أكد باحثون فرنسيون، من خلال دراسة حديثة، أن حالة عسر القراءة ربما يكون ناتجاً عن تشوه في العين، وأن من يعانونه ليست لديهم عين مهيمنة، ما يسبب تأثير المرآة الذي يعطل لديهم مقدرة القراءة. وشملت الدراسة 60 شخصاً، نصفهم يعانون عسر القراءة، والنصف الآخر بحالة طبيعية، وعند فحص الأعين لديهم، وجد الباحثون أن من لا يعانون تلك الحالة، لديهم نقاط تشير إلى أن إحدى العينين تهيمن على العين الأخرى، ومن يعانون حالة عسر القراءة لديهم النقاط ذاتها بكل من العينين، ما يعني أنه ليست هناك عين تهيمن على الأخرى. ويؤدي عدم وجود عين مهيمنة، إلى تشوش الدماغ من خلال نشوء صورة المرآة أو الرؤية المزدوجة، ولكن يقول الباحثون إنهم وجدوا طريقة لإلغاء تلك الصورة، التي تجعل الشخص يجد صعوبة في القراءة والتهجئة، ويجدون صعوبة في التفريق بين بعد الأحرف مثل حرفي d وb.واقترحت دراسة سابقة أن حالة عسر القراءة، حالة وراثية أو أنها تنشأ عقب الولادة.وافترضت دراسات أخرى أنها مشكلة لغوية تتعلق باستخدام نصف الكرة الأيمن من الدماغ للقراءة والتهجئة، بدلاً من استخدام الجزء الأيسر المناسب لتلك الوظائف. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة الحديثة ليست الأولى التي تفترض أن عسر القراءة بشكل جزئي، مشكلة بصرية؛ إلا أنها توصلت إلى أن تشريح العينين، يمكن أن يكون السبب الخفي وراء الطريقة الخاطئة، التي يعالج بها الدماغ المعلومات.ووجدت اختلافات تشريحية في العين. فالعين الطبيعية تحتوي على نوعين من الخلايا لمعالجة المعلومات البصرية؛ القضبان التي تساعد على رؤية الضوء القصير، والمخاريط التي تعالج المعلومات المكانية والألوان. ولدينا مخاريط حمراء وخضراء وزرقاء، وظهر من خلال الدراسة أن الأشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون عسر القراءة، لديهم نقطة مستديرة بقرنية العين، حيث لا توجد مخاريط زرقاء، بينما العين الأخرى توجد بها نقطة غير منتظمة الشكل.أما من يعانون عسر القراءة، فالعينان لديهم متطابقتان، حيت توجد النقطة المستديرة بكلتا العينين، ما يعني أنه لا توجد واحدة تهيمن على الأخرى.