قبل عشر سنوات رسم المهندس المعماري الفرنسي "جان نوفيل" الخطوط العريضة لقبة مزخرفة على ورق شفاف. واليوم ترتفع هذه المظلة المعدنية الفضية الضخمة فوق الرمال الصحراوية والخليج العربي مجسدة متحف اللوفر أبوظبي الجديد، والطموحات العالمية لفرنسا والإمارات لنشر الفن كأداة دبلوماسية يطلق عليها "القوة الناعمة". وقال نوفيل، خلال تفقده "قرية" المتحف الأسبوع الماضي، حيث انهمك العمال في زراعة زهور الحديقة وحفر فناء واحد لتمثال "رودين"، الذي وصل أخيرا من فرنسا: إنه "على الرغم من أن الكثير قد تغير، لكن لم يتغير الكثير هنا". "المبدأ أنه يبقى متحفاً ينتمي إلى جغرافيا، وثقافة البلد وهويته." وقالت صحيفة " نيو يورك تايمز:" إنه منذ إعلان موعد الافتتاح في سبتمبر الماضي، انهمكت الطائرات في القيام برحلات من باريس إلى أابوظبي في كل يومين محملة بكنوز وطنية. وتتضمن الشحنات الثمينة لوحة شخصية لفان جوخ، ولوحة مونيه لعام 1877 لمحطة سكة حديد "سانت لازاري"، ولوحة لنابليون، الإمبراطور وهو يعبر جبال الألب على صهوة فرس أشهب، للرسام "جاك لوي ديفيد". القوة الناعمة شعار كل الدبلوماسيين: "القوة الناعمة الآن هي شعار كل الدبلوماسيين" كما قال معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة في الإمارات الذي كان مستشاراً منذ البداية عندما كان المتحف مجرد مخطوطات على ورق، وموقعