايا الجذعية لمريض من متبرّع مرحلة جديدة في مسيرة سعينا المتواصل لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لمرضى السرطان في قطر، ونجاح هذه العملية يؤكّد بأننا ماضون قِدماً في طريقنا لمكافحة سرطان الدم بكل ما أوتينا من إمكانات علمية وطبية، ولقد تم إحراز تقدم كبير على مستوى دولة قطر ونحن مستمرّون في بذل كل جهد ممكن لإحراز المزيد من التقدم من حيث صقل خبراتنا ومعرفتنا للحد من انتشار الأمراض السرطانية ومعالجة مرضانا وزيادة عدد الناجين من هذه الأمراض في قطر وصولاً إلى استئصال شافّة هذه الأمراض من مجتمعنا". يذكر أن هذا النوع من عمليات زرع الخلايا الجذعية يتطلّب الحصول على خلايا جذعية من شخص متبرّع سليم الجسم وزرعها لدى المريض بعد التحقق من مطابقة الكثير من الصفات الوراثية بين المريض والمتبرع ،وبعد إخضاع المريض لبرنامج مكثّف من العلاج الكيماوي والإشعاعي، وذلك، بهدف القضاء على الخلايا السرطانية في جسم المريض وإعادة الدورة الدموية ونظام المناعة لديه إلى العمل بصورة طبيعية، ونظراً لطول الفترة الزمنية التي يستغرقها جسم المريض في بناء النظام المناعي بعد إجراء العملية فإن على الأطباء وضع المريض تحت الإشراف والمراقبة لعدّة أشهر للتحقق من عدم حدوث أية مضاعفات. من جانبه قال البروفيسور كارل اليكساندر كنوث، المدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان:" تعتبر هذه العملية إنجازاً هاماً يضاف إلى قائمة الإنجازات المتلاحقة لمؤسسة حمد الطبية التي لا تدّخر جهداً في بحث وتطوير الخيارات العلاجية لمرضى السرطان، والعلاج عن طريق زرع الخلايا الجذعية بات متاحاً لمرضىانا في قطر ولا حاجة لهم الآن في السفر إلى الخارج لتلقّي هذا العلاج". وقال الدكتور عبدالله الأنصاري: " تلتزم مؤسسة حمد الطبية بتوفير أفضل رعاية شاملة لمرضى السرطان في قطر، وذلك من خلال التكامل الطبي والبحثي والتعليمي على جميع المستويات وفي جميع التخصصات بما يتماشى مع الإطار الوطني لرعاية مرضى السرطان 2017 —2022 ".;
مشاركة :