قال رسلي عثمان، مسؤول إدارة الشؤون الإسلامية في مدينة بينانج الماليزية، إن سلاح التعليم والتربية ونشر المفاهيم الصحيحة للدين بين المجتمع الإسلامي هو بمثابة الحصن الحصين لمنع تشرب الشباب المسلم للأفكار المتطرفة. وأضاف عثمان، في تصريحات خاصة لـ”الغد”، المسلمون في ماليزيا يتمسكون بمنهج أهل السنة والجماعة، وهذا من أبرز ما يميز الشخصية المسلمة الماليزية، التي تتخذ من الأشعرية عقيدتها ومن الشافعية مذهبها الفقهي. وتابع، تعاني ماليزيا جراء وجودها بقرب دول تنتشر فيها أفكار متطرفه مثل تايلاند والفلبين من ولوج بعض الأفكار المتطرفة لديها، ونظرا لكون المسلمين في هذه الدول أقلية، فهناك من يستغل هذا الوضع الموجود في الفلبين ليحقن الشباب بالأفكار المتطرفة، ونحن في ماليزيا دائما في يقظة من ذلك الأمر، ومن يقبض عليه متلبسا بهذه الأفكار يتم الحكم عليه بحسب القانون، واتخذنا أساليب التعليم ونشر المفاهيم الصحيحة من خلال كافة الوسائل، سواء كان في المحاضرات والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة وخطب الجمعة. وأشار إلى أن أزمة مسلمي ميانمار تكمن في وجود من يسعى إلى تهجيرهم بدعوى أن هذا العرق في نطاق المملكة، مضيفا، “نحن في ماليزيا لا نتدخل في الشأن الداخلي للدول المجاورة، وفقا للميثاق الذي وقعته الحكومة الماليزية مع الدول المجاورة، خاصة وأننا بدورنا لن نقبل بتدخل أي دولة في الشأن الماليزي، ولكن حاليًا هناك مبادرة من ماليزيا لفتح حوار بين الحكومة وبين الروهينجا، وهناك مسائل في بورما تحتاج إلى البحث. وتابع قائلا: “لقد استقبلنا أخواننا المسلمين من الروهينجا وساعدناهم وهيأنا لهم مسكنًا ومطعمًا، ونساعدهم على بقدر استطاعتنا، وهناك مبادرة من ماليزيا لحل أزمتهم سنعرضها على الحكومة البورمية”. وألمح إلى أن نظام الحكم في ماليزيا ملكي، ويعد الملك هو الرئيس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكل ما يتعلق بالدين يتبع الملك، كما أن لدينا ولايات يبلغ عددها 14 ولاية، وكل ولاية لها أمير أو سلطان يحكمها، ولها إدارة دينية منفصلة، وكل ولاية لها 14 مفتيًا ودار الإفتاء الماليزية تعمل تحت الحكومة مباشرة. وأكد في تصريحاته على أن هناك حالة من السيولة في الفتاوى، وكل من لديه جهاز إلكتروني صار يفتي وفقًا لفهمه ورؤيته دون أسانيد وأسس علمية، ليصدر فتاوى شاذة، ولقد ساهم الفضاء الإليكتروني في خلق فوضى كارثية في الفتاوى و الأفكار، وهذا الأمر يجب أن توضع له قوانين ونظام وقيود نستطيع من خلالها حسم هذه المشكلة ووقف الفتاوى المنحرفة التي بسببها نرى الويلات. وشدد على أنه بالرغم من وجود 14 دار إفتاء مستقلة في كل ولاية بماليزيا، إلا أن هناك إدارة مركزية للتعامل مع الفتاوى على المستوى الوطني والمستوى القومي، وهناك فتوى على مستوى الولاية، وهناك تنسيق دائم بين الإدارة المركزية ودور الإفتاء المحلية حول الفتاوى الصادرة ، ونادرًا عندما يحدث تعارض بين محافظة وبين الإدارة الأم. وأوضح أن الأسباب التي تدفع الشباب للتطرف، هي الفهم الضيق للإسلام، حيث يسعى البعض إلى استغلال حماسة الشباب تجاه نصرة الإسلام، وبدلًا من أن يأخذ هؤلاء الشباب النصائح والمعلومات الدينية من منابعها الصحيحة يأخذونها من جهات تدعي على الإسلام ما ليس فيه، ويأخذون المفاهيم والفتاوى السطحية من الإنترنت. وطالب ثمان بالعودة إلى النظام القديم في التعليم الديني وهو لتتلمذ على أيدي مشايخ وفقهاء يعرفون رحمة الإسلام وحكمته، لأن الإسلام ليس فقط هو توصيل المعلومة، وإنما إعمال الحكمة في توظيفها. وتابع، الإسلام ليس فقط تعاليم ومعلومات، وإنما معرفة يصحبها حكمة الاستخدام، والتهذيب و تقويم الأخلاق لتنشئة شخصًا قويما راشدًا عاقلًا، وإلا فما فائدة العلم بدون حكمة. وشدد على أن هناك من يأخذ النصوص بمعزل عن سياقها، وهناك من يجتزئها من أسباب التنزيل وهذا ليس صحيحًا، مضيفاً هناك على سبيل المثال حديث يقول: “الجنة تحت ظلال السيوف”، الحديث موجود، ولكن لا يقرأ ولا يتم تعليمه إلا على أيدي متخصصين في الدين الإسلامي، خاصة وأن الإسلام هو دين الرحمة والسلام، ليفهم ما المقصود من ذلك وما السياق الذي قيل فيه.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :