الشارقة: هاني عوكل أوصى رؤساء اتحادات الكتاب والأدباء العرب، ومثقفون ومهتمون في ندوة «اتحادات الكتاب العرب وحماية اللغة العربية»، بتوحيد المناهج الدراسية العربية وتضمين الأدب العربي فيها، مؤكدين على دور الجامعة العربية في هذا الإطار.جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر في مقره بالشارقة، أمس الخميس.قال المشاركون في الندوة التي أدارها حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، رئيس تحرير صحيفة الخليج المسؤول، إن صياغة الوجدان العربي تستلزم اختيار الأعمال الأدبية والفكرية في المناهج الدراسية، كما هو الحال بالنسبة للمدارس الأجنبية التي تستحضر أدبها، وتركز على سبيل المثال على «شكسبير»، و«ديكنز»، مشيرين إلى أهمية تقديم محتوى عربي مسؤول وملتزم ومستوعب للهوية والثقافة العربية إلى مختلف الأجيال، وبالأخص منها الأطفال والشباب.واتفقوا على ربط تطور اللغة العربية بالقرار السياسي لحمايتها وتحصينها، وعدم التنازل عن الإرادة للمحافظة على هذه اللغة، مع التأكيد على أولوية أن تراجع الدول سياساتها في موضوع اللغة العربية وحمايتها، لجهة اختيار النصوص الدسمة والمعبّرة عن جوهر اللغة العربية في المناهج.كما لفتوا إلى أهمية إيجاد استراتيجيات دفاعية لتمكين الإعلام ومحتوى التواصل الاجتماعي، ولازمة تمكين الطفل من ثقافته، وتراثه، وهويته العربية، مع إمكانية النهل من العلوم الأخرى من دون الإخلال بالهوية واللغة العربية.وجرى نقاش مستفيض حول أهمية دور اللغة العربية، إذ أجمع المشاركون على أنها مستودع الحضارة، والفكر، والثقافة، والآداب، والتاريخ، غير أن البعض يتعامل معها بمفهوم خاطئ، ويعتبر اللغة وسيلة تفاهم فقط، وهي ليست كذلك، بل هي تعلو عن ذلك بكثير جداً، والتفاهم قد يحصل بلغة الإشارة والرمز، لكن اللغة برأيهم عنوان الهوية والتراث الثري الذي يمثل الأمة العربية، ويجسد هويتها على مدى قرون.وأشادوا باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، باللغة العربية، وتجسيد الثقافة، والأدب العربي وصونه، لافتين إلى أن سموه يولي اهتماماً كبيراً بالحفاظ على اللغة العربية، إلى جانب دعم حركة الترجمة من العربية وإليها. وفي حين أشار بعض المشاركين حول أن اللغة العربية في خطر، ومهددة بالضعف التدريجي، وتحتاج إلى حماية، رأى البعض الآخر أنها لا تحتاج إلى حماية بقدر ما تحتاج إلى تطوير، وتعزيز في المشهد العربي، بأجناسه المختلفة الثقافية، والعلمية، والتربوية، والأدبية، وحتى السلوكية، مشيرين إلى أننا بحاجة إلى الفعالية السياسية وقوة اقتصادية لنفرض ما عندنا. على أن جميع المشاركين اتفقوا على أن حماية وصون اللغة العربية لا يتعلق بالمسؤولين فحسب، وإنما ينبغي الاعتراف بأن النهوض بواقع اللغة العربية هو مسؤولية الجميع، كتاباً وأدباء ومؤسسات ثقافية وتربوية ومعرفية، والارتقاء بهذه اللغة يستلزم من الجميع العمل على تحصينها باستخدامها وتطويرها على الدوام.وركزوا على دور المجتمع في هذا الإطار، من حيث الإدراك أن الاستغناء عن اللغة العربية والاستعاضة عنها بأي لغة أخرى أمر يضر بالهوية العربية، مؤكدين على تقصير العديد من المؤسسات الثقافية، بما فيها التربوية والإعلامية في حماية هذه اللغة.وأخذ موضوع الإعلام حيزاً مهماً في النقاش بين المشاركين، الذين رأوا بأنه تقع عليه مسؤولية كبيرة في معالجة ضعف اللغة العربية، خصوصاً الإعلام المرئي والمسموع الذي تكثر فيه الهفوات اللغوية التي تؤثر سلباً في واقع اللغة العربية، معتبرين أن أول شيء يحفظ للغة العربية هويتها هو الإعلام، وإذا لم يُحصّن نفسه ضد المحاولات التي تستهدف هذه اللغة فإنها في الطريق إلى الضعف.أيضاً تحدث أحد المشاركين عن أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال وضع مؤشر قوة، أو ضعف اللغة العربية بين الأقطار العربية في سلة واحدة، إذ برأيه، هناك فروق واضحة بين قطر وآخر، مستعرضاً تجربة بعض الدول التي تركز على اللغة العربية في مناهجها العلمية والأدبية.واختلف المشاركون في نقطة أخرى حول العلاقة بين الفصحى والعاميات بلهجاتها المختلفة، وتعميمها على حساب اللهجات العربية، لكن هذا الرأي قابله رأي آخر أكد على أهمية اللهجات المحلية، وضرورة توثيقها، والحفاظ عليها باعتبارها جزءاً من الهوية الوطنية.وجرى حديث عن ضرورة التركيز على اللغة العربية في ما تحمله من أفكار وليس في مبناها فقط، إذ نبه المشاركون إلى مسألة الالتفات إلى المحتوى العربي والازدواجية بين ما نفكر فيه وما نكتبه.وخلص المشاركون إلى توصيات كثيرة من ضمنها إغناء المنحى الفكري والثقافي لإشاعة النهضة العقلية، وإعادة الالتحام بين «الإلكسو» والجامعة العربية وإقرار توحيد المصطلح العربي مع المعاجم العربية.وخلص المشاركون أيضاً إلى ضرورة تشكيل لجنة لحماية اللغة العربية الفصحى في الاتحادات والروابط والأسر الثقافية والأدبية كافة.وأخيراً دعوا إلى وضع اللغة العربية الأساس على غرار «BASIC ENGLISG» لتعزيز فاعلية اللغة واللسان، وعقد ندوات وورش عمل ومؤتمرات عربية مشتركة للتعمق في هذين التوصيفين، واقتراح خطوات تنفيذية لتفعيل المطلوب. المشاركون في الندوة شارك في الندوة: خلفان الزيدي عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، سعيد الكفراوي قاص مصري، سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، سمير درويش المدير التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، صلاح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، د. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر، الفريق د. عمر أحمد قدور رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، د. مبارك سالمين مبارك سالم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، د. محمد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، محمد سلماوي أديب وكاتب ومستشار الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب وأمين عام اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، محمود الضمور رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، د. نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، د. وجيه فانوس أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين، د. يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين.
مشاركة :