مسؤولو فيسبوك وغوغل وتويتر لطمأنه المشرعين بأنهم يتخذون الاجراءات الضرورية للتخلص من المعلومات الخاطئة والدعاية والاستفزاز على منصاتهم. وفي شهادتهم، كشف مسؤولو شركات التواصل الاجتماعي بيانات جديدة مذهلة تظهر ان عدد الاميركيين الذي اطلعوا على اخبار زائفة يفوق بملايين ما كان يعتقد. وتقدم المعلومات الجديدة أكبر صورة حتى الان للمسعى الروسي لنشر الخلاف في المجتمع الاميركي. وقال المستشار العام في فيسبوك كولين ستريتش امام اللجنة الفرعية لمكافحة الجريمة والارهاب في مجلس الشيوخ "نحن بغاية القلق ازاء كل هذه التهديدات". واضاف "إن اختباء جهات اجنبية خلف حسابات زائفة واستغلال منصتنا وخدمات انترنت اخرى لمحاولة زرع التفرقة والخلاف - والسعي لتقويض عمليتنا الانتخابية- هو هجوم على ديموقراطيتنا وينتهك كل قيمنا". وجاءت جلسة الاستماع المترقبة عقب توجيه اول الاتهامات في التحقيق الاميركي والتي ترددت اصداؤها في واشنطن. وكشفت واحدة من لوائح الاتهام الثلاث التي وجهها المحقق الخاص روبرت مولر، عن اتصالات سابقة بين شخصيات على صلة بالكرملين ومستشار سابق في حملة ترامب. وفي موسكو قال وزير الخارجية سيرغي لافروف ان الاتهامات الاميركية بالتدخل في الانتخابات ليس فيها "اي دليل". - استباق التهديدات - تظهر شهادات مسؤولي شركات الانترنت الثلاث، الذين يمثلون الاربعاء ايضا لمواصلة استجوابهم، ان النشاطات الروسية كانت اكبر بكثير مما ذكر في السابق. وتوصلت تويتر الى ان 37 الف حساب آلي "بوت" مع روابط روسية، أرسلت 1,4 مليون تغريدة ربما شاهدها 288 مليون شخص في ثلاثة أشهر سبقت تاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 موعد الانتخابات الرئاسية، بحسب الشركة. وقال نائب المستشار العام في تويتر شون ايدغيت انه رغم إدخال تحسينات ساعدت الشركة في تحديد وإزالة النشاطات الخبيثة التي تتولد بشكل آلي أو بتدخل يدوي "سنكون بحاجة لأن نتطور كي نبقى مستبقين تكتيكات جديدة". واضاف "متفقون ان علينا تحسين العمل لمنعها". وقالت فيسبوك ان حوالي 126 مليون مستخدم، غالبيتهم المفترضة من شريحة الناخبين، قد يكونوا اطلعوا على تقارير او رسائل او محتويات اخرى من مصادر روسية. وقال السناتور ليندسي غراهام، رئيس اللجنة الفرعية في بيان "ان حكومات اجنبية مثل روسيا - في دورة انتخابات 2016 - كانت ضالعة بدرجة كبيرة في التلاعب بمواقع للتواصل الاجتماعي بمعلومات خاطئة لزرع الخلاف بين الاميركيين". وقال ان التلاعب بمواقع التواصل الاجتماعي من جانب شبكات ارهابية وحكومات اجنبية "أحد اكبر التحديات للديموقراطية الاميركية والامن القومي". ويقول المحللون ان التدخل الروسي في مواقع التواصل الاجتماعي كان جزءا من مساع أكبر لمساعدة ترامب في الفوز على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وعبر بعض المشرعين عن الاستياء ازاء حجم التدخل الذي قامت به "جيوش المفسدين" مثل "انترنت ريسرتش ايجنسي" (وكالة ابحاث الانترنت) ومقرها روسيا. وقالت السناتورة دايان فاينستاين "المربك حقا ويصعب فهمه بالكامل، هو كيف حولوا تكنولوجيا حديثة بسهولة ونجاح لمصلحتهم". واجه المسؤولون التنفيذيون الثلاثة وابلا من الاسئلة حول الطريقة التي سيتعاملون بها مع تلك العمليات. وقال ريتشارد سالغادو مسؤول الامن المعلوماتي في غوغل، ان المستخدمين العام القادم، سيكونون قادرين على معرفة مصدر كل اعلان سياسي على يوتيوب بكبسة واحدة على رمز فوق الاعلان. واكد سالغادو "نحن ملتزمون القيام بعملنا". - تويتر يحظر وسائل إعلام روسية - لكن شركات التواصل الاجتماعي تواجه تحدي ابقاء منصاتها مفتوحة، لتجنب اتهامها بالرقابة والانحياز، وكي لا تصبح المسؤولة عن صون الحقيقة في المجتمع. وبدأت الشركات الثلاث تطبيق اجراءات لمحاولات رصد محتويات روسية قادرة على التلاعب. ورصد الباحثون جهودا في العام الماضي تهدف الى جعل الاميركيين البيض يغضبون من السود، والى تشويه صورة النشطاء المؤيدين لحقوق النساء، واهداف اخرى قد تكون أضرت بكلينتون وساعدت ترامب. واعلن تويتر الاسبوع الماضي حظر نشر إعلانات من "روسيا اليوم" وسبوتنيك" وسيلتي الاعلام المدعومتين من الحكومة الروسية، تنشران الاخبار والتقارير بهدف التأثير السياسي. وقال ستريتش ان التهديد ذو حجم عالمي. وردا على سؤال غراهام حول ما اذا كان يعتقد ان دولا مثل ايران او كوريا الشمالية يمكن ان تطلق حملات مماثلة من التضليل على مواقع التواصل الاجتماعي قال ستريتش انه "بالتأكيد" ممكن. وأضاف "الانترنت ليس له حدود".
مشاركة :