عواصم - وكالات - في وقتٍ أعلن النظام السوري، أمس، سيطرته الكاملة على مدينة دير الزور، آخر مدينة كبيرة كانت تحت قبضة «داعش» شرق البلاد، كشفت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أن ما حصل كان وفق اتفاق بين النظام والتنظيم، يقضي بانسحاب الأخير مقابل خروج آمن لعناصره باتجاه الضفة الشرقية لنهر الفرات. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري قوله «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة، بدعم من القوات الرديفة والحليفة، تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم (داعش) الإرهابي، بعدما قضت على أعداد كبيرة من إرهابيي التنظيم ودمرت أسلحتهم وعتادهم». وبدت المباني التي طرد منها التنظيم وقد تدمرت بالكامل، وأخرى انهارت واجهاتها تماماً، فيما كانت السواتر الترابية التي وضعها التنظيم منتشرة في الشوارع. في المقابل، أكدت «قسد» أن «سيطرة الجيش السوري على دير الزور جاءت بناء على اتفاق توصلت إليه قوات النظام مع داعش، ينص على انسحاب التنظيم من المدينة إلى مناطق تتواجد فيها قوات سورية الديموقراطية». وأضافت أن «قوات النظام سهلت مرور أفراد التنظيم وفتحت ممرات آمنة لهم باتجاه الضفة الشرقية لنهر الفرات». وسط هذه الأجواء، أطلق ناشطون نداءات استغاثة لانقاذ المدنيين العالقين في دير الزور، مُحمّلين النظام والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن حياتهم. من ناحية ثانية، قتل 9 أشخاص، أمس، في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بلدة حضر الدرزية، في هضبة الجولان، جنوب البلاد. وذكرت «وكالة سانا للأنباء»، أن «إرهابياً انتحارياً فجّر عربة مفخخة بين منازل المواطنين على أطراف بلدة حضر»، التابعة لمحافظة القنيطرة، ما تسبب في مقتل 9 وجرح 23 شخصاً على الأقل، متهمة «هيئة تحرير الشام» بتنفيذ التفجير الذي أعقبه اشتباكات مع الجيش السوري. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «اشتباكات عنيفة دارت بين فصائل مسلحة معارضة من طرف، وقوات النظام ومسلحين موالين لها من طرف آخر، على محاور في محيط بلدة حضر» الواقعة في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة. وأوضح أن تلك التطورات جاءت إثر«هجوم عنيف تنفذه الفصائل المعارضة في المنطقة»، مشيراً إلى أن «الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مع ورود معلومات عن وقوع خسائر في صفوف الفصائل المعارضة». وفي بيان غير معهود، أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لتقديم المساعدة لقرية حضر، ووعد بعدم السماح بسقوطها في أيدي المعارضة، مؤكداً أنه جاهز «لمنع تعرض القرية للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي». وأشار إلى أن «أحد المواطنين في مجدل شمس أصيب بجروح طفيفة نتيجة اطلاق نار من سورية»، موضحاً أن إطلاق النار يعود إلى «القتال العنيف الدائر في هضبة الجولان». وفي وقت لاحق، أفادت «سانا» أن سوريين حاولوا العبور من الجزء المحتل من هضبة الجولان لمساندة أهل قرية حضر، إذ خرج العشرات بزيهم التقليدي الأسود وعماماتهم البيضاء وتظاهروا أمام السلك الشائك على الشريط الحدودي، وسط انتشار لجنود إسرائيليين. وعمد الجيش الإسرائيلي إلى اغلاق المنطقة، بعدما دخل نحو 10 من المتظاهرين المنطقة العازلة قبل أن تقوم القوات الإسرائيلية باعتقالهم وإعادتهم. وفي ريف دمشق، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الجوية التي شنتها القوات الحكومية، أول من أمس، على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، إلى 6 قتلى مدنيين، بينهم طفل رضيع. على صعيد آخر، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، عن ثقته في أن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في سوتشي ستكون«واسعة النطاق»، مشيراً إلى أنه وجّه الدعوة لحضور المؤتمر إلى جميع فصائل المعارضة داخل سورية وخارجها. وطالبت روسيا، من ناحية ثانية، بتجميد تقرير الأمم المتحدة الذي حمل النظام السوري مسؤولية الهجوم الدامي بغاز السارين على خان شيخون في إدلب، واجراء تحقيق جديد في الواقعة، وذلك وفق مشروع قرار روسي جديد في مجلس الأمن. إلى ذلك، اتهم الجيش الروسي، الذي يشن حملة عسكرية لدعم نظام بشار الأسد في سورية، الولايات المتحدة بمنع اللاجئين السوريين من الوصول الى المساعدات الإنسانية، معتبراً أن ذلك يرقى إلى «جرائم حرب». وأورد «المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع»، أمس، أن «الوضع الإنساني صعب جداً في منطقة التنف» على الحدود بين الأردن وسورية، وحيث تتمركز حامية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نفذت 18 غارة جوية و9 ضربات بصواريخ كروز من غواصات، خلال 3 أيام، استهدفت «داعش»، شرق سورية، لافتة إلى أن «الضربات ساعدت في دعم هجمات القوات السورية».
مشاركة :