الحلقة 7 من كتاب هيلاري كلينتون «هذا ما حدث»

  • 11/2/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تأليف: هيلاري كلينتونترجمة وإعداد: محمد أمين بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب في نوفمبر الماضي، نشرت هيلاري كلينتون، روايتها الشخصية للانتخابات ونتائجها، في كتاب تحت عنوان: «هذا ما حدث»، اعترفت فيه بأنها تتحمّل المسؤولية الكبرى عن فشلها، لكنها وجّهت أصابع الاتهام أيضاً، إلى الــ «إف.بي.آي» وروسيا والإعلام الأميركي. وتحدثت عن «صدمة» ليلة الثامن من نوفمبر 2016، ولحظة الإعلان عن نتائج الانتخابات، حين كانت في غرفتها بفندق في نيويورك، والإحساس بـ«الإحباط» و«الحزن» و«خيبة الأمل» التي لم تفارقها على مدى أسابيع. وأكدت رفضها تناول الأدوية المضادة للاكتئاب أو استشارة أطباء نفسيين، وبدلاً من ذلك، لجأت إلى عائلتها، ومارست رياضة اليوغا، كما استعانت بالنبيذ. وكشفت كلينتون أنه «لم يمضِ يوم واحد منذ الثامن من نوفمبر 2016، لم أتساءل فيه: لماذا خسرت؟ أجد أحياناً صعوبة في التركيز علي أي مسألة أخرى». وتصف كلينتون حفل تنصيب دونالد ترامب (الذي لم تطلق عليه لقب «رئيس» أبداً في كتابها)، والذي شاركت فيه بصفتها سيدة أولى سابقة، وتصوّرت لو أنها كانت هي من تُلقي خطاب النصر، بدلاً منه. واستعرضت هيلاري العوامل التي تعتقد أنها أسهمت في هزيمتها، ومنها رغبة جمهور الناخبين في التغيير، ورفض البعض لشخصها، والعداء للنساء، وإحساس شرائح من الطبقات الشعبية البيضاء بأنها مهمّشة اقتصادياً. وكشفت كلينتون أن لديها قناعة راسخة بأن تدخّل مدير الــ «إف.بي.آي» جيمس كومي قبل أيام من الانتخابات رجّح كفّة ترامب، فضلاً عن القرصنة الروسية ونشر وثائق «ويكيليكس» وتركيز الصحافة على الأمر حد الهوس. واستشهدت بفرنسا، التي أحجمت وسائل الإعلام فيها عن تغطية القرصنة التي استهدفت إيمانويل ماكرون أواخر حملة الانتخابات الرئاسية. وقالت: «يبدو أن الناخبين الفرنسيين استخلصوا العبرة، ورفضوا التصويت لمارين لوبن. وربما يكون في حماية فرنسا وديموقراطيات أخرى، بعض العزاء لي». وأكدت كلينتون أنها لن تترشّح لانتخابات بعد اليوم. لكنها تعهّدت بأن «لن أنعزل، ولن ألتزم الصمت، وسأفعل كل ما في وسعي لمساندة المرشحين الديموقراطيين». وفي ما يلي ملخص لأهم ما جاء في الكتاب. لم ينفك يفارقني السؤال منذ الثامن من نوفمبر 2016 حتى الآن: لماذا خسرت الانتخابات؟ وأحيانا، وجدت من الصعب أن أركز على أي شيء آخر. راجعت نقاط ضعفي والأخطاء التي ارتكبتها. وأنا أتحمل كامل المسؤولية عنها. ويمكن للمرء أن يلقي باللائمة على البيانات أو رسالة الحملة، أو أي شيء آخر. لكنني أنا المرشحة، والحملة حملتي، والقرارات قراراتي. وفكرت كذلك بالرياح العكسية التي واجهتنا، بما في ذلك صعود السياسات القبلية في أميركا وحول العالم، وتوق بلد إلى التغيير، والتغطيات المبالغ فيها لمسألة بريدي الإلكتروني، والتدخل غير المسبوق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي، وحملة التضليل التي قام بها الكرملين، وموجة الأخبار الكاذبة. وهذه ليست أعذاراً، بل أشياء حدثت شئنا أم أبينا. فكرت في كل هذه الأمور وببلادنا المنقسمة على نفسها بشدة، وفي قدرتنا على العيش والعمل والتفكير.. كل ذلك قبل أن استكمل شرب فنجان قهوة الصباح، ثم توالت الأسئلة ثانية.