أكثر من مئة عام من الإبداع المتراكم يستحضرها المسرح في دار الأوبرا (مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي)، عندما يستضيف أوركسترا «لندن سيمفوني» على مدى ليلتين متتالين، أولاهما هذا المساء وثانيهما غداً، حيث تعزف في اليوم الأول مقطوعات موسيقية يغلب عليها الطابع المعاصر، بينما يسود الطابع الكلاسيكي مقطوعات اليوم الثاني. وفي حفل الليلة، ستقدم أوركسترا لندن «رقصات سيمفونية من قصة الحي الغربي» 1960 ليونارد بيرنستاين. وقد بدأت قصة الحي الغربي في العام 1949 كسجل يومي دوَّن فيه بيرنستاين فكرة عن نسخة حديثة من «روميو وجولييت» تقع في الأحياء الفقيرة. وبعد سنوات قليلة، في العام 1955، كتب مرة أخرى عن كونه «تحمس ثانية لفكرة روميو، غير أنها تحولت الآن إلى موضوع عصابتين متكونتين من المراهقين، إحداهما من شعب البورتوريكو المحارب، وثانيتهما يدعو أعضاؤها أنفسهم بـ (الأميركيين)». وطبق هذه الفكرة فعلاً في قصة الحي الغربي التي عُرضت للمرة الأولى في العام 1957. ومن المقرر أن تعزف «لندن سيمفوني» سيمفونية بعنوان كونشرتو الكمان الرقم 1 المقطع 19 لسيرجي بروكوفيف، كما سيستمتع الجمهور بـ «السيمفونية الرابعة»(المقطع 36)، وتُعتبَر السيمفونية الرابعة، التي أُلِّفت فوراً بعد بحيرة البجَع أول باليه لتشايكوفسكي، وفي الوقت نفسه الذي أُلِّفت فيه أوبرا يوجين «أونيجين»، دليلاً واضحاً على مدى تأثر تشايكوفسكي بالأدب الذي شكل فكره، وعلى رؤيته للحياة كتقليد مصيري للفن. أما في الحفل الثاني الذي ستقدمه أوركسترا «لندن سيمفوني»، مساء غد، فستؤدي خلاله «مقدمة زواج فيغارو» K49 (1784) لوولفغانغ أماديوس موزارت. تبدأ المقطوعة بنغمات صاخبة، كهمسات القيل والقال التي تكتسب زخْماً. وسرعان ما تلتحم تلك الشظايا لتكون موضوعاً حيوياً يقصف بسعادة عبْر المقدمة. وتتغير الأمزجة كالزئبق، ويسيطر على الجو هرج ومرج كوميديان لا استراحة فيهما. ثم ستقدم مقطوعة كونشرتو الأوبوا C K285d (K314)، وتعتبر من أكثر المقطوعات أداء، لتأتي بعدها سيمفونية رباعية المقاطع لغوستاف مالر، وفيها مقطع راقص حيوي ومفعم بالحياة، وموكب الجنازة، وخاتمة تذوب شدتها في ومضة.
مشاركة :