ليلة من «ليالي الأُنس في فيينا» تلك التي ملأت - أول من أمس - أصداؤها الموسيقية الكلاسيكية أرجاءَ مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، عاكسةً تراث العاصمة النمساوية فيينا بوصفها أرضاً للموسيقى والإبداع والجمال. الليلة الموسيقية المتميزة دعا إليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جمهور الثقافة والفن الرفيع، ليحلِّق على أجنحة الموسيقى الكلاسيكية التي صُقلت بعناية على مدى تاريخ فني حافل على مدى قرون من الإبداع النغمي الذي يحظى بصيت عالمي... وقد أدرجها المجلس في إطار الشعار المرفوع «الكويت سياحة ثقافية»، إذ حضر الجمهور الكويتي وكذلك من مختلف الجاليات الموجودة على أرض الكويت، يتقدمهم عدد من الشخصيات العامة من مجالات مختلفة... والتقى الجميع حول السهرة التي كان عنوانها «موسيقى من فيينا». بعد ترحيب السفير النمساوي في الكويت الدكتور زيغورد باخر، الذي قدَّم شكره على هذه الدعوة، معرباً عن تقديره للأمين العام علي اليوحة على إتاحته هذه الأمسية الموسيقية، ومتوجهاً بالشكر كذلك إلى كل الحضور، ومتمنياً للجميع ليلة سعيدة، بدأ أعضاء الفرقة وصلتهم، وبعد المقطوعة الموسيقية الجميلة التي قدموها مستعينين بالآلات الموسيقية المتنوعة. وكان أمراً لافتاً أن تحدث بعد ذلك أحد أفراد الفرقة قائلاً باللغة العربية الفصحى: «أقدم لكم أجمل تحياتي... وأتمنى أن تستمتعوا معنا في هذا الحفل»... ثم عاد فأكمل كلامه بالإنكليزية، ليلاقي تصفيقاً حاراً من قبل الحضور. وعاد الجمهور من جديد للتحليق على أجنحة النغمات الموسيقية، حيث صدحت الموسيقى في جنبات المسرح، بينما انخفضت الإضاءة التي ساهمت في إنجاح الحفلة أو السهرة الكلاسيكية، متابعين ليلة متفردة بُثَّت من خلالها «موسيقى من فيينا»، تنوعت في مقطوعاتها التي تراوحت بين الكلاسيكي والتراجيدي والفرِح، وقد تميز العزف بالإتقان والإحكام الذي تُعرَف به موسيقى فيينا ذات الطابع الأوركسترالي المغاير.
مشاركة :