أسدل الستار على استجواب الشيخ محمد العبدالله الذي أعلن ٢٨ نائباً تأييدهم طرح الثقة به، الأمر الذي جعل الحكومة برمتها تقدم استقالتها لحماية وزيرها من السقوط السياسي، وهو خيار سبق لحكومات سابقة أن فعلت مثله... كل هذه أمور اعتدناها ولم نعد نفاجأ بها أو نستغربها، ولكن ما يدعونا إلى الاستغراب هو لماذا يحدث كل هذا مجتمعاً؟ لماذا يَستجوب النائب الوزير؟ ولماذا يطرح الثقة به؟ ولماذا تستقيل الحكومة؟ لا نختلف على حق النائب في استخدام أدواته الدستورية ومساءلة الوزير عن فساد يتحمل مسؤوليته السياسية ولا نختلف على قناعات النواب في طرحهم الثقة بالوزير أو عدم طرح الثقة، كما لا نعترض على حق الحكومة في حماية وزيرها وتقديم استقالتها، ولكننا كمواطنين نتساءل: ماذا بعد كل هذا مادام مجلس الأمة والحكومة يفعلان هكذا دون أن يقدما للوطن وللمواطن حلولاً ناجعة لمشاكلهم المعتقة؟! لدينا مشكلة إسكانية ولدينا مشكلة صحية ومشكلة ازدحام مروري وبطالة ومشكلة التعليم ومشكلة البنية التحتية والطرق ومشاكل إدارية ومالية وغيرها من المشاكل العالقة منذ زمن طويل، ولدينا إمكانيات مالية ضخمة وخبرات أضخم وشباب متحمسون للنهوض بوطنهم، ولكن السلطتين التنفيذية والتشريعية تعوقان كل الحلول، بل تخلقان لنا مشاكل جديدة مع العلم أنهما ليستا بحاجة إلى فعل ذلك على الأقل، ليسجل لهما التاريخ إنجازاتهما، فكم من وزير سابق لا ذكر له. يعني بالعربي المشرمح: يا أعضاء حكومتنا الفاضلة لقد اختاركم سمو الأمير لتنجزوا وتحققوا التنمية والرفاهية لوطنكم ومواطنيكم، لا لكي تتمتعوا بكل المميزات التي منحت لكم دون إنجاز، وَيَا نوابنا الأفاضل لقد اختاركم المواطنون لتنجزوا وتشرعوا وتراقبوا وتحاسبوا، لا أن تخدموا أجندات لحساب آخرين أو تساوموا من أجل مصالحكم أو تتجاوزوا القوانين لمصالح انتخابية، فمشاكلنا معروفة وحلولها سهلة وليست بحاجة لمسرحيات واستعراض عضلات، فماذا بعد كل هذه المسرحيات السمجة والمكررة؟ فالوطن أصبح في أمس الحاجة لانتشاله من العبث المتكرر والفساد المنتشر فأفيقوا قبل فوات الأوان.
مشاركة :