عواصم (وكالات) حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في طوكيو، أمس، من أن زمن «الصبر الاستراتيجي» حيال كوريا الشمالية، قد ولى، معتبراً أن هذه الدولة المعزولة تشكل «تهديداً للعالم المتحضر وللسلم والاستقرار الدوليين»، وذلك في اليوم الثاني من جولته الآسيوية التي هيمنت عليها أزمة شبه الجزيرة الكورية. فيما أكد مضيفه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي دعم بلاده لسياسة واشنطن القاضية «بإبقاء كل الخيارات على الطاولة» للتعاطي مع التهديد الكوري الشمالي، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، معلناً في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب عن فرض عقوبات إضافية، تقضي بتجميد أصول 35 منظمة وشخصية من كوريا الشمالية، في مواجهة برنامجها النووي والصاروخي، وقضية اليابانيين المخطوفين من قبل استخبارات بيونج يانج خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي. وعشية وصول ترامب إلى سيؤول، فرضت كوريا الجنوبية عقوبات أحادية جديدة، طالت 18 مصرفياً من الشطر الشمالي، يمثلون بنوك بيونج يانج في الصين وروسيا وليبيا، مبينة أن إدراجهم على اللائحة السوداء، جاء لمشاركتهم في برامج التسلح الكورية الشمالية، وتطوير أسلحة الدمار الشامل. وقال ترامب في تصريح أدلى به إلى جانب آبي أمس: «لقد ولى زمن الصبر الاستراتيجي»، مضيفاً: «البعض يعتبرون كلامي شديد اللهجة للغاية. لكن انظروا إلى ما حدث بعد مرور 25 عاماً من المحادثات الناعمة، شاهدوا أين نحن الآن». وأعاد الرئيس الأميركي إلى الأذهان لقاءاته مع أعضاء الأسر اليابانية التي اختطفتها سلطات كوريا الشمالية ووفاة الطالب الأميركي أوتو وارمبير الذي كان محتجزا في بيونج يانج، كأمثلة لضرورة التصرف بشكل عدواني أكثر تجاه الأخيرة. ودعا ترامب الزعيم الشمالي كيم جون- أون إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم بلاده، مشيراً إلى أن الإفراج عنهم سيكون بمثابة خطوة أولى لحلحلة الوضع القائم. من جانبه، قال آبي: «إن اليابان والولايات المتحدة تتصرفان بتوافق تام إزاء الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تجاه كوريا الشمالية»، مشيراً إلى أن الوقت لم يحن بعد للمفاوضات المباشرة مع بيونج يانج. وأكد رئيس الوزراء الياباني أن الخيارات كافة بشأن كوريا الشمالية مطروحة على الطاولة. وأضاف: «على مدار أكثر من 20 عاماً حاول المجتمع الدولي إقامة حوار مع كوريا الشمالية، والآن حان الوقت لا للحوار، بل لبذل أقصى الجهود للضغط على كوريا الشمالية». وأعلن آبي، الذي تقع بلاده في مرمى صواريخ بيونج يانج، عن عقوبات يابانية إضافية تستهدف أصول 35 منظمة وشخصية كورية شمالية على صلة ببرامج التسلح واليابانيين المختطفين لدى كوريا الشمالية منذ بضعة عقود. وجاء مؤتمر آبي وترامب الصحفي في ختام يومين وديين لعب فيهما الرجلان رياضة الغولف، وجلسا سوية على مأدبة عشاء غير رسمية، وطغت عليهما أجواء من الاسترخاء. وكان مساعدو ترامب قلقين من أن يرتكب الرئيس الخارج عن المألوف، حماقة ما في الدولة التي يعرف عنها حساسيتها حيال الأعراف. ولكن ترامب تعامل بسلاسة مع البروتوكول خلال لقائه الامبراطور أكيهيتو (83 عاماً)، حيث سلم عليه بهزة رأس، متجنباً بذلك الانتقادات التي واجهها أوباما عندما انحنى كثيراً أمام الزعيم الياباني. والتقى ترامب بعائلات المدنيين الذين تعرضوا للخطف من قبل عملاء كوريا الشمالية، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لتجنيدهم للعمل جواسيس لها، مطالباً بيونج يانج بكشف مصيرهم وإعادة من بقي منهم على قيد الحياة. وبانتظار وصول ترامب اليوم إلى سيؤول، فرضت الأخيرة عقوبات ضد 18 شخصية مصرفية رفيعة المستوى في الشطر الشمالي، في خطوة تهدف إلى قطع مصادر التمويل غير الشرعي عن جارتها الشمالية. وأوضح مصدر بوزارة الخارجية الجنوبية، أن «الحكومة قررت إضافة 18 مسؤولاً بهيئات مالية في كوريا الشمالية مدرجين على قائمة عقوبات مجلس الأمن، إلى قائمتها للعقوبات ضد الأفراد». ويعمل 14 فرداً منهم في الصين، والبقية في روسيا وليبيا. والشخصيات الـ18 مدرجة ضمن قائمة العقوبات الأميركية، التي نشرت في 26 سبتمبر الماضي. وبذلك، يرتفع عدد الكوريين الشماليين المدرجين ضمن قائمة عقوبات سيؤول إلى 97 فرداً.
مشاركة :