الدرس المستخلص ففي ربيع 2017 طلب مني عدد من الصحافيين المرموقين، من أمثال نيكولاس كريستوف، وكريستين ايمانبور، وريبيكا تريستر، وكارا سويشر، التعليق على ما حدث عام 2016، وما الدروس التي يمكن للديموقراطيين، والأميركيين عموما، تعلمها من هزيمتي. لقد كان حواراً مهماً ليس حول الماضي فقط، بل المستقبل أيضا. فبعد أن نجحت روسيا في التدخل في الانتخابات مرة، فإنها ستعيد الكرة مرات ومرات. ويدور حوار داخل الحزب الديموقراطي حاليا، حول مستقبل الحزب. فقد أصبح السؤال يطرح بقوة: ما الذي حدث؟ وأين أخطأنا؟ وكيف نصلح الخطأ؟ وسألتني ايمانبور: هل يمكن أن تكون الحملة الانتخابية أفضل مما كانت عليه؟ وأين كانت رسالتك؟ وهل تتحملين مسؤولية شخصية؟ قلت: «أنا أتحمل كامل المسؤولية شخصيا، فأنا المرشحة»، وأوضحت، وقد توقعت خبيرة الانتخابات ناني سيلفر أن نفوز في معظم الولايات، حتى تدخل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيم كومي في الثامن والعشرين من أكتوبر، أي قبل أيام من موعد الانتخابات. وكانت ردود الفعل على هذه المقابلات سلبية عموما، وطلبت الصحف الكبرى مني أن أتوقف عن الحديث عن الماضي. وأنا أفهم هذه الرغبة لدى الناس الذين تعبوا من الحديث عن الانتخابات.تحديات هيكلية وكان هناك من يطالبني بتحمل كامل المسؤولية عن الهزيمة، والتوقف عن الحديث عن كومي والروس والأخبار الكاذبة والتمييز ضد المرأة.. الخ. ولكن في حين أتحمل المسؤولية شخصياً، إلا أن المشكلة الحقيقية أن هناك من لا يريد تحمل نصيبه من المسؤولية عن انتخاب ترامب. وإذا كان الأمر كله خطأ مني، فلا حاجة للإعلام للبحث عن الأسباب، ويمكن للجمهوريين القول إن تدخل الروس لم يكنله أي تأثير على الانتخابات، ولا حاجة للديموقراطيين لأن يراجعوا طروحاتهم وبرامجهم. لقد تمنيت أن تكون الأمور بهذه البساطة، لكنها لم تكن، ولهذا سأحاول شرح فهي لما حدث، من التحديات الهيكلية إلى التدخلات غير المتوقعة في الانتخابات. ما حسم الانتخابات 77744 صوتاً من أصل 136 مليون صوت، ولو غيّر 40 ألف شخص في ويسكانس ومتشيغان وبنلسفانيا آراءهم لفزت في الانتخابات، المشكلة أن 17 في المئة من 61 في المئة من الناخبين، الذين قالوا في استطلاعات ما بعد الاقتراع، إنهم يعتقدون أن ترامب لا يصلح أن يكون رئيساً، قد صوتوا له، في نهاية الأمر.مرشحة النخبة معظم المحللين لما بعد الانتخابات عزوا ما حدث إما إلى القلق على الاقتصاد أو التعصب. وقد رجحت أكثر التقارير التعصب، لكن ذلك أيضاً تبسيط لما حدث. لكن الفكرة التي ذهبت إلى أن الانتخابات كانت تدور حول الاقتصاد فقط، لم تجد ما يدعمها من الأدلة. صحيح أنه كان هناك تصور بأن ترامب هو منبر الطبقة العاملة، وأنني مرشح النخبة، بيد أن صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريراً أثبت أن معظم مؤيدي ترامب ليسوا من الطبقة العاملة، وأن معدلات دخول ناخبي ترامب أعلى من معدلات مدخولات ناخبيّ. لقد وصفت ناخبي ترامب بالبائسين، لأنهم ينتخبون رجلاً يتباهى بارتكاب التحرش الجنسي، ويهاجم قاضياً لأن أصله مكسيكي، وأبوين لأحد ضحايا الجيش الأميركي، لأنهما مسلمين، وله ماضٍ طويل بالتمييز العنصري، وهذا لا يعني أن كل من صوت لترامب يوافق على هذه الممارسات، بل على الأقل يقبل أو يتغاضى عنها.ردّة عنصرية وقد يقول قائل إن الرئيس أوباما فاز بولايتين، فكيف تكون العنصرية عاملاً هنا؟ المهم تذكره أن المواقف العنصرية ليست جامدة، ولا توجد في الفراغ. وكما شرح أستاذ العلوم السياسية بجامعة واشنطن، كريستوفر باركر، فإن سنوات حكم أوباما أحدثت ردة في أوساط الناخبين البيض، فكل فترة تقدم على صعيد العنصرية يخلق فترة «إعادة تموُضع»، وهكذا كان الأمر في انتخابات 2016، إنه أشبه بالقاعدة الفيزيائية: «لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه». وقد درس خبير الاستطلاعات الديموقراطي المرموق، كورنيل بيلشر، تغير المواقف العنصرية في الولايات المتحدة، ووثق هذه الردة في كتابه «رجل أسود في البيت الأبيض». ووصف انتخاب ترامب بأنه نتيجة لشعور كثير من الأميركيين البيض بالقلق، الذي أخذ يتفاقم مع مرور الوقت. ودرس أكاديمون آخرون الظاهرة، التي أطلقوا عليها «الفتيلة العنصرية»، وأظهرت نتائج بحوثهم أنه حين يتم تشجيع الناخبين البيض على رؤية العالم من خلال منظور راديكالي، وأن يكونوا أكثر وعياً بهويتهم العنصرية، فإنهم يتصرفون ويصوتون بشكل محافظ، وهذا بالضبط ما حصل عام 2016. لقد اتخذ جون ماكين وميت رومني قراراً مبدئياً بعدم إقحام العنصرية في حملتيهما الانتخابيتين. والكل يذكر كيف تصدى ماكين لأحد الناخبين أثناء حملته الانتخابية عام 2008، وأكد للحشود أن الإشاعات بأن أوباما مولود خارج الولايات المتحدة لا أساس لها من الصحة. وبالمقارنة، استمر ترامب بموقفه المشكك في شهادة ميلاد أوباما. ودشن حملته الانتخابية باتهام المكسيكيين بأنهم مغتصبون ومجرمون، وظل يردد مقولاته العنصرية حتى يوم الانتخابات.«ديموقراطيو ترامب» وللإنصاف، فإنني ربما أسهمت في رفع درجة الوعي العنصري، فقد انتقدت تعصب ترامب واستدعاءه لتفوق العنصر الأبيض، ونددت بقراره تعيين ستيفن بانون رئيساً لحملته الانتخابية، وتحدثت بإيجابية طوال حملتي الانتخابية عن العدالة العرقية والهجرة والمسلمين. ونتيجة لذلك، ربما قرر بعض الناخبين البيض أنني لست إلى جانبهم، لا سيما مواقفي التي تلاقت مع نشطاء حركتي BLACK LIVES MATTER وMOTHERS OF THE MOVEMENT، وانتقادي لرجال الشرطة البيض في تعاطيهم مع السود، لكني قلت دائماً إننا بحاجة إلى إصلاح جهاز الشرطة ودعم رجال الشرطة في آن. أما مسألة اللعب على التعصب القومي للبيض، فليست جديدة، ففي عام 1984 حقق رونالد ريغن فوزاً ساحقاً، من خلال استقطاب عدد كبير من ذوي الياكات الزرقاء الديموقراطيين، الذين أصبحوا يُعرفون بـ«ديموقراطيي ريغن»، وهم البيض الذين يلقون باللائمة على مشكلات أميركا على السود، وبعد انتخابات 2016، تحدث البعض عن «ديموقراطيي ترامب»! وكشفت إحدى الدراسات عن وجود مشاعر إحباط من النخبة والنظام السياسي الفاسد، والرغبة العميقة في إحداث تغيير جذري، وأيضاً غضب من المهاجرين الذين ينافسونهم على فرص العمل، وهم لا يتحدثون الإنكليزية، وخوف من المسلمين، واستياء من الأقليات.انقلاب الطبقة العاملة خبير استطلاعات الرأي ستان غرينبرغ يلقي باللائمة الأكبر على أوباما لانقلاب الطبقة العاملة على الحزب الديموقراطي، لتبنيه التجارة الحرة، وتحركه للإنقاذ المالي للنخبة غير المسؤولة، في وقت ضُربت المدخولات المالية للمواطن العادي وظل يعاني، وهذه تذكرة أخرى إلى أنه على الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها أوباما لإعادة التعافي إلى الاقتصاد الأميركي بعد الأزمة المالية، فإن هناك كثيراً من الأميركيين الذين لم يشعروا بانعكاس هذا التعافي على حياتهم المعيشية، ورأى ستان أن حملتي كانت شديدة التفاؤل بشأن الاقتصاد، وليبرالية جداً بشأن الهجرة، لم تُعر التجارة اهتماماً كافياً، والتزمت الصمت حيال الاقتصاد والتغيير، لكني راجعت خطابات الحملة الانتخابية، ووجدت أن ذلك ليس صحيحاً.خيار غير مقبول قبل تدخل كومي، كنا نخطط في حملتنا الانتخابية للقيام بحملة إعلانية مكثفة، لتذكير العائلات العاملة بمشاريعي لتغيير بلادنا وحياتنا إلى الأفضل، ولكن بعده، وتراجع شعبيتي في استطلاعات الرأي، أجمع مسؤولو حملتي على أن الاستراتيجية الأفضل هي في توجيه ضربات قوية لترامب، وتذكير الناخبين: لماذا ترامب هو خيار غير مقبول، فهل كان ذلك خطأ؟ ربما، لكننا كنا نخوض المعركة في ظل التغطيات الإعلامية السلبية لمسألة الرسائل الإلكترونية، إضافة إلى سيل الأخبار الكاذبة. في الأحوال العادية، يقوم المرشح بحملة انتخابية لحض الناس على التصويت له، لكن في حالة ترامب، تفاخر هو وعدد من مسؤولي حملته بنجاحهم في ردع بعض المجموعات، كالليبراليين البيض، والنساء الشابات، والأميركيين الأفارقة، عن التصويت، بل إن ترامب شكر بعد الانتخابات السود لعدم مشاركتهم في الاقتراع.جهوزية الحزب يتمتع الجمهوريون بأفضلية على الديموقراطيين، تتمثل في بنية تحتية سياسية قوية ودائمة. فبعد هزيمة ميت رومني عام 2012، والثناء الذي نالته حملة أوباما من حيث تقدمها التكنولوجي، تعهد الجمهوريون بمواكبة هذا النجاح، وخلال الفترة من 2013 إلى 2016، استثمر الحزب الجمهوري أكثر من مئة مليون دولار في المعلومات. وبالمقارنة، تخلّف الحزب الديموقراطي كثيراً في هذا الجانب، على الرغم من وعود زعيم الحزب توم بييز بتحسين بنية البيانات ومنصةتحليلها ليس فقط من أجل الفوز في انتخابات 2016، بل للحفاظ على جاهزية الحزب للعقود المقبلة. فإذا أردنا تحقيق الفوز مستقبلاً، يتعين على الديموقراطيين أن يتفوقوا على الجمهوريين في تكنولوجيا المعلومات. وعلينا امتلاك قاعدة بيانات جاهزة للتوزيع وتضاهي ما بدأه الجمهوريون، وهذا يشمل صفحات على فيسبوك، وحسابات على موقع انستغرام وتويتر وسناب شات، فضلاً عن توزيع الخرائط وأشرطة الفيديو.انقسام وهناك دروس أخرى آمل أن يستوعبها الديموقراطيون من انتخابات 2016 ذلك لأن الحوار بدأ في أروقة الحزب بشأن أفضل السبل لإعادة الحزب إلى سكة الانتصارات بدءاً من الانتخابات نصف الفصلية لعام 2018. واعتقد أن الدراما الدائرة بين يسار الوسط ويسار اليسار، مبالغ فيها. فنحن أقرب إلى بعضنا أكثر من قرب أي جمهوري من ترامب. لقد توليت أنا وبيرني ساندرز صياغة برنامج الحزب الديموقراطي 2016، الذي وصفه ساندرز بأنه الأكثر تقدمية في تاريخ الحزب، فنحن نشترك في قيم كثيرة، ومعظم خلافاتنا السياسية ثانوية، مقارنة بالانقسام الذي يفصل الحزبين الرئيسيين (الجمهوري والديموقراطي). ومن الصعب أن تجد ديموقراطياً واحداً يختلف مع حقيقة أننا بحاجة إلى مواصلة خطط تحسين الاقتصاد، وأن علينا بذل جهود متواصلة لاستعادة ثقة الناخبين، الذين هجروا أوباما إلى ترامب، وعلينا إقناعهم بأن الديموقراطيين يحترمونهم ويهتمون بهم، ولديهم خطط لجعل الحياة أفضل، ليس فقط في المدن الكبرى، بل أيضاً في البلدات الصغيرة والأرياف، وربما تصبح هذه المهمة أسهل، حين يجد الناخبون أن ترامب يخلف بوعوده الشعبوية، ويتبنى أجندة الكونغرس الجمهوري التي تميل لمصلحة الأثرياء، على حساب العائلات العاملة.خطاب مضلل نحن بحاجة إلى المنافسة في كل المجالات، ولا يسعنا أن نغفل أي ناخب أو أي ولاية. وللحقيقة أن الأمور ليست كلها على ما يرام في الحزب الديموقراطي. فنحن نسمع الكثير من لغة الخطاب المضللة والتحليلات، التي يمكن أن تأخذنا في الاتجاه الخطأ. وفي هذه الأثناء يتعين على الديموقراطيين في الكونغرس مواصلة أداء واجبهم في تحميل إدارة ترامب المسؤولية عما حدث من تدخل روسي في الانتخابات، ولدي ثقة بأن الديموقراطيين قادرون على تطوير آليات الحزب، ومقارعة إدارة ترامب. وبالإضافة إلى ذلك، تظهر الفضيحة الروسية المتنامية للأميركيين أن ترامب كاذب، وهذا من شأنه مساعدتنا في إقناعهم أنه يكذب بشأن الرعاية الصحية والوظائف أيضاً.المستقبل أهم من الماضي وفي النهاية، إذا أراد الديموقراطيون الفوز، فعليهم مواصلة تبنيهم الدفاع عن حقوق الإنسان والحقوق المدنية، والقضايا الأخرى، التي تمثل جزءاً من مسيرتنا نحو دولة أكثر عدالة وتقدماً. وعلينا ألا نضحي بمبادئنا من أجل كسب هذه المجموعة الانتخابية أو تلك، لا سيما تلك التي تنتمي منها إلى الماضي وليس إلى المستقبل. وخسارتي الانتخابات لا تغير حقيقة أن مستقبل الديموقراطيين مرتبط بمستقبل أميركا في عالم سريع التغير، وحيث تعتمد قدرتنا على صنع التغيير، على تحقيق التقدم، على جمهور ناخبين متنوع ومتعلم، ويتألف في معظمه من الشباب، وحتى عندما تكون مانشيتات الصحف سيئة، هناك سبب للتفاؤل بالمستقبل، فاتجاهات الرأي العام، خاصة الشباب منهم، تبشر بالخير، لهذا السبب بذل الجمهوريون جهوداً هائلة لإبعاد الشباب والملونين عن صناديق الاقتراع. ويتعين على الديموقراطيين أن يبذلوا جهوداً أكبر، والنضال من أجل حقوق التصويت، والتقسيم العادل للدوائر الانتخابية، ورفع معدلات التصويت، ليس فقط في انتخابات الرئاسة، بل أيضاً في الانتخابات المحلية والفدرالية.(انتهى) أين وقع الخطأ؟ بالنسبة لي، سوف أكرر ــ لوقت طويل ــ طرح السؤال: أين وقع الخطأ في انتخابات 2016؟ وكما قلت في خطاب الاعتراف بالهزيمة، فإن الأمر سيكون مؤلماً لبعض الوقت. وأؤكد أن شيئاً مما تمت مناقشته في هذا الكتاب، لا يُقلل من مسؤوليتي عن خذلان جمهور ناخبيّ. ولكني لن أستسلم للكآبة، ولن أنعزل، ولن أختفي، وسوف أفعل كل ما في وسعي لدعم المرشحين الديموقراطيين الأقوياء في كل مكان، وأطلب من الجميع أن يفعلوا الشيء ذاته.

مشاركة :