يواجه الأشخاص الذين يصابون بين سن الأربعين والستين بالتهاب في الدم، احتمالا أكبر بتقلص حجم الدماغ عند التقدم بالسن ولا سيما الأقسام التي يصيبها مرض الزهايمر على ما جاء في دراسة جديدة. وكانت دراسات سابقة أظهرت رابطا بين الخرف والالتهاب وهي ردة فعل الجهاز المناعي حيال الضغط النفسي والمرض. وأوضح الطبيب كينان ووكر من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز في باليتمور (ميريرند) المعد الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة "نورولوجي" الطبية الأميركية أن "هذه النتائج تدفع إلى الاعتقاد أن الالتهاب في سن وسطية قد يساهم بشكل مبكر في تغييرات في الدماغ مرتبطة بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف". وأضاف "إن العملية التي تؤدي إلى فقدان خلايا دماغية تبدأ قبل عقود من ظهور أي أعراض على المرضى، ومن المهم فهم هذه الظاهرة التي ستؤثر عليهم لاحقا". والأشخاص الذين يعانون من مستوى مرتفع من الالتهاب ومن تقلص دماغي يسجلون نتائج أدنى بشكل عام في اختبارات الذاكرة. ولأغراض الدراسة قاس الباحثون مستويات خمسة مؤشرات للالتهاب الدموي، من بينها مستوى الكريات البيض عند 1633 شخصا يبلغ معدل أعمارهم 53 عاما. وبعد 24 عاما على ذلك خضع المشاركون لاختبار ذاكرة ولتصوير دماغهم بالسكانر لقياس حجم عدة مناطق في الدماغ. وبالمقارنة مع أشخاص غير مصابين بالتهاب، تراجع حجم الحصين ومناطق أخرى في الدماغ مرتبطة بمرض الزهايمر بنسبة 5% لدى الأشخاص الذين كانت لديهم مستويات عالية من الالتهاب في ثلاثة مؤشرات أو أكثر. وسجل الأشخاص غير المصابين بالتهابات نتائج أفضل في اختبار الذاكرة مع حفظهم 5.5 كلمات بشكل وسطي من أصل عشر عرضت عليهم في مقابل خمس كلمات للمشاركين المصابين بالتهابات مرتفعة. وقالت كارول روتليدج من معهد الأبحاث البريطاني "الزهايمرز ريسيرتش يو كاي" الذي لم يشارك في الدراسة إن "هذا البحث يعتبر أن الالتهاب هو مؤشر مبكر محتمل لتلف في الدماغ في مرحلة لاحقة لكن لا يمكن القول إن كان الالتهاب هو السبب المحتمل أو أنه يأتي ردا على مسارات مرضية أخرى".
مشاركة :