مع القفزة الكبيرة التي شهدتها قيمة العملة الافتراضية “بيتكوين” لتصل إلى نحو ستة آلاف دولار في تشرين الأول/ أكتوبر، تزايدت الأصوات المحذرة من وقوع كارثة نقدية قد تسببها هذه العملة المشفرة. مجلة “ذي تلغراف” نشرت مقالا الأربعاء يتطرق إلى المكاسب غير المسبوقة التي حققتها “بيتكوين“، وفي لهجة تمزج السخرية بالتحذير قال كاتب المقال: “عندما يبدأ سائقو التاكسي ورواد الحانات بالحديث عن الأسهم، فعليك أن تبيع أسهمك”. وأضاف: “إن القاعدة نفسها تنطبق على كل شيء”. ففي الأسابيع الأخيرة، بدأ عدد من أصدقائه الذين لا يهتمون عادةً بالاستثمار، يسألونه عن “بتكوين“، وغيرها من الأصول المرتبطة بـقاعدة بيانات “بلوك شين” الافتراضية. هذا الاهتمام المتزايد جاء على خلفية موجة مكاسب حققتها “بيتكوين” في الفترة الأخيرة، لترتفع قيمة العملة الافتراضية لأكثر من خمسة أضعاف منذ بداية السنة. ففي شهر حزيران/ تموز من عام 2010، كان سعر “العملة المشفرة” لا يتجاوز 6 سنتات من الدولار الأميركي، لتصل في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 إلى 300 دولار أميركي. وفي مطلع هذا العام بلغت قيمتها 1000 دولار، لتقفز حتى 5700 دولار حاليا. مرحلة الاهتمام بـ “بينكوين” وصلت إلى “درجة هوسية“، بحسب كاتب المقال، وهذا برأيه ناتج عن أمرين. الأول يعود إلى أن “صندوقا أميركيا يدعى (بيتكوين إنفستمنت ترست) يتداول بسعر مرتفع للغاية القيمة المتضخمة أصلا لأصوله، وهي بيتكوين حاليا”. أما الأمر الآخر الذي يقف وراء ارتفاع قيمة بيتكوين بحسب الكاتب، فيعود إلى ما أسماه “علم نفس الجماعة“، وقد حذر من هذا المزاج الجماعي الذي قد ينقلب بين ليلة وضحاها: “إن هذه المشاعر تنقلب في لحظة قد لا تتجاوز زمن نبضة قلب”. وفي نهاية المقال قدم الكاتب نصيحة لقرائه: “إذا حدثتك نفسك بشراء بيتكوين، فما عليك إلا أن تلغي رقم هاتف سمسار البورصة، وتبعتد عن أي جهاز كومبيوتر حتى تتبدد هذه الرغبة”.
مشاركة :