تزامناً مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المحاصر بأزمات الداخل، إلى اليابان في مستهل جولة آسيوية هي الأطول لرئيس أميركي منذ ربع قرن، قالت كوريا الشمالية إنها ترفض التفاوض حول ترسانتها النووية مع واشنطن. بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة تستمر نحو أسبوعين في آسيا، في وقت تحاصره أزمات الداخل، خصوصاً التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، الذي وصل الى توجيه اتهامات لبعض مساعديه بالتآمر ضد الولايات المتحدة. وتشمل جولة ترامب، وهي أطول جولة يقوم بها رئيس أميركي لآسيا منذ أكثر من ربع قرن، اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين، وتستمر حتى 14 نوفمبر الجاري. وعشية وصوله الى اليابان، زار ترامب وزوجته ميلانيا، أمس الأول، ميناء بيرل هاربر والنصب التذكاري للسفينة الأميركية أريزونا، التي هاجمتها اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية. وتأتي رحلة ترامب الرئاسية الأولى الى آسيا على خلفية توتر شديد مع كوريا الشمالية. ويصل الرئيس الأميركي الى كوريا الجنوبية بعد غد، وسيلقي كلمة في البرلمان الكوري الجنوبي ليحث على "التضامن في العزم ازاء التهديد المشترك". وتظاهر أمس نحو 500 شخص في سيول، مرددين شعارات، ورافعين لافتات نددوا فيها بأن ترامب يقود شبه الجزيرة الكورية الى مشارف الحرب. في المقابل، استبعدت كوريا الشمالية، أمس، الخوض في أي محادثات، وهددت بتعزيز ترسانتها النووية في تحذير جديد الى إدارة ترامب، التي نشرت قطعا عسكرية رئيسية بينها طائرات مقاتلة وحاملات طائرات قرب شبه الجزيرة، في أعقاب التجربة النووية السادسة في سبتمبر لكوريا الشمالية، التي فرضت عليها الامم المتحدة مجموعة ثامنة من العقوبات. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن الولايات المتحدة يجب أن تتخلى عن "الفكرة السخيفة" بأن بيونغ يانغ ستخضع للضغوط الدولية وتتخلى عن سلاحها النووي، مضيفة أن البلاد باتت "في المرحلة النهائية لإنجاز سلاح نووي رادع". وتابعت: "من الافضل ان تتوقف (واشنطن) عن الاوهام بنزع السلاح النووي"، مضيفة: "كنزنا النووي الدفاعي سيظل جاهزا ما لم تتوقف سياسة الولايات المتحدة العدائية ازاء جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية نهائيا". وكان ترامب توعد بيونغ يانغ "بالنار والغضب"، وتحدث عن "هدوء يسبق العاصفة"، وقال في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة إن واشنطن "ستدمر كوريا الشمالية بالكامل" اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او حلفائها. مستشار اتصل بالروس وبالعودة الى أزمات الداخل، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الأول، استنادا إلى شهادة أمام لجنة في الكونغرس الأميركي إن مستشار السياسة الخارجية لحملة الانتخابات الرئاسية لدونالد ترامب اجتمع مع مسؤولين من الحكومة الروسية العام الماضي. وذكرت الصحيفة أن المستشار كارتر بيدج أنكر في مقابلات عديدة مع وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة الاجتماع مع مسؤولين من الحكومة الروسية، خلال زيارة لموسكو في يوليو 2016، وقال إن أغلب من التقى بهم من المثقفين. ونسبت "نيويورك تايمز" لشخص مطلع قوله إن بيدج بعث رسالة بالبريد الإلكتروني لأحد مساعدي حملة ترامب، يشرح فيها رؤيته بعد محادثات مع مسؤولين بالحكومة الروسية وآخرين. وقالت الصحيفة إن الرسالة تليت بصوت مرتفع خلال الشهادة التي جرت في جلسة مغلقة يوم الخميس في لجنة المخابرات بمجلس النواب، التي تحقق في تدخل روسيا في انتخابات 2016 لمصلحة ترامب، واحتمال التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا. وتقول روسيا إنها لم تتدخل في الانتخابات، وينفي ترامب أي تواطؤ. وقلل بيدج من أهمية الاجتماعات خلال مقابلة مع "نيويورك تايمز"، وقال: "قابلت بعض الأشخاص... هذا كل شيء". وذكر أن أحد الأشخاص الذين قابلهم رفيع المستوى، لكنه لن يؤكد هوية الشخص. في سياق آخر، نشر الارشيف الوطني الاميركي الجمعة مجموعة جديدة من الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس الاميركي الأسبق جون كينيدي. وقد تم نشر ما يقرب من 680 ملفا، منها 553 ملفا اعترضت وكالة الاستخبارات المركزية سابقا على نشرها لأسباب متعلقة بالامن القومي. ومن بين هذه الملفات، توجد سجلات مفصلة لمحاولات تجنيد دبلوماسيين سوفياتيين يعملون في الخارج. كما توجد ايضا في هذا الارشيف المنشور على الانترنت وثائق تعود لوزارتي العدل والدفاع، وأخرى للجنة برلمانية كانت تحقق في اغتيال كينيدي في 22 نوفمبر عام 1963 في دالاس بولاية تكساس. وهذه ثالث مرة هذا العام ينشر الارشيف الوطني الاميركي مجموعة ملفات حول كينيدي، بعد حفظها اكثر من نصف قرن. ويتوقع ان ينشغل المتابعون بهذه الكمية الهائلة من المعلومات؛ من تقارير لمديري مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الى مقابلات مع شهود كشفوا بعض الفرضيات للشرطة، بعد ايام من اغتيال الرئيس.
مشاركة :