بيروت - وكالات: سيطرت حالة من الصدمة على الساحة السياسية اللبنانية عقب إعلان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» استقالته، رافضاً أن تكون بلاده منطلقاً لتهديد أمن المنطقة. وأكدت العديد من القوى اللبنانية أن استقالة «الحريري» تُدخل لبنان في نفق مظلم. واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب «ياسين جابر»، استقالة «الحريري مفاجئة»، وأشار إلى أن الاستقالة وضعت لبنان أمام وضع صعب. ورأى نائب «كتلة المستقبل»، «أمين وهبي»، أن «بيان الاستقالة واضح الأسباب، التي أدت بالرئيس سعد الحريري إلى اتخاذ هذا الموقف». وأكد أن البلد يتجه نحو تصعيد خطير، متمنياً أن يبقى في الإطار السياسي. وأوضح «وهبي» أن خيارات تيار المستقبل لطالما كانت في إطار المواجهة بسلاح الكلمة والرأي. وعن إمكان بقاء «الحريري» خارج البلاد، أشار إلى أن «التجربة الماضية كانت غير مشجّعة وقرار البقاء خارج لبنان يكون رهناً لما سيقرّره الحريري جرّاء الدراسة مع المستشارين والأجهزة الأمنية». من جهته، أشار النائب السابق عن «تيار المردة»، «كريم الراسي»، إلى أن موقف «المردة ليس واضحاً»، بعد أن وصلهم الخبر عبر وسائل الإعلام كغيرهم، مؤكداً أنه كان جلياً «أننا سنصل إلى هذه المرحلة، والحريري كان يتحضّر لهذه الخطوة وقد أعلن عن هذا الأمر سابقاً وتأسف على إعلان الخبر من خارج لبنان وعدم إعلام رئيس الجمهورية «ميشال عون» مسبقاً، معتبراً أن «التنسيق بين الحريري وباقي الأفرقاء في البلاد كان مصطنعاً». هذا، وأكد الرئيس اللبناني السابق «ميشال سليمان» أنه يحيي «الحريري» على موقفه، موضحاً أن «تداعيات استقالة الحريري ستكون إيجابية». وأضاف «دخلنا في نفق يحتم على جميع السياسيين رص الصفوف، لبنان وشعبه يستحقان التضحية». إلى ذلك ربط المغرّد السعودي الشهير «مجتهد» استقالة رئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري» وحملة التوقيفات التي طالت العشرات من الأمراء داخل المملكة ليلة السبت/الأحد، وهذا التزامن يكمن في رغبة ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» لـ«حشره» مع الأمراء ورجال الأعمال الموقوفين بهدف ابتزازه والاستحواذ على الأموال التي لديه في الخارج. وأكد «مجتهد» أنه «لم يكن لدى الحريري ما يستحق هذا البيان بل كان الوضع يتجه إلى تقليل المشاكل والقضية كلها مرتبطة بإعادة الحريري للرياض وتجريده من منصبه». ونفى المغرّد السعودي الحديث عن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل قائلاً: «والحديث عن اغتيال الحريري غير صحيح، فليس من مصلحة حزب الله اغتيال الحريري لأنه مفيد للحزب كونه قيادة ركيكة بائسة ومضعفة جداً لأهل السنة». وأشار إلى أنه «طبقاً لمعلومات المخابرات السعودية فإن الخطر على الحريري من الجماعات المتطرّفة أكبر من حزب الله لأنهم يرونه سبباً في إضعافهم أمام حزب الله». وأوضح أن «السبب الحقيقي لإعادته للرياض هو حشره مع الأمراء ورجال الأعمال الموقوفين لهدف ابتزازه واستعادة الأموال التي لديه في الخارج وليس مرتبطاً بلبنان». وشدّد المغرّد السعودي الشهير على أن «البيان الذي قرأه كُتب له وليس مقتنعاً به ولا بمحتواه ولا مقتنعاً بإعلان الاستقالة من الرياض، فكيف يعلن زعيم سياسي استقالته من عاصمة دولة أخرى؟». وتابع: «القصة ليست إلا قراراً من قبل محمد بن سلمان لتبرير إبقائه في الرياض وابتزازه مالياً حيث لا يستطيع إبقاءه في الرياض وهو رئيس للوزراء».
مشاركة :