ألقى ثلاثة خبراء في مجال الرعاية الصحية محاضرات فردية ضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة التي تستضيفها «وايل كورنيل للطب- قطر»، وتناول المحاضرون ثلاث قضايا مختلفة، هي: علاج سرطان الغدة الدرقية، والمواد الضارة المسبّبة لاختلال عمل هرمونات الجسم، ووحدات الاستجابة السريعة لحالات السكتة الدماغية.ألقت الدكتورة تانيا جابر -خرّيجة «وايل كورنيل للطب- قطر» دفعة 2011- محاضرة عن علاج سرطان الغدة الدرقية باليود المشعّ، وقد أنهت برنامج إقامة الأطباء في الطب الباطني في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، قبل أن تحصل على زمالة في طب الغدد الصماء في جامعة تكساس، تلتها زمالة متقدمة في سرطانات الغدد الصماء في مركز إم.دي. أندرسون للسرطان بجامعة تكساس. وتحدّث الدكتور ثوزوكات ساثيابالان -أستاذ طب الغدد الصماء في جامعة هَلْ بالمملكة المتحدة- عن مسبّبات اختلال عمل الغدد الصماء، ويُقصد بها تلك المواد الكيميائية المعرقلة لعمل الهرمونات في جسم الإنسان، وكيف يمكن أن تتسبب في عدد من الأمراض، مثل الأورام الخبيثة، والعيوب الخَلقية، واضطرابات النمو، وغيرها. فيما ناقش الدكتور ماثيو فنك -أستاذ كرسي «لويس وجيرترود فيل»، ورئيس قسم طب الأعصاب في «وايل كورنيل للطب- نيويورك»- دور الوحدات المتنقلة الجديدة المصممة للاستجابة لحالات السكتة الدماغية في تيسير العلاج المبكر لضحايا السكتة الدماغية، ومن ثم تحسين المحصلة العلاجية في الأمد البعيد. استرداد المريض صحته وقال الدكتور فنك، الذي يشغل أيضاً منصب العميد المشارك للشؤون الإكلينيكية في «وايل كورنيل للطب- نيويورك»: «لا ينصبّ اهتمام الأطباء على بقاء المصاب بالسكتة الدماغية على قيد الحياة، بل على استرداده لصحته، وقدرته على مواصلة حياته بشكل مستقل تماماً. ومن المتفق عليه أنه كلما زادت سرعة الاستجابة لحالات السكتة الدماغية وعلاجها دون إبطاء، تحسنت فرصة الشفاء التام. وهنا تظهر الأهمية الحاسمة للوحدات المتنقلة الجديدة المخصصة لعلاج حالات السكتة الدماغية». وأشار الدكتور فنك إلى وجود تلك الوحدات المتنقلة في مدينة نيويورك، وهي مزوّدة بماسحة أشعة مقطعية محمولة، لتمكين الطواقم الطبية المتنقلة من تشخيص الحالة، وتحديد ما إذا كانت السكتة الدماغية إقفارية (بسبب جلطة دموية) أم نزفية (بسبب انفتاق أو تمزق أحد الأوعية الدموية)، ومن ثم بدء المنهجية العلاجية الصحيحة دون إبطاء، ونقل المريض إلى أحد المرافق الطبية الأنسب لحالته. الخطر على الأجنة أما الدكتور ساثيابالان، فقال في محاضرته إن مجموعة واسعة من المواد تتسبب في اختلال عمل جهاز الغدد الصماء (الهرمونات)، ومنها مبيدات الآفات، وأنواع معينة من المواد البلاستيكية والمعادن الثقيلة، مثل الرصاص، والزئبق، وكذلك البيسفينول أ (وهي مادة كيميائية تدخل في تركيبة بعض أنواع المواد البلاستيكية). ويمكن أن تؤثر مسبّبات اختلال الغدد الصماء سلباً في الخصوبة، بل وأن تشكّل خطراً كبيراً على الأجنة في الأرحام والأطفال الرضّع؛ لأن أجهزتهم العصبية وأعضاءهم ما زالت في طور النمو وتتسم بحساسية بالغة إزاء التغيرات الهرمونية. من جهتها، استشهدت الدكتورة جابر في محاضرتها ببحوث كشفت عن أن سرطان الغدة الدرقية هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بمنطقة بلدان مجلس التعاون، وأنه في الفترة بين عامي 1998 و2002 كان أكبر عدد من حالات الإصابة بهذا السرطان بين المواطنات القطريات مقارنة بأي مجموعة أخرى وبمعدل 13.5 حالة لكل 100 ألف نسمة، بينما كان المعدل نفسه 7 حالات لكل 100 ألف نسمة في الكويت. العلاج باليود يمكن علاج بعض حالات سرطان الغدة الدرقية بنجاح إلى حد ما باليود المشعّ، وحددت الدكتورة جابر الحالات التي يُستصوب علاجها باليود المشعّ دون غيرها، وأشارت إلى البحوث الحديثة عن جرعات اليود المتبعة، والآثار الجانبية الشائعة للعلاج باليود المشعّ، والوتيرة المستصوبة بالنسبة لفحوص المتابعة. ونالت كل محاضرة من المحاضرات الثلاث الاعتمادين اللازمين؛ فقد اعتمدتها إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر، ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) في الولايات المتحدة الأميركية.;
مشاركة :