يلتقي اليوم كل من رئيسة الوزراء البريطانية ماي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وذلك من اجل الاحتفال بمئوية بلفور التي مهدت لقيام "إسرائيل". بالمقابل يطالب الفلسطينيون بريطانيا بالاعتذار والاعتراف بالدولة الفلسطينية. صورة من الارشيف يعقد رئيسا وزراء بريطانيا وإسرائيل اليوم الخميس(الثاني من تشرين ثاني/ نوفمبر) لقاءً بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان بلفور المثير للجدل، الذي وعد "بوطن للشعب اليهودي". ومن المقرر أن تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ونظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على غداء عمل في داوننغ ستريت حيث مقر ماي في لندن، وذلك قبل "حفل عشاء بلفور المئوي" في المساء. وقال نتنياهو لحكومته الأحد الماضي إنه سيلتقي أيضا قادة الجالية اليهودية ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في لندن .ونقل مكتب نتنياهو عنه القول :"كما أن الدولة لم تكن لتقوم دون الاستيطان والتضحية والاستعداد للقتال من أجلها، والزخم الدولي تمثل، بلا شك، في إعلان بلفور". من جانبها، علقت صحيفة غارديان البريطانية على مرور مئة عام على صدور وعد بلفور الذي تعهدت بريطانيا لليهود من خلاله بإقامة وطن لهم في فلسطين قائلة في عدد اليوم الخميس إنه "عندما وعد وزير الخارجية (البريطاني) أرثور بلفور قبل 100 عام بإقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين فإن كلماته غيرت العالم". ورأت الصحيفة أن هذا الوعد كان نقطة تحول تاريخية وذلك عندما "احتفت أمة بإعطاء دولة ثانية وعدا بدولة ثالثة حسب صياغة الكاتب اليهودي المجري أرثور كوستلر بشكل لا ينسى". وشددت الصحيفة على أن "وجود إسرائيل واقع تاريخي" وقالت إنه "وفي ضوء رعب المحرقة اليهودية فإن إقامة دولة إسرائيل بعد ثلاثة عقود من وعد بلفور كان مبرَرا من الناحية الأخلاقية" وأضافت: "(ولكن) العالم الذي أرهقته الحرب وتعاطف مع بؤس اليهود صرف نظره عندما اضطر الفلسطينيون لدفع ثن جريمة لم يرتكبوها". وأكدت الصحيفة على أن الاعتراف المتأخر بهذا الظلم الذي وقع على الفلسطينيين يعني أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة له أيضا ما يبرره. من جهته طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بريطانيا بالاعتراف بخطأ إصدار وزير خارجيتها الأسبق آرثر جيمس بلفور وعده الشهير لليهود الذي وضع قاعدة لقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين. وقال عباس- في مقال نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الخميس بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور: إن الوعد المذكور "ليس مناسبة للاحتفال خاصة في الوقت الذي لا يزال فيه أحد الطرفين يتعرض للظلم ويعانيه بسبب هذا الوعد" في إشارة إلى الفلسطينيين. من جانبه، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنه "لا عار يضاهي عار الاحتفال بالاستعمار"، وذلك ردا على التأكيد البريطاني على الاعتزاز بوعد بلفور والاحتفال به في مئويته التي توافق اليوم الخميس. وقال عريقات في بيان، نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) :"لا عار يضاهي عار الاحتفال بوعد الاستعمار في القرن الحادي والعشرين، حيث كان على بريطانيا اغتنام الفرصة لتصحيح خطيئتها والاعتذار لشعب فلسطين عن الظلم التاريخي الذي ألحقته به والانتصاف لضحاياه بما يشمل التعويض، والاعتراف بدولة فلسطين، وتصويب مواقفها نحو رفع الحصانة عن إسرائيل ومحاسبتها وجعلها تدفع ثمن احتلالها، وعدم عرقلة المبادرات والجهود الفلسطينية في المنابر الدولية بدلاً من الاحتفال بإطالة أمد الاحتلال الاستعماري وتثبيته على حساب حقوق شعبنا". وأضاف أن "الفرصة ما زالت سانحة أمام الحكومة البريطانية لإنهاء الإرث الاستعماري في فلسطين، وأن تنحاز إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه ضد الاستعمار والعسكرة". وجدّدت الرئاسة الفلسطينية، ، مطالبتها بريطانيا بالاعتذار عن إصدار وعد بلفور، الذي مهد لقيام إسرائيل، وتصحيح ذلك عبر الاعتراف بدولة فلسطين، وتعويض شعبها سياسيًا وماديًا ومعنويًا.وحملت الحكومة البريطانية، التي أصدرت والحكومات البريطانية اللاحقة والحالية، المسؤولية عما لحق بالشعب الفلسطيني من تشريد ومعاناة متعددة الأشكال. ووعد بلفور هو الاسم الشائع المُطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ع.أ.ج/ع ح ع ح (د ب ا،DW)
مشاركة :