تمكنت القوات اليمنية صباح اليوم (الاثنين) من القضاء على عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مقر إدارة المباحث العامة في عدن، وتحرير رهائن احتجزهم التنظيم خلال الهجوم، بعد قتال دام ساعات، أسفر عن مقتل 18 وإصابة 35 جريحاً. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في تصريح لـ «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) أن حصيلة ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى إدارة البحث الجنائي التابعة لشرطة عدن بلغت 18 قتيلاً و35 جريحاً. وقال «تمكنت قوات الأمن من الدخول إلى معسكر شرطة النجدة (الدوريات) وتمركزت فيه، وانتشرت خلف مبنى إدارة البحث، ولم يصمد عناصر الإرهاب وسرعان ما تمكنت القوات الأمنية من اقتحام المبنى وتطهيره من عناصر الشر والإرهاب». وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم وقال في بيان، إن «انتحارياً يمنياً فجر نفسه في سيارة مفخخة عند مدخل المقر، ثم قام مسلحون آخرون من التنظيم بمهاجمة المبنى». وبدأ الهجوم بتفجير انتحاري يقود سيارة مفخخة، نفسه عند مدخل ادارة المباحث العامة، أعقبه تفجير آخر نفذه انتحاري ثان بالقرب من موقع التفجير الاول. وبعد العمليتين الانتحاريتين، تعرض المبنى لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين تمركزوا فوق أسطح مبان تقع في محيط مقر ادارة المباحث، وفق المصادر الأمنية. واستمرت الاشتباكات لساعات، ما دفع ادارة أمن عدن الى ارسال تعزيزات أمنية لتطهير المباني من المسلحين الذين تمكنوا من دخول مبنى ادارة المباحث في خضم الاشتباكات. وفي داخل المبنى، قام المسلحون بأخذ عناصر أمن لم يعرف عددهم رهائن، بينهم شرطيتان قاموا باعدامهما بالرصاص، قبل أن يحرروا مجموعة من السجناء من مركز توقيف في المبنى ذاته. وحاولت القوات الامنية اقتحام المبنى اكثر مرة، ومع كل محاولة فجر انتحاري نفسه، حتى بلغ عدد الانتحاريين الذين فجروا انفسهم ثلاثة آخرهم صباح اليوم. وقالت المصادر الامنية: «تم تطهير المبنى والسيطرة عليه وتحرير الرهائن». وكانت وزارة الداخلية اليمنية تحدثت من جهتها في بيان عن «معارك متقطعة بين أبطال الأمن من جهة، والعناصر الإرهابية من جهة أخرى والذين احتجزوا نزلاء سجن البحث وحولوهم إلى رهائن ودروع بشرية، ما جعل قوات الأمن تتصرف بحذر، الأمر الذي أدى إلى تأخير قرار الحسم أملاً في استسلام العناصر الإرهابية». وتابعت ان عناصرالتنظيم «أبت الاستسلام، ما دفع الأمن إلى اتخاذ قرار الحسم العسكري». ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين المتحالفين مع مناصري الرئيس السابق علي صالح في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه.
مشاركة :