عبدالعزيز بن طلال في ندوة أجفند بجنيف: يجب تضمين أهداف التنمية المستدامة بالمناهج

  • 10/15/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز ، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، بدأت في مدينة جنيف بسويسرا فعاليات منتدى أجفند التنموي السابع، التي تتواصل من 15 إلى 17 أكتوبر 2018 ، في إطار احتفالية تسليم جائزة أجفند الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية في عامها التاسع عشر. ونيابة عن رئيس أجفند افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز أعمال المنتدى وألقى كلمة في الندوة الدولية التي عقدت صباح الاثنين بفندق برزدنت ولسون، بعنوان “تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في غرب ووسط أفريقيا من خلال الشمول المالي” . ونقل الأمير عبد العزيز للمشاركين في الندوة من 33 دولة تحياتِ الأمير طلال ، وتمنياتِ سموه “بأن تُحقق لقاءاتِكم في إطارِ منتدى أجفند السابع النجاح” . وقال إنه متابع لكثيرٍ من التفاصيل في جهودِ مكافحةِ الفقر، منذ أن أطلق الأمير طلال مبادرتَه بتأسيس بنوكِ الفقراء في المنطقةِ العربية، ” وعندما وقفتُ على بعضِ تقارير بنوك أجفند زادتْ قناعتي بجدوى هذه البنوك المتخصصةِ ، وفاعليةِ ” الشُمول المالي”. وها هي المبادرةُ توسع مظلتَها ويعلنُ أجفند تأسيسَ 14 بنكاً للشمولِ المالي في غرب ووسط أفريقيا ، بالشراكةِ مع المصرف العربي للتنميةِ الاقتصادية في أفريقيا ( باديا ). وأوضح الأمير عبد العزيز في كلمته أن مفهوم الشمول المالي ، على أهميته وانتشاره في أوساط شرائح عديدة ما يزالُ يحتاجُ تسليط الضوء عليه ليكون ضمن الثقافةِ المجتمعية، لأنه ليس موجهاً فقط لشريحةِ المحتاجين، بل للمجتمعات ، كون تطبيقات هذا المفهوم تُسهم في حل مشكلات اجتماعية واقتصادية ، وبالتالي تعد جزءاً رئيساً في اقتصاد الدولة. وأكد سموه أن الإعلام ، بكل ما يمتلكُ من تأثيرٍ في بناءِ الوعي المجتمعي، وإحداث التغييرات الإيجابيةِ. هو المعني بتسليط الضوء على الشمول المالي ، مشيراً إلى أن التنمية التي تُلبي المطالب الحياتية وتُحقق الاستدامة، عاملٌ أساسي في بناءِ الإنسان الذي يستطيعُ المشاركةِ والإسهام في تقدمِ مجتمعه.   وموجهاً حديثه للإعلاميين ، قال الأمير عبد العزيز بن طلال : “لا بد أن الإعلاميين المشاركين في هذه الندوة وفي احتفالية جائزة أجفند بعدَ غدٍ بمقر الأمم المتحدة في جنيف ، مدِركون لأدوارهم في تصعيدِ الوعي بأهداف التنميةِ المُستدامة 2030. كما أكد سموه أن أهداف التنمية المستدامة 2030 بشُمولها وعُمقِها تُغطي الحياةَ بكافة أبعادِها، ولذلك مطلوبٌ أن تنتشرَ ، وتدخلْ في الممارسةِ اليوميةِ للأسرة، وتكون ضِمن المناهجِ الدراسية، حتى ينشأ جيلٌ يستوعبْ هذه الأهداف ويُترجمَها سلوكاً واشتملت الندوة على خمس جلسات عمل بمشاركة خبراء تنمويين: الجلسة الأولى بعنوان” الشمول المالي في غرب ووسط أفريقيا الواقع والتطلعات” . وفي الجلسة الثانية تعرض ” قصص إقليمية ودولية في تعزيز الشمول المالي للفقراء”. وتناقش الجلسة الثالثة ” دور جائزة أجفند في تعزيز أهداف التنمية المستدامة 2030 “. والجلسة الرابعة بعنوان” دور الجهات المانحة والقطاع الخاص في تحقيق الشمول المالي للأشخاص المهمشين في إفريقيا. أما الجلسة الخامسة فتناقش ” قياس الأداء الاجتماعي لأثر الأدوات المالية ، وكذلك المنتجات المالية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة 2030 . وخلال جلسة الافتتاح عرض المدير التنفيذي لأجفند ، ناصر بكر القحطاني ، لمحات من مسيرة أجفند منذ تأسيسه بمبادرة الأمير طلال بن عبد العزيز عام 1980، وقال إن أجفند يركز في استراتيجيته على 5 محاور ، هي : الطفولة المبكرة ، تمكين المرأة، تنمية منظمات المجتمع المدني ، التعليم ، والشمول المالي للفقراء. وعبر هذه المحاور قام أجفند بدعم 1560 مشروعا للتنمية البشرية في 133 دولة. ولفت القحطاني إلى تأكيد الأمير طلال أن أي مجتمع يولى الاهتمام لهذه المحاور سيحقق التنمية بلا أدنى شك. ومشيراً إلى موضوع الندوة قال المدير التنفيذي لأجفند : نأمل من خلال المداخلات والأسئلة والأجوبة في الندوة الخروج بإجراءات يمكن اتخاذها لتساعد في فتح البنوك الأربعة عشر للشمول المالي في غرب ووسط أفريقيا التي بادر بها الأمير طلال. وقال القحطاني إن بنوك الشمول المالي التي أسس أجفند 9 منها ، نجحت بامتياز في تحقيق 11 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة الـ 17 . وأوضح أن الشمول المالي كان أداة سحرية في تمهيد الطريق نحو التنمية المستدامة. “ما نقوله ليس مجرد دراسات ونظريات ، بل هو واقع نعيشه في بنوك التمويل الأصغر في أجفند فلقد أثبتت البنوك أنها كافية. لقد تركت المنتجات تأثيرا قويا وعميقا على القطاعات المستهدفة. وقدمت البنوك التسعة مجتمعة خدمات لأكثر من 4 ملايين مستفيد ، وتجاوزت المبالغ 600 مليون دولار. في عام 2017 وحده ، قاموا بصرف مبلغ 100 مليون دولار من القروض”. ومضى القحطاني موضحاً : بما أن منتجات بنوك أجفند للشمول المالي فريدة في التصميم ، والميزات ، والأثر الاقتصادي والاجتماعي ، أطلقنا عليها اسم “بنوك إبداع” التي تعني بنوك الابتكار، وهي حققت 11 هدفًا في أجندة التنمية المستدامة. وتتراوح منتجات البنوك بين القروض الصغيرة ، والادخار على الصغر ، والتأمين الصحي ، والقروض التعليمية ، وتحسين المساكن ، وقروض الطاقة الشمسية. من جانبها أكدت أولقا سبكهارت ، رئيسة مجلس إدارة المرفق السويسري للبناء المؤسسي ، أن الشمول المالي يمكن أن يسهم بدور كبير في أفريقيا ، خاصة لدى صغار المزارعين الذين يواجهون مخاطر الكوارث الطبيعية، مثل السيول والفيضانات والجفاف ، وأشارت إلى أن الشمول المالي يمكن أن يأخذ بيد هذه الشريحة ويحل مشكلاتهم من خلال تقديم التأمين ، ليتمكن صغار المزارعين من التوسع في الإنتاج دون الخوف من مفاجآت الطبيعة، وأكدت ضرورة تمكين صغار المزارعين من الخدمات البنكية الإلكترونية ، ويجب أن تنتشر هذه الخدمات في الريف ليتعلم المزارعون كيفية التخطيط وإدارة مزارعهم. وعرضت أولقا تعريفا بالمرفق السويسري للبناء المؤسسي ونشاطاته ومجالات عمله. إلى ذلك يتضمن برنامج المنتدى أجفند التنموي السابع تنظيم مؤتمر صحفي بقصر الأمم، يعرض فيه مسؤولو أجفند توصيات الندوة الدولية. وفي مساء الأربعاء 17 أكتوبر 2018، تحتضن قاعة الجمعية العامة في قصر الأمم بجنيف احتفالية تسليم جائزة أجفند الدولية للفائزين بها في مجال ” التعليم الجيد” الهدف الرابع في أهداف التنمية المستدامة 2030. جدير بالذكر أن موضوع جائزة أجفند للعام 2018 هو ” القضاء على الفقر ” ، الهدف الأول في أهداف التنمية المستدامة 2030 .

مشاركة :