العلاقة بين الضبعان وبرنامج «يا هلا أمريكا»

  • 8/26/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم الخميس الموافق 22/8/2013 نشرت «الشرق» مقالا للمبدع منصور الضبعان بعنوان: «القصبي سني وعبدالرضا شيعي» يهدف من خلاله إلى قدرة سنة وشيعة الخليجيين على التعايش بحب وسلام. وأعجبني بل وأثلج صدري كثيرا ذلك الحب الكبير الذي جمع بين شباب المملكة، وذوبان ذلك الخلاف الطائفي، والزج بتلك الخزعبلات التي كان يثيرها مرتزقو الطوائف إلى خارج حدود الوطن الحبيب، ذلك الحب الكبير الذي جمع شباب المملكة، وجمع بينهم حب الوطن والفكر الناضج والحضاري والطموح والإصرار على النجاح من أجل بناء ذلك الوطن وخدمة أهله بعيدا عن أي عنصرية، فالكل مسلم سعودي ولا شيء غير ذلك، يساعدون بعضهم بعضاً ويهتمون بمشاعر بعضهم بعضاً، جميل ذلك الشعور الإنساني والوطني، وجميل ذلك التعامل الحضاري النبيل. وهنا يثبت أبناء الخليج عموما سنة وشيعة، والسعوديون خصوصا قدرتهم على رسم لوحة الحب الكبير بينهما بعيدا عن الطائفية العقيمة التي فرّقت بين لحمة شباب وطن واحد يتبعون ديناً واحداً، فلا سامح الله من حفر الفرقة على صخرة صغيرة تكورت وفسدت بعض نسائم الحب بين أرواح البتول وأجسادها. تلك الثقافة المُسيّسَة والعقيمة التي تربينا ونشأنا عليها وصدّقناها دون تفكير حتى أصبحت المحرك الأساسي لسلوك سلبي عقيم، دون تفكير، كيف تبلور ذلك الفكر الأهوج، والأعوج الذي يسير تماما عكس الخلق القرآني. لست أحد فلاسفة اليونان ومفكريها ولا أحد مفكري زمن هارون الرشيد، ولكنني مسلم حر، أفكر بعقلانية وواقعية فيما يخدم ديني ووطني، فلم يخلق الله لنا الفكر عبثا، ويجعله الميزة الوحيدة التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات، كي نجعله صيدا لذيذا على مائدة المرتزقة. في جميع دول العالم يتعايش الناس بحب واحترام وسلام رغم اختلاف دياناتهم بمختلف طوائفها، واختلاف معتقداتهم ومذاهبهم ذلك الحب الذي تربوا عليه منذ صغرهم واحترام الآخر وثقتهم ببعض وحسن الظن بالآخرين مهما كان معتقده، هذا السلوك الذي تربوا عليه هو الذي خلق مناخاً آمنا استطاعوا من خلاله بناء أوطانهم وعمارة أراضيهم ليكون أهم أسباب تقدمهم وسيطرتهم علينا بكل منجزاتهم. كنت أشاهد برنامجا للإعلامي على العلياني اسمه «يا هلا أمريكا» على قناة روتانا خليجية للمخرج الجميل والرائع ثامر الصيخان صاحب الروح المرحة، وكانت إحدى حلقاته عن علاقة أبناء الوطن شيعتهم وسنيتهم مع بعضهم بعضاً. في جميع دول العالم تتعايش الناس بكل حب وتعاون وسلام ووطنية رغم الاختلاف الكبير بين معتقداتهم وأديانهم وعباداتهم وطوائفهم، فكيف بنا نحن أصحاب دين واحد ونبي واحد وقرآن واحد؟! وعلينا تثبيت وتجسيد هذا التلاحم والتعايش مع بعضنا بعيداً عن المناطقية أو الطائفية أو الاختلافات الفكرية. ومن خلال هذا التعايش الذي لامس أبناء الوطن في الخارج أجد أنه ترجم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي من خلال تلك اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن كروح طاهرة ونقية تعانق جسدها لترميم فكر عتيق ومؤدلج لتقويم إنسان حضاري بنّاء، رسمها برنامج يا هلا أمريكا على لوحة وطنية غاية في الروعة والجمال، لتصبح أنموذجاً يسير عليه كافة أبناء الوطن داخل وخارج المملكة.

مشاركة :