السعودية: حملة تطهير غير مسبوقة تطيح بأمراء ووزراء في المملكة

  • 11/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت السلطات السعودية أن الأمراء والوزراء الذين أوقفوا مساء السبت في المملكة بسبب قضايا فساد، سيعاملون كأي مواطن سعودي وأن "منصب المشتبه به أو موقعه لن يؤثر على تطبيق العدالة". وجرى توقيف 11 أميرا وعشرات الوزراء، بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد يرأسها نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. أصدرت السعودية الأحد بيانا ذكرت فيه أن الأشخاص الذين أوقفوا في الساعات الأخيرة بسبب قضايا فساد لن يتلقوا معاملة خاصة على خلفية "مناصبهم"، في أول تأكيد رسمي على حصول توقيفات. وقال النائب العام الشيخ سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب في بيان تلقت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منه، إن "المشتبه بهم يملكون الحقوق ذاتها والمعاملة ذاتها كأي مواطن سعودي"، مضيفا أن "منصب المشتبه به أو موقعه لن يؤثر على تطبيق العدالة". وبحسب وسائل إعلام سعودية، أوقف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين مساء السبت في السعودية، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة يفترض أن تسمح لولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان بتعزيز سلطته. للمزيد: اعتقال 11 أميرا ووزراء بتهم فساد في السعودية وجرت الحملة بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى نجله ولي العهد، فقضت بتوقيف الأمراء والوزراء بحسب ما ذكرت قناة "العربية". وأكد النائب العام أن اللجنة بدأت عملها "بعدد من التحقيقات في إطار سعي النظام القضائي إلى مكافحة الإرهاب". أمراء ووزراء بينهم الملياردير الوليد بن طلال وأوقف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين في السعودية، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة يفترض أن تسمح لولي العهد الشاب بتعزيز سلطته. وقال مصدر حكومي لوكالة الأنباء الفرنسية إن من بين الموقوفين الأمير الملياردير الوليد بن طلال. وصدرت أوامر ملكية بإعفاء وزير الحرس الوطني ووزير الاقتصاد والتخطيط وإحالة قائد القوات البحرية إلى التقاعد، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وسلم المسؤول في الحكومة فرانس برس لائحة تضمنت أسماء 14 شخصية تم اعتقالها من بينها الأمير الوليد بن طلال. عهد جديد وتراجعت أسهم شركة المملكة القابضة، مجموعة الاستثمارات الدولية التي يملك الأميرالسعودي الوليد بن طلال 95 بالمئة من رأسمالها، بنسبة 9,9 بالمئة عند بدء التداولات صباح الأحد، إثر ورود تقارير عن اعتقاله. لكنها أغلقت على انخفاض نسبته 7,4 بالمئة. وتراجع مؤشر بورصة الأسهم السعودية "تداول"، أكبر بورصات الدول العربية، بنسبة 1,6% بعد دقيقة واحدة على بدء التداولات. وقال مصدر ملاحي إن قوات الأمن ألزمت الطائرات الخاصة بالبقاء في المطارات لمنع أي شخصية من مغادرة المملكة على الأرجح. وصرح كريستيان أولريكسن الخبير في شؤون الخليج في معهد بيكر بجامعة رايس الأمريكية لوكالة الأنباء الفرنسية "يبدو أن نطاق ومدى هذه الاعتقالات لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية". وأضاف "إذا تأكّد اعتقال الأمير الوليد بن طلال، فسيشكل ذلك صدمة على الصعيد الداخلي وفي عالم الأعمال الدولية". وجرت الحملة بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقد أوقف في إطارها 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، بحسب ما ذكرت قناة العربية التي تمولها السعودية. إصلاحات وأصدر العاهل السعودي مساء الأحد أمرا ملكيا يقضي "بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة". وبحسب الأمر الملكي الذي نشرت نصه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فإن اللجنة مكلفة "حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام"، وقد باشرت بالتحقيق في السيول التي شهدتها مدينة جدة الواقعة في غرب المملكة على البحر الأحمر في 2009 وأدت إلى مقتل 123 شخصا وتشريد الآلاف. ومنح الملك سلمان اللجنة صلاحيات "التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها، ولها الحق في اتخاذ أي إجراءات احترازية تراها حتى تتم إحالتها إلى جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال". وعلقت هيئة كبار العلماء بالسعودية على موقع تويتر مؤكدة أن "محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب". وأقال الملك سلمان بموجب أوامر ملكية وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وعيّن بدلا منه الأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، كما أعفى وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه وعين مكانه محمد التويجري، حسبما ذكرت وكالة "واس". كذلك أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا قضى بإنهاء خدمة قائد القوات البحرية الفريق الركن عبدالله بن سلطان بن محمد السلطان بإحالته إلى التقاعد، وترقية اللواء البحري الركن فهد بن عبدالله الغفيلي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائدا للقوات البحرية. ويسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إحكام قبضته في السياسة والاقتصاد، حسبما يرى محللون، عبر استراتيجية مزدوجة: التصدي لأي معارضة، واستقطاب الجيل الشاب إلى حلقة طموحاته. للمزيد: مدينة "نيوم"... أضخم مشروع سعودي يمتد بين ثلاث دول واتخذ الأمير الثلاثيني منذ تعيينه في منصبه في حزيران/يونيو الماضي إجراءات سياسية وأمنية عديدة بهدف تعزيز نفوذه في المملكة قبل أن يتوج في المستقبل ملكا خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاما). وتعهد في نهاية تشرين الأول/أكتوبر بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة، في تصريحات جريئة شكلت هجوما عنيفا ونادرا من قبل مسؤول سعودي رفيع المستوى على أصحاب الأفكار المتشددة في المملكة المحافظة التي بدأت تشهد في الأشهر الأخيرة بوادر انفتاح اجتماعي. وقال الأمير محمد خلال منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي أقيم في الرياض "نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب". وأكد أن "سبعين بالمئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا". وتسارعت بوادر الانفتاح الاجتماعي في المملكة منذ بروز دور الأمير محمد في العام 2015 حين كان وليا لولي العهد. وفي 2016، أعلن الأمير عن خطة اقتصادية شاملة تحت مسمى "رؤية 2030" تقوم على تنويع الاقتصاد المرتهن للنفط وتركز على قطاعي السياحة والترفيه، وعلى تفعيل دور المرأة في الاقتصاد. وعلى صعيد الإصلاح الاجتماعي، اتخذت السعودية مؤخرا خطوة تاريخية إذ سمحت للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من حزيران/يونيو المقبل، وألمحت إلى إمكانية السماح بإعادة فتح دور السينما قريبا. وأعادت بعض الحفلات الغنائية إلى دور الموسيقى في الرياض وعلى شاشة القناة الرسمية الثقافية. وشهدت السعودية في أيلول/سبتمبر حملة توقيفات شملت أكثر من 20 شخصا بينهم رجال دين بارزون وشخصيات معروفة. ورأى محللون أن بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصا فيما يتعلق بالأزمة مع الجارة قطر، بينما ينظر بعضهم الآخر بريبة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها الأمير محمد، وبينها تخصيص قطاعات عامة وتقليل الدعم الحكومي. فرانس24/أ ف ب نشرت في : 05/11/2017

مشاركة :