«وثائق بارادايز» تكشف زبائن جدداً للملاذات الضريبية

  • 11/7/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تحقيق صحافي دولي نشر أمس الأول، مستندا الى تسريب عدد هائل من الوثائق، تفاصيل حول دوائر عالمية للتهرب الضريبي، من وزير أميركي يعقد صفقات مع مقربين من الرئيس الروسي الى استثمارات لملكة بريطانية في جزر برمودا. وبعد 18 شهرا على "وثائق بنما" التي تتعلق بالتهرب الضريبي، بدأ الكونسورسيوم الدولي للصحافيين الاستقصائيين (آي سي آي جي) الذي يضم 96 وسيلة إعلام في 67 بلدا، كشف "وثائق بارادايز". وكشفت المعلومات استنادا الى 13.5 مليون وثيقة مالية قادمة، خصوصا من مكتب دولي للمحاماة مقره برمودا، ويحمل اسم "ابلباي". وقد حصلت على هذه الوثائق صحيفة "سوددويتشه تسايتونغ" الألمانية. وتشير الوثائق التي جاءت من مكتب "ابلباي"، خصوصا إلى أن وزير التجارة الأميركي وليبور روس أبقى على مساهماته في شركة للنقل البحري على علاقة وثيقة مع ثري روسي فرضت عليه عقوبات أميركية ومع صهر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". ذكرت الـ "بي بي سي" وصحيفة "ذي غارديان" أن حوالي 10 ملايين جنيه استرليني (11.3 مليون يورو) من أموال الملكة البريطانية استُثمرت في جزر كايمان وبرمودا. من جهتها، كشفت صحيفة "تورونتو ستار" في كندا أن الملياردير ستيفن برونفمان الذي يرأس الشركة السابقة لإنتاج النبيذ والمشروبات الكحولية "سيغرام" وظف مع راعيه ليو كولبر 60 مليون دولار (52 مليون يورو) في شركة أوف شور بجزر كايمان. وبرونفمان، صديق جاستن ترودو، الذي كان مسؤولا عن جمع التبرعات خلال الحملة الانتخابية في 2015 لحساب الحزب الليبرالي الكندي، يمكن أن يسبب إرباكا لرئيس الوزراء الذي انتخب بناء على وعود بتقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة الضريبية. والقنوات التي لجأ اليها هؤلاء الأثرياء والشركات المتعددة الجنسيات لنقل أموالهم الى ملاذات ضريبية بحد ذاتها ليست غير قانونية. وهذه الطرق تستفيد من الثغرات التنظيمية ليتاح لهم دفع أقل قدر ممكن من الضرائب. رأى ريتشارد بيتر المسؤول السابق في مكتب الاخلاقيات في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ان قضية وزير التجارة الأميركي يمكن ان تطرح مشكلة أخلاقية. ورجل المال المعروف ويلبور روس خفض بعدما تسلم مهامه الوزارية في فبراير، مساهمته الشخصية في شركة "نافيغيتور هولدينغ"، لكنه مازال يمتلك 31 في المئة من أسهمها بواسطة شركات أوفشور. وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية التي شاركت في التحقيق أن من أبرز زبائن "نافيغيتور هولدينغ" شركة "سيبور" الروسية للغاز والمنتجات البتروكيميائية التي بلغت قيمة تعاملاتها المالية مع شركة النقل البحري 23 مليون دولار في 2016. ومن بين مالكي "سيبور" كيريل شامالوف المتزوج من صغرى بنات الرئيس الروسي، وغينادي تيمتشينكو رجل الأعمال الثري المقرب من بوتين، الذي يخضع لعقوبات أميركية منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم. وردا على هذه المعلومات، قالت وزارة التجارة الأميركية، في بيان تلقته وكالة فرانس برس، أن "الوزير روس لم يشارك في قرار نافيغيتور القيام بأعمال مع سيبور" التي "لم تكن خاضعة لعقوبات يومها ولا هي كذلك اليوم". وأضاف البيان أن روس "لم يلتق أبدا المساهمين في سيبور المذكورين" في التحقيق، مشددا على ان الوزير الأميركي يحترم المعايير الأخلاقية الحكومية المتبعة في الولايات المتحدة. ومازالت التحقيقات حول احتمال تواطؤ روسي مع فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب يسمم ولاية الرئيس الأميركي منذ بدايتها. وبين الزبائن الآخرين لـ "نافيغيتور هولدينغ" مجموعة النفط الفنزويلية العملاقة التي فرضت عليها واشنطن عقوبات صيف 2016. وأفادت وسائل إعلام بريطانية أن ملايين الجنيهات الإسترلينية العائدة للملكة إليزابيث الثانية استُثمرت في جنات ضريبية. وقالت "بي بي سي" و"ذي غارديان" أن حوالي 10 ملايين جنيه استرليني (11.3 مليون يورو) من أموال الملكة البريطانية استُثمرت في جزر كايمان وبرمودا. والأموال التي أودعت في هذه الملاذات الضريبية تستثمرها شركات عدة بينها "بريتهاوس" وهي متخصصة بتأجير العقارات مع خيار شراء أثاث ومعدات معلوماتية ومتهمة باستغلال الفقر وحتى شبكة لبيع المشروبات الكحولية أشهرت إفلاسها. واستثمرت أموال الملكة في هذه الملاذات الضريبية من قبل "دوقية لانكاستر" الصندوق الاستثماري الخاص المسؤول عن إدارة أموال الملكة وعائداتها. وأكدت متحدثة باسم "دوقية لانكاستر" لوكالة فرانس برس أن "كل استثماراتنا تخضع لتدقيق شامل وهي شرعية بالكامل". وأضافت: "نقوم بعدد من الاستثمارات بما فيها استثمارات في صناديق في الخارج"، موضحة أن هذه الاستثمارات الأخيرة لا تشكل أكثر من 0.3 بالمئة من القيمة الإجمالية للدوقية. ورد زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن على "تويتر"، معتبرا أن "هناك قاعدة للأثرياء وقاعدة للآخرين عندما يتعلق الأمر بدفع الضرائب".

مشاركة :