جددت الحكومة السودانية أمس رفضها اجراء دولة جنوب السودان استفتاء لتحديد مصير منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، في تشرين الأول (أكتوبر) من جانب واحد، مؤكدة أنها لن تعترف بنتائجه. كما حذر زعيم قبيلة «المسيرية» العربية من أن قبيلته ستخوض حرباً دامية في حال حرمان أفرادها المقيمين بالمنطقة من المشاركة في الاستفتاء. وأكد مسؤول ملف أبيي في الحكومة السودانية، الخير الفهيم، عدم قانونية تحديد دولة جنوب السودان تشرين الأول (أكتوبر) المقبل موعداً لإجراء استفتاء في شأن مصير أبيي، قائلاً إن السودان لن يعترف بنتائجه لأنه صدر عن جانب واحد ولم يتم الاتفاق عليه بين الدولتين. وأضاف أن اجراء الاستفتاء في أبيي في الموعد المشار إليه كان مجرد اقتراح طرحه الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي وتحفظت عليه حكومة الخرطوم. كما أن البلدين لم يتفقا على تشكيل مفوضية للإشراف على الاستفتاء لتحديد هوية الذين يحق لهم المشاركة فيه، ورأى أن الأولوية ينبغي أن تكون لتشكيل الإدارة الانتقالية ومؤسسات الشرطة والبرلمان في المنطقة. وقال مسؤول ملف أبيي في دولة جنوب السودان، إدوارد لينو، إن شعب جنوب السودان عقد العزم على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر، مؤكداً «سنجري الاستفتاء في هذا الموعد إذا رضيت الخرطوم أم لا. فالحكومة السودانية ليس لديها الحق في المنطقة». وقال إن اللجنة القومية لاستفتاء أبيي ستتصل بالاتحاد الأفريقي لمعرفة اليوم المحدد للاستفتاء، ولكن إذا لم يحدد الاتحاد يوماً ستقوم اللجنة وشعب أبيي بتحديده. وقال إن الاعتداء متوقع من قِبل الحكومة السودانية ومن قبيلة «المسيرية» العربية التي تتنازع مع قبيلة «دينكا نقوك» الأفريقية على المنطقة. وأضاف لينو أن أبناء قبيلة المسيرية «ليسوا مواطنين في منطقة أبيي، فهم رعاة متنقلون، يمرون للرعي في المنطقة بشكل موسمي فقط». وفي المقابل حذر زعيم قبيلة المسيرية، مختار بابو نمر، من أنهم لن يقبلوا بالاستفتاء الذي أعلنته جوبا، موضحاً أن لديهم أكثر من 258 وثيقة منذ عهد الاستعمار البريطاني تثبت حق قبيلة المسيرية في المنطقة، وأشار إلى أن قبيلة دينكا نقوك في ذلك الوقت كانت تابعة للحكومة الفرنسية، وهدد بأن «تسيل الدماء في المنطقة» إذا لم تتدخل حكومة الخرطوم. وكان الاستفتاء على مصير منطقة أبيي مقرراً أن يجري متزامناً مع الاستفتاء على مصير جنوب السودان في كانون الثاني (يناير) 2011، لكن الطرفين اختلفا على هوية من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء وتشكيل المفوضية التي ستشرف عليه ما أدى إلى تعطيله حتى اليوم. إلى ذلك قال رئيس جنوب السودان سلفاكير أمس إن عدداً من جنرالات الجيش أحيلوا للتحقيق في مزاعم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في شرق البلاد حيث يحارب الجيش تمرداً مسلحاً. وانتقدت الولايات المتحدة جيش جنوب السودان لوقوع انتهاكات خلال الحملة على تمرد يقوده السياسي ديفيد ياو ياو والقتال بين قبائل متنافسة في ولاية جونقلي في الشرق. ويتهم جنوب السودان جاره الشمالي بإمداد ديفيد ياو ياو بالسلاح وهو ما تنفيه الخرطوم.
مشاركة :