المهرجان يكتسب أهمية مضاعفة بعد الاكتشاف الأخير الذي يؤكد وجود الإنسان العاقل قبل 100 ألف سنة، بمنطقة نفطة التابعة لمحافظة توزر.العرب [نُشر في 2017/11/05، العدد: 10803، ص(24)]إعادة تأسيس عادات وتقاليد صوفية نفطة (تونس) - تعيش مدينة نفطة في المنطقة المسماة محليا “الجريد التونسي” (تشمل مدنا جنوب غربي البلاد) منذ الخميس الماضي، على وقع “الروحانيات” و”الموسيقى الصوفية” التي تغني فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية في دورته الثانية. وانطلق المهرجان يوم 2 نوفمبر الحالي تحت شعار “نَفَس”، بمشاركة فرق محلية وأخرى عالمية من عدة دول بينها المغرب وليبيا والجزائر ومالي وباكستان وفرنسا. وقال وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين، على هامش المهرجان، إن الحدث يكتسب أهمية مضاعفة بعد الاكتشاف الأخير الذي يؤكد وجود الإنسان العاقل قبل 100 ألف سنة، بمنطقة نفطة (تتبع محافظة توزر). وأعرب زين العابدين عن “استعداد وزارته لمساندة كل المشاريع الثقافية التي تساهم في إضفاء حركة اقتصادية وسياحية بمختلف مناطق البلاد”. وكانت سهرة الافتتاح بتوقيع تونسي من خلال عرض “الزيارة” لسامي اللجمي، الذي يحاكي عادات وطقوسا صوفية في زيارة “الأولياء”، كما هو الحال بالنسبة إلى الطريقة العيساوية، نسبة إلى سيدي محمد بن عيسى والمعروف باسم والي مكناس، والطريقة العامرية لصاحبها ومؤسسها سيدي عامر المزوغي القرشي. ويشهد المهرجان محاضرات متنوعة لأكاديميين تونسيين وأجانب، كانت بدايتها محاضرة بعنوان “الصوفية والسماع.. مولانا جلال الدين الرومي”، قدمتها “لطيفة أمير”، وهي هندية من أصول فرنسية اعتنقت الإسلام، وتمثل طريقة صوفية هندية. وأكد أحمد شويطر، أستاذ تعليم ثانوي يبلغ من العمر 51 عاما، أن “مهرجان روحانيات الجريد جاء لإحياء وإعادة تأسيس عادات وتقاليد صوفية اشتهرت بها المدينة، وهو شيء جميل، والأجمل منه أن يتم تنظيم تظاهرات اقتصادية ومعارض للكتاب تزامنا مع المهرجان ليكون الإشعاع أكبر”. ويشهد المهرجان حضورا جماهيريا مكثفا لمتابعة مختلف العروض في الساحات المفتوحة والمسارح المغلقة، على الرغم من ارتفاع أسعار التذاكر التي تجاوز بعضها 15 دولارا للعرض الواحد. وتزامن المهرجان مع جني محصول التمور التي تشتهر بها “منطقة الجريد”، وهو ما مثل بحسب المتابعين فرصة لإبراز منتوج وتقاليد الجنوب الغربي التونسي. وقال مراد مزيود عضو هيئة المهرجان والمكلف بالإعلام إن “الدورة الثانية لمهرجان روحانيات فيها تحد كبير خاصة بعد نجاح الدورة الأولى، وهو ما دفع هيئة المهرجان إلى التفكير في برنامج لا يقل أهمية عن عروض السنة الماضية، والدليل على ذلك الحضور الجماهيري المكثف”، مشيرا إلى أن الإقبال الجماهيري يؤكد أن العروض المحترمة يقبل عليها الجميع. وأضاف “أصبح المهرجان للموسم الثاني على التوالي فرصة لإعادة فتح بعض النزل المغلقة بسبب الركود الذي تشهده المنطقة، حيث وصل عدد ضيوف المهرجان والمشاركين في الفرق الصوفية إلى قرابة ألف و500”.
مشاركة :