الجامعة الأميركية في الكويت تعلن عن القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة والتي ضمت خمس مجموعات قصصية لمؤلفين من سوريا والعراق وسلطنة عمان والأردن.العرب [نُشر في 2017/11/04، العدد: 10802، ص(14)]لؤي حمزة عباس يفاجئ القراء كعادته الكويت – أعلنت الجامعة الأميركية في الكويت القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة والتي ضمت خمس مجموعات قصصية لمؤلفين من سوريا والعراق وسلطنة عمان والأردن. ونشر الموقع الرسمي للجائزة عناوين المجموعات الخمس التي ضمتها القائمة وهي “ليثيوم” للسوري تميم هنيدي و”سرير بنت الملك” للسورية شهلا العجيلي و”قرب شجرة عالية” للعراقي لؤي حمزة عباس و”لم يكن ضحكا فحسب” للعماني محمود الرحبي و”ضيف على العالم” للأردني محمود الريماوي. نختار هنا ثلاث مجموعات منها لنقدم لمحة حولها. رغم أن معظم قصص مجموعة “قرب شجرة عالية” للقاص العراقي لؤي حمزة عباس تبدو واقعية، فإنها تشوبها مسحة مفارقة للواقع، ثمة غرائبية يصعب الإمساك بمصدرها، إذ تحافظ على غموض ومراوغة يلتيقان بالفن. بعض القصص في المجموعة، الصادرة حديثا عن دار أزمنة في عمّان، تزيد فيها المسحة المفارقة للواقع، وبعضها تقترب من منطق الحكاية فـي البساطة والتجريد. إنها واحدة من مهمات القصة، كما يؤكد لؤي، أن تعيد حكاية العالم على نحو يليق بأحلامنا. فـي كل مجموعة قصصية جديدة يفاجئنا لؤي حمزة عباس بقدرته على إمتاعنا بعالم قصصي فريد ومتعدد الأوجه، مع كل كتاب جديد نقف أمام تجربة فائقة تضاف لا إلى القصة العراقية فحسب، بل تتواصل مع أرقى نماذج القص العالمي. وكتابه الجديد خير ممثل لقدرة القصة القصيرة، الفن السردي الأصعب والأجدر والأكثر بقاء. أما مجموعة “ليثيوم” للقاص السوري تميم هنيدي، والصادرة مؤخرا عن منشورات المتوسط في ميلانو، فقد ضمت 13 قصّة قصيرة، جاءت نتيجة مقابلات عدّة مع أشخاص مصابين بهذا المرض، بمعنى أن الكاتب مزج ما بين الواقعي والمتخيّل في قصصه لينتج نصا حافلا بالقيم الأدبيّة والفنية، دون أن يكون بعيدا عن واقع تلك الشخصيّات التي تحاول نفي ما يشاع عن هذا المرض من خلال توعية المتلقي بطريقة يكون فيها قريبا منه، ومدركا لما يمرّ به المصابون، أي أن الكاتب يتعرّف على المرض من خلال المصابين به، من دون أن يلجأ إلى أي مصدر آخر، وهنا تتمثل أهمية “ليثيوم” كونها تُعالج قضية مهمة أدبيا ونفسيا في آن، بعيدا عن التقارير وما يكتب ويحكى عن هذا المرض. يأخذنا تميم هنيدي عبر قصصه في رحلة للتّعرف على عوالم هذا المرض، وذلك من خلال سرده لتفاصيل وأحداث متعلّقة بيوميات المصابين به، ورسم مصائرهم عبر وصف غير تقريري لحالاتهم النفسيّة وتقلباتهم المزاجيّة وما يشعر به المريض إثر تلك التقلّبات. ورغم أن المجموعة تعتبر الأولى عربيا التي تتناول هذا المرض، فهي أيضا تسجل قيمة فنية خاصة من حيث تركيز المجموعة على تيمة واحدة، وجعل فن القصة القصيرة مشروعا أدبيا متكاملا، لا يرضخ للعفوية والقصص المبعثرة. واحتوت المجموعة القصصية الجديدة للقاص والروائي الأردني محمود الريماوي المعنونة “ضيف على العالم”، على جملة من النصوص التي تقرأ الواقع بجماليات السرد القصصي بمنظور إنساني بليغ الدلالات. تضم المجموعة، الصادرة حديثا عن دار فضاءات في عمّان، ثلاثين قصة تغلب عليها ثيمة السفر والتجوال في مدن وعواصم عربية وأجنبية لكل منها سمات وخصائص فريدة محملة بأطياف من الذكريات والرؤى والأفكار التي تتوخى الدفء والتواصل، وتمتزج فيها الوقائع بفسحة تأملية تنبثق من ثنايا السرد الفطن. وبينما تنحو بعض القصص نحو فن الأقصوصة الذي كتب فيه المؤلف باكرا منذ مجموعته القصصية الأولى “العري في صحراء ليلية”، قبل 45 عاما، تنزع العديد من القصص الأخرى إلى التقاط مفارقات ساخرة عميقة مثل قصة “قوس من نعاس”، و”قصة حدث غدا”، وغيرهما. ومن المعروف أن القصة القصيرة لدى محمود الريماوي، وخاصة في مجموعته السابقة المعنونة “فرق التوقيت”، تنطوي على حكايات ذات منبع حقيقي لأصدقاء، كما تنحى منحى واقعيا أو رمزيا أو غرائبيا.
مشاركة :