ست حكومات والسابعة في الطريق في ست سنوات، هي تاريخ حكومات دولة الكويت برئاسة الشيخ جابر المبارك، وبمعدل حكومة واحدة في السنة! استقالات حكومية متكررة لأسباب لم تعد مقنعة، وفقاً لما جاء بنص الاستقالة المقدمة إلى سمو الأمير، هو ما يمكن إيجازه باختصار عن واقع حال الحكومة! فالمخاطر التي تشهدها المنطقة والتحديات الجسيمة التي نواجهها والرغبة في تصويب العمل البرلماني، وهي مسببات استقالة حكومة جابر المبارك، لم تعد سوى كلام إنشائي مرسل لتفادي جلسة طرح الثقة عن الوزير محمد العبدالله ليس أكثر! وإن سلمنا بما جاء بنص الاستقالة، فهل يعني ذلك أننا سنشهد تغيراً جوهرياً من قبل الشيخ جابر المبارك لتغيير واقع الحال المؤلم للأداء الوزاري الذي لا يصل إلى مستوى الطموح أم أن ما حدث هو مجرد تكرار لمسرحية الاستقالة التي اعتاد عليها الشارع الكويتي؟ حتى أضحت عادة لا تكترث لها الغالبية؟ واقعياً، فإن التعديل الوزاري سينطبق عليه المثل (على طمام المرحوم)، وسيشمل كالعادة تدويرا في المناصب والإبقاء على وزراء التأزيم والحرص على المحاصصة والإرضاء السياسي، والله المستعان! *** من أهم مقومات الدول المتقدمة، هو انصهار شعبها بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأصولهم ودياناتهم وانتماءاتهم الفكرية والقومية تحت شعار الدولة، والأمثلة على ذلك كثيرة. دول تتحدث بمئات اللغات ويدين شعبها بمئات الديانات، إلا أن الجميع لا يعمل إلا من أجل الدولة، لذلك تمكنت وبكل بساطة أن ترتقي بنفسها ضمن مصاف الدول المتقدمة... هذا باختصار ما يعرف باسم الدولة المدنية! إلا أن البعض في الكويت ربما لا يعي معنى ذلك، فالدعوة التي تبناها أحد أفراد أسرة الحكم إلى إنشاء مجلس لشيوخ القبائل بهدف إبراز الوجه الحضاري للمجتمع الكويتي ودعم القيادة الحكيمة على أن يكون المجلس تحت رعاية الدولة، ما هي إلا خطوة إلى الوراء ومحاولة لتمزيق وتفريق المجتمع الكويتي وتمرد على النظام الديموقراطي ليس أكثر! والأسباب التي سردها صاحب الفكرة لإقامة هذا المجلس، هي مخالفة تماماً لما جاءت في بيانه المنشور الذي حمل شعار الدولة! يجب أن يدرك الجميع أن المجتمع الكويتي هو مجتمع واحد، فلا فروقات بين سني وشعي وبدوي وحضري. لا أعلم حقيقةً ماذا يريد هؤلاء؟ هل يدركون أن نعيش في وضع إقليمي متوتر نحن فيه في أمس الحاجة إلى التكاتف والتعاضد لمواجهة تلك التحديات؟ هل يعلمون أننا ارتضينا الدستور الذي أكد على ضرورة لحمة وترابط المجتمع الكويتي؟ هل يدركون أننا لا يمكن أن ننهض ببلدنا طالماً لم نؤمن بمفهوم الدولة المدني؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني قد لا أجد لها إجابات مقنعة لما يسعى إليه البعض من جراء ذلك، وأيضاً الله المستعان! boadeeb@yahoo.com
مشاركة :