صور| التظاهرات تعم الأراضي الفلسطينية تنديدا بوعد بلفور المشؤوم

  • 11/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عمت التظاهرات والمسيرات الحاشدة كافة الأراضي الفلسطينية وخارجها، في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، الذي يصادفُ اليوم، الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1917، لتذكير العالم بالظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، وما تبعه من إجراءات وممارسات قمعية وعنصرية اغتصبت بموجبها الأرض الفلسطينية لصالح المهجرين اليهود من كافة أصقاع الأرض، جراء الوعد الذي تم بموجبه منحت بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة ‘أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”. وتوالت ردود الأفعال الغاضبة لهذا الوعد المشؤوم، حيث خرج الآلاف من المواطنين في تظاهرات حاشدة شملت كافة محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، للتنديد بالوعد المشؤوم، وتحميل الحكومات البريطانية المتلاحقة المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تبعات هذا الإعلان الظالم. ففي مدينة غزة، تظاهر آلاف المواطنين أمام مقر الأمم المتحدة، تنديدا بمرور مائة عام على وعد بلفور، واستنكاراً للصمت الدولي الذي شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وشارك في المسيرة التي انطلقت من ميدان الجندي المجهول في مدينة غزة باتجاه مقر الأمم المتحدة عدد من قيادات فصائل العمل الوطني والفصائل الإسلامية، حيث رفعت الرايات الخضراء والصفراء والأعلام الفلسطينية. وأكد النائب في المجلس التشريعي، أحمد بحر ، أن الجماهير التي خرجت اليوم للتندد بوعد بلفور تجدد رسالتها للعالم كله بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن هدفه وأرضه، ويصر على العودة وحقه في فلسطين. واستنكر بحر المواقف العنصرية لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، التي أعلنت عن فخرها بوعد بلفور ومنح اليهود دولة لهم على حساب الحق الفلسطيني، وقال: “إن ما قامت به بريطانيا قبل مائة عام جريمة سياسية وأخلاقية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه آن الأوان أن تقدم بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني، وأن تصحح الخطأ التاريخي وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته الفلسطينية المستقلة”. وفي الضفة الغربية، عمت التظاهرات الحاشدة كافة مدن وبلدات الضفة الغربية، وندد المشاركون بالصمت الدولي والمواقف اللاأخلاقية للحكومة البريطانية. وشارك الآلاف من طلاب المدارس وممثلي الفصائل والقوى الوطنية والمؤسسات والفعاليات الشعبية في التظاهرات الشعبية التي تخللها رفع الرايات والأعلام الفلسطينية والرايات السوداء وإطلاق البالونات السوداء، وهي تحمل العلم الفلسطيني والشعارات الوطنية. وطالب المشاركون في التظاهرات، المجتمع الدولي ومؤسساته، والحكومة البريطانية بتحمل مسؤولياتهم كاملة عن الضرر والأذى الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء “الوعد المشؤوم”، الذي أعطته بريطانيا قبل مئة عام، وتم بموجبة ببناء دولة للاحتلال على الأرض الفلسطينية. ومن ناحيتها، طالبت الرئاسة الفلسطينية في الذكرى المئوية لوعد بلفور، الحكومة البريطانية بالاعتذار العلني للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدةً أن الحكومة البريطانية التي أصدرت وعد بلفور، والحكومات البريطانية اللاحقة بما فيها حكومة تيريزا ماي تتحمل كامل المسؤولية عما لحق بالشعب الفلسطيني من تشريد ومعاناة متعددة الأشكال. وجددت الرئاسة استخدامها لكافة السبل السياسية والقانونية المتاحة في مطالبة الحكومة البريطانية بتحمل المسؤوليات الناجمة عن إصدار هذا الوعد المشؤوم،والاعتذار العلني للشعب الفلسطيني عن إصدار وعد بلفور، وتحمل تبعات إصدار هذا الوعد، وذلك بتعويض الشعب الفلسطيني سياسياً ومادياً ومعنوياً، والاعتراف بدولة فلسطين، والعمل على إنهاء الاحتلال عن أرضها، مثلما رعت بريطانيا قيام دولة الاحتلال، إسرائيل على أرض فلسطين. من جهتها، طالبت حركة فتح، أبناء شعبنا الفلسطيني وكل أحرار العالم في كل مكان، وكافة المؤسسات في الداخل والخارج لأوسع مشاركة في المسيرات والمظاهرات، التي ستخرج تنديدا بالذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم، ولإصرار حكومة بريطانيا على الاحتفاء بهذه الجريمة النكراء، التي شردت شعب أصيل إلى مخيمات اللجوء، والشتات. وأكدت حركة “حماس”، أن بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ، وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي للشعب الفلسطيني، وأن وعد بلفور الذي قام على أساس منح أرض بلا شعب لشعب بلا أرض هو وعد تكذبه الحقائق على الأرض، فالفلسطيني منغرس بأرضه كأشجار الزيتون الرومية والجبال الراسخة، والشهداء وحدهم من يمنح هذه الأرض الهوية. وأوضحت أن “وعد بلفور” وعد من لا يملك ومنح من لا يستحق، فهو وعد زائف وسرقة للتاريخ والثقافة والحضارة والحياة، فهو وعد قائم على الافتراء والتسلط وإحلال بقوة الاحتلال لا بقوة المنطق والحق. وأكدت حماس، أن الشعب الفلسطيني تصدّى بكل أدوات الصمود والتحدي لهذا الوعد الزائف، ابتداء من ثورة النبي موسى، مروراً بثورة يافا، والبراق، والكف الأخضر، وأكتوبر، وعزالدين القسام، والثورة الفلسطينية الكبرى، وثورة الحجارة والأقصى والقدس وليس للثورات انتهاء حتى يسقط الوعد وتزول آثاره. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول ملف اللاجئين، زكريا الأغا، أن وعد بلفور غير شرعي ومرفوض، لأنه صدر من جهة لا تمتلك الأرض وأعطي لمن لا يستحق، مشيراً إلى أن هذه الوعد مخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان. وقال: “إن وعد بلفور يشكل جريمة بحق الشعب الفلسطيني وعلى بريطانيا الاعتذار، وأن يتبع هذا الاعتذار الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس”. وطالب الأغا المجتمع الدولي بضرورة نصرة القضية الفلسطينية، ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة والضغط على إسرائيل لتطبيق قرارات الشرعية الدولية واحترام الاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان التي لا تزال تنتهك في الأراضي الفلسطينية. وطالب المجلس الوطني الفلسطيني، الحكومة البريطانية صاحبة وعد بلفور المشؤوم بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما حل بالشعب الفلسطيني من نكبات وويلات وتشريد ولجوء بعد مرور 100 عامًا على وعدها غير القانوني. وأكد المجلس أهمية توحيد الجهود الفلسطينية والعربية والضمائر الحية في العالم للضغط على الحكومة البريطانية وإلزامها بإنصاف الشعب الفلسطيني، والتكفير عن جريمتها وخطيئتها التاريخية بحق الأرض والشعب، الذين عاشوا هم وآباؤهم وأجدادهم في فلسطين منذ آلاف السنين. وقالت لجان المقاومة في فلسطين،”إن مئوية وعد بلفور المشؤوم ستبقى شاهدة على إجرام المحتل البريطاني ضد شعبنا الفلسطيني، عبر زرعه للاحتلال على الأرض الفلسطينية ومساعدته بكافة الوسائل في طرد وتهجير أهلنا من قراهم ومدنهم، في جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وستبقى لعنة تطارد الواعد الذي لا يملك والموعود الذي لا حق له”. وأكدت أنه وبعد مائة عاماً لايزال شعبنا يتمسك بأرضه، وينزرع فيها كأشجارها المعمرة ليكشف الكذبة الكبرى بأن فلسطين أرض بلا شعب، وأن سعي شعبنا نحو انتزاع حقوقه الوطنية والتخلص من الاحتلال الصهيوني عبر المقاومة، تأكيداً بأن الشعوب الحية لا يمكن أن تقبل بالإحتلال وتستسلم إليه.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :