استضافت جمعية إحياء التراث الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي بالسعودية د.عبدالله التركي، في أمسية خاصة ألقي فيها كلمة توجيهية، وأجاب فيها أسئلة لمداخلات عدة تناولت في مجملها هموم وآمال الساحة الإسلامية، خصوصاً في مجالي العمل الخيري والدعوي، وما يجب على المسلم الاهتمام به في ظل الظروف والتطورات الراهنة. ورحب رئيس الجمعية طارق العيسى بالضيف، الذي اعرب عن سعادته بزيارة «احياء التراث» وقال إنها حققت انجازات كبيرة منذ انشائها وحتى اليوم. وقال التركي ان وضع المسلمين الآن، فيه الكثير من الاضطرابات والطائفية والنزاع وعدم اهتمام بشأن الدين، كما نجد ازدياد الصراع والمآسي والفتن في كثير من الدول الآن، ونقول إن المخرج منها هو الارتباط الصحيح بالكتاب والسنة والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بهما، فهما المخرج الوحيد من هذه الفتن، أما أن يبحث الناس عن نظريات وأفكار، ويتأثروا بالعولمة وما فيها من مشكلات، ويتأثروا بوسائل الاتصال الاجتماعي وما فيها من سلبيات، فهذا أمره خطير على المسلمين. تعامل واقعي ودعا في كلمته الى وجوب إحياء التراث في نفوس الأمة وبالأساليب الصحيحة، ولا مانع من الأخذ بالوسائل الحديثة إذا كانت إيجابية، فهناك الكثير من الجامعات والكليات الإسلامية التي تهتم بكتب السلف والتراث الإسلامي، لكن الجانب التطبيقي ومشكلات المسلمين وما يعيشونه لا يأخذ الاهتمام الكافي، فعلى الأستاذ أن يشرح ويتحدث برؤية صحيحة كيف يتعامل مع الواقع. ثم فتح الباب للأسئلة والمداخلات، فتعددت المشاركات الداعية إلى ضرورة التمسك بالمنهج السلفي الذي يقي الأمة الشرور، والدفاع عنه بالحكمة والعلم المبني على الآية والحديث الشريف والى ما دونه أئمة السلف في مؤلفاتهم. الى ذلك، استضاف قسم العقيدة والدعوة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، د. عبدالله التركي في محاضرة بعنوان «دور كلية الشريعة بالمجتمع»، وذلك بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس ومجموعة من طلبة الكلية المهتمين في قاعة د. خالد المذكور بمبنى الكلية. وأشار التركي الى أهمية كليات الشريعة بالعالم ودورها في إعداد طلبة مزودين بالمعرفة الإسلامية، وأكد أن الناس أحوج للعلم والخبرة والمهارة والنصيحة اليوم، في هذا العالم المتغير الذي يناط بهم فيه مهمة الإصلاح والدعوة والتبصير والترغيب، مشيراً إلى أهمية تسلح طالب العلم بالعلم الشرعي الصحيح لمواجهة التحديات الفكرية الحديثة والتصدي لها.
مشاركة :