الغامدي: الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان وأعظم أصول الملة والدين

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة – فيصل القحطاني : أم المصلين لصلاة الجمعة فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي مبتدئاً خطبته بحمد الله والثناء على نعمه والصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم, وتوصية المصلين بتقوى الله. ثم قال فضيلته: ما أجمل حياة العبد وما أسعد عيشه وما أقر عينه حين يعلم علم اليقين أنما أصابه لم يكن ليخطئه , وما أخطأه لم يكن ليصيبه , وأن كل شيء في هذا الكون يجري بعلم الله وتقديره ، فحينها ينشرح صدره وتسكن نفسه , ويهدأ باله, وتعظم ثقته بربه ويقوى توكله عليه , وذلك قبس من نور الايمان بالقضاء والقدر الذي هو من أجل اركان الإيمان وأعظم أصول المله والدين, ولا يقبل الله من عبد صرف ولا عدلاً إذا لم يؤمن به إيماناً صادقاً حياً نابضاً فاعلاً في حياته متدفقا بالمعاني الإيمانية والحقائق القلبية التي تنشأ في العبد نفساً راضية مرضية عاملة بناةءً ساعية في كل ما يفيدها في دنياها وآخرتها.   وأشار فضيلته: أن من هنا كان الايمان بالقضاء والقدر والرضا بأفعاله سبحانه هو المحك الحقيقي لصدق العبد واخلاصه , ومعرفته بربه وبما له من صفات الكمال والجلال ، وكم من أناس سقطوا في فتنة الجزع والتسخط والاعتراض , وفشل البعض عند أول عارض , وخذل آخرون فزعموا أنه لا قدر وأن الأمر أنُفٌ , وصدقوا ما بذر الشيطان في عقولهم من الشبه والتساؤلات الحائرة التي تتهم الله في أقداره وتعيبه في قضائه ولا تدرك الحكم البالغة في أفعاله ، فهم في الحقيقة ما قدروا الله حق قدره حينما سول لهم الشيطان وأملا لهم .. إن الايمان بالقضاء والقدر هو النجاة والفلاح السعادة التي إفتقد ها كثيرا من البائسين واليائسين والحائرين , بينما المؤمن يعلم يقيناً لايخالجه شك أن الله سبحانه قد قدر الأحداث كلها في هذا الكون خيرها وشرها صغيرها وكبيرها , وعلمها سبحانه بعلمه المحيط الواسع بالإجمال والتفصيل قبل وجودها ثم أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ كل شيء كائن وكل حدث صائر , صغر أم كبر , ثم صارت الأحداث والأقدار تتوالى وتحصل بعد ذلك بمشيئة الله وإرادته إيجاداً منه وخلقا على وفق القدر المكتوب حذو القذة بالقذة لا ينخرم منه شيء شيئا البتة كما قال سبحانه: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ) وقال تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وقال : (وَكَانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) وقد عدً النبي في حديث جبريل المشهور من اركان الايمان العظمى الايمان بالقضاء والقدر حلوه ومره خيره وشره ويثبت عند الترمذي في جامعه قال: ( لا يؤمن عبدا حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله ، وحتى يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن يصيبه ) . وتحدث الشيخ الغامدي في خطبته أن النبي كان يغرس عقيدة الايمان بالقضاء والقدر في نفوس الاطفال والشباب قبل الكبار كما في الحديث المدهش العجيب الذي القى فيه النبي جملة من الوصايا الكبرى على ابن عباس وهو غلام صغير ، ومن هذا الوصايا: ( واعلم ان الامه لو اجتمعوا ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو يجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفة الصحف ) واحمد الترمذي, وقال ليزيد بن ثابت وهو شاب لقن فهم ( لو انفقت مثل احد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن في القدر فتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطئك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت في النار ) أحمد صحيح – وفي حديث ابي الدرداء قال ( لا يدخل الجنة عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا مكذب بالقدر ).

مشاركة :