تمكنت قوات النظام، أمس، من توسيع نطاق سيطرتها في محيط الطريق الذي اجتازته أمس الأول الثلاثاء، للوصول إلى الفوج 137 على الأطراف الغربية لمدينة دير الزور بشرق البلاد. وذكر مصدر عسكري سوري أن «قوات العميد سهيل حسن تمكنت من توسيع سيطرتها في محيط الفوج 137 إلى نحو 15 كيلومترا مربعا لتؤمن بذلك بشكل كامل حركة المرور من وإلى دير الزور». وأكد المصدر أن «القوات المشتركة تتحضر حاليا لبدء معركة جديدة لكسر الحصار عن مطار دير الزور العسكري في الريف الجنوبي الشرقي»، في حين أعلن الجيش الروسي، إنشاء منطقة «فض اشتباك» في تل رفعت شمال سوريا، بموجب اتفاق ينصّ على نشر قوات للنظام وشرطة عسكرية روسية.ووصل الجيش إلى مدينة دير الزور الثلاثاء في هجوم مباغت استمر عدة أيام بعد شهور من التقدم المطرد عبر الصحراء شرقاً لكسر حصار استمر ثلاث سنوات. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الهجمات المضادة ل«داعش» استمرت على مدار ليلة الثلاثاء/ الأربعاء في محاولة لصد هجوم الجيش.وقال قائد عسكري من التحالف العسكري الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إن الخطوة التالية هي تحرير المدينة. وأضاف القائد أن الأسد وحلفاءه، روسيا وإيران وفصائل مقاتلة، سيشرعون في هجوم بمحاذاة وادي الفرات بعد تحرير مدينة دير الزور.ومازال التنظيم يسيطر على نصف مدينة دير الزور ومعظم المحافظة بإضافة إلى أجزاء من الرقة معقله السابق إلى الشمال الغربي حيث تدور معارك بدعم من الولايات المتحدة.وبالتوازي مع عملياته في دير الزور يقاتل جيش النظام وحلفاؤه «داعش» في آخر جيوبه في وسط سوريا قرب بلدة السلمية الواقعة على طريق حمص حلب السريع. وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لمليشيات «حزب الله» اللبناني إن الجيش سيطر على أربع قرى هناك ما يشدد قبضته على الجيب. وقال مصدر في الجيش السوري إن طائرات حربية قصفت أهدافاً ل«داعش» في المنطقة حيث دمرت أحد مراكز القيادة.في الأثناء، قالت قوات «سوريا الديمقراطية» إنها سيطرت على نحو 65 في المئة من الرقة التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد في سوريا.وأفاد المرصد السوري بأن قوات سورية الديمقراطية (قسد) تسيطر حاليا على نحو 65% من مدينة الرقة التي كانت عاصمة تنظيم «داعش» في سوريا، وذلك بعد ثلاثة أشهر من بدء المعارك. وذكر المرصد أن أكثر من 2700 شخص قتلوا منذ بدء المعارك، نحو ألف منهم من المدنيين.وأشار المرصد إلى أنه بينما تمكن الآلاف من الفرار من مناطق سيطرة داعش إلى مناطق سيطرة «قسد» ومناطق أخرى خارج مدينة الرقة، فإن آلافا آخرين لا يزالون متواجدين في مناطق التنظيم ويعانون من ظروف قاسية في ظل تناقص المواد الغذائية المخزنة ومياه الشرب والمواد الطبية مع استمرار المعركة.إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي، إنشاء منطقة «فض اشتباك» في تل رفعت شمال سوريا، بموجب اتفاق ينصّ على نشر قوات للنظام وشرطة عسكرية روسية. وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من قيادة الأركان الروسية إن إنشاء هذه المنطقة هدفه «منع الاستفزازات والاشتباكات التي يمكن أن تقع بين الجيش السوري الحر والمقاتلين الأكراد». وأضاف أن قوات للنظام السوري «حلّت مكان الوحدات الكردية التي أخلت المنطقة، ونشرت وحدات من الشرطة العسكرية للجيش الروسي» لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.وتعبير «فض الاشتباك» يستخدمه العسكريون للإشارة إلى التدابير المتخذة لتجنب وقوع حوادث ناتجة عن وجود أطراف عدة تحارب عدواً في منطقة واحدة.وهناك «خطوط فض اشتباك» موجودة أيضاً بين قوات «سوريا الديمقراطية» وقوات النظام لمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين في مناطق يقاتلان فيها تنظيم «داعش»، أو بين الأمريكيين والروس لتجنب وقوع حوادث جوية.
مشاركة :