أكد الإعلامي أحمد طه المذيع بقناة الجزيرة مباشر، على أن الإعلام القطري كان شديد الاحترام والرقي في التعامل مع الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن إعلام دول الحصار خرج عن المهنية وروج لأكاذيب. وقال في حوار خاص لـ «العرب» إن الأزمة الخليجية أعادت إلى الشاشات الإعلامية صدارتها بعد تطور وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن قناة الجزيرة أثبتت قدرتها على المنافسة من خلال المهنية، وجذبت عدداً كبيراً من المشاهدين إليها. وأشار إلى أن دول الحصار أممت وسائل الإعلام ومنعت صوت المعارضين، وهذا وضح جلياً في الإعلام المصري، موضحاً أن أي شخص ينتقد النظام المصري توجه له تهم الخيانة والانتماء لجماعات محظورة.كيف كانت بدايتك مع قناة الجزيرة؟ - بدأت العمل في قناة الجزيرة مباشر مصر في مارس 2011، وكانت القناة في بدايتها في ذلك الوقت، وكنت من المؤسسين لتلك القناة، إلى أن تم إغلاقها بعد 3 سنوات بعد الأزمة الخليجية وقضية سحب السفراء، ومن ثم التحقت بالجزيرة مباشر. بعض من وسائل الإعلام المصرية تتهمك بعدم الحيادية وانتمائك لجماعة الإخوان، فما هو ردك؟ - الحقيقة أن الاتهامات توجه إلى أي شخص ينتقد النظام المصري على أنه خائن وعميل وينتمي لجماعات محظورة، والدليل على ذلك أن النظام المصري قد اتهم الرئيس الأميركي الأسبق أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بانتمائهم لجماعة الإخوان، كونهم معارضين للنظام المصري حين ذاك، وذلك لا يعتبر اتهاماً كون الجماعة معترفاً بها دولياً، وهي جزء من النسيج المصري منذ القدم، وانتمائي الحقيقي لمهنتي فقط، ولا أنتمى لأي حزب أو جماعة سياسية. أي البرامج كنت تفضل تقديمها؟ - دائماً أميل إلى تقديم البرامج الحوارية الفكرية مثل برنامج «سياسة في دين»، أو البرامج السياسية التي تهدف إلى طرح قضية سياسية من مختلف المحاور، ومن ثم مناقشة تلك القضية مع أكثر من رأي. ما تقييميك للإعلام المصري بصفتك إعلامياً مصرياً؟ - في الحقيقة إن أي تقييم للإعلام المصري في الوقت الحالي غير منصف، ففي ظل الخضم الهائل من الشحن، والجدل، والتبعية لا نستطيع أن نقول إن هناك إعلاماً حراً نزيهاً متعارفاً عليه علمياً ودولياً في الوقت الحالي، فمع وجود حكم عسكري نجد تأميم الإعلام لصالح المؤسسة العسكرية، وهذا ما نلاحظه في وجود عدد من المسؤولين خريجي المؤسسة العسكرية على الساحات الإعلامية، أما الكوادر الإعلامية التي كانت موجودة على الساحة فتم تحجيم دورها. هل حقق الإعلام القطري بجميع وسائله التوازن في تغطية الأزمة الخليجية؟ - نعم، فمن خلال متابعتي لعدد من التقارير التي قدمت، ومن خلال آراء العديد في الداخل والخارج، نجد أن الإعلام القطري كان شديد الاحترام والرقي في التعامل مع الأزمة، من خلال عدم الخروج على المهنية، والتدني والبذاءات كما فعل إعلام دول الحصار، وهذا يحسب لجميع العاملين في وسائل الإعلام القطرية. ما طموحاتك الإعلامية في المستقبل؟ - فيما يخص قناة الجزيرة أتمنى تقديم برنامج خاص بي يتناول جميع قضايا الأمة العربية، والمشاكل التي تواجه الجمهور والعامة من المجتمع العربي، وعرض وجه نظرهم، ليكون برنامجاً معبراً عن مشاكل المجتمع خاصة من البسطاء، أما خارج القناة فإنني لا أرى بديلاً في الوقت الحالي عن مهنية الجزيرة وخبراتها وثقلها في العالم. كيف تصف تجربتك في قناة الجزيرة؟ وهل أضافت شيئاً لخبراتك السابقة؟ - التجربة غاية في الأهمية، ولقد اكتسبت العديد من الخبرات المهنية من خلال الـ 6 سنوات التي قضيتها منذ التحاقي بالعمل، فمؤسسة الجزيرة عبارة عن مدرسة كبيرة تكسب العاملين بها الخبرة والمهنية، وهي تضم كوكبة من أفضل الإعلاميين في الوطن العربي، كما يعتبر العاملون بالجزيرة أنها مشروعهم الخاص، وليست لكسب المال والعمل فقط، ولكن الجميع يسعى لتقديم كل ما هو جديد للانطلاق بها إلى الأمام دائماً. إلى أي مدى أثرت الأزمة الخليجية على مستقبل ومفهوم الإعلام المعاصر؟ - إن الأزمة الخليجية أعادت إلى الشاشات الإعلامية صدارتها بعد تطور وسائل التواصل الاجتماعي، كما أثبت الإعلام المبني على الحقائق والقريب من الجمهور جدارته، من خلال التفوق على إعلام دول الحصار، وفي أول مرة يستقبل جمهور قنوات تتبع شبكات إعلامية عالمية مثل «سكاي نيوز» عدداً من الأكاذيب والفبركات، وهي ظاهرة خطيرة وأمر مؤلم، وانعكس على جميع شبكات الإعلام التي تتبع تلك القناة، وأصبح المشاهد يتحرى الدقة والمصداقية من عدد من المصادر لعدم مصداقية قنوات دول الحصار. هل يختلف العمل بين مقدم البرامج والنشرة الإخبارية وأيهما تفضل؟ - مقدم النشرة الإخبارية في الوقت الحالي يجب أن يكون ملماً بالحوار، خاصة أن النشرات تتخللها مداخلات ومناقشات، وعلى المذيع إجادة مهارة الحوار، أما مقدم البرامج فلا يجب أن يكون ملماً بأدوات الحوار، وأرى أن مقدم النشرة الإخبارية هو الأكثر صعوبة وتحدياً، كونه يتعامل مع عدد كبير من الأخبار والنشرات على الهواء مباشرة، على خلاف أن البرامج ممكن أن تكون مسجلة. كيف واجهت الجزيرة الحملات المفبركة لإعلام دول الحصار؟ - الجزيرة واجهت الحملات بحقائق ومهنية وموضوعية شديدة، وبذلك كانت هي الأكثر قرباً إلى الجمهور، كما كانت تقاريرها دائماً مرفقة بحقائق وأرقام من مصادر رسمية. وإعلام دول الحصار بنى جميع حقائقه على أكاذيب، ومن ثم تمادى فيها، فضلاً عن تبعيته لمؤسسات الدولة.;
مشاركة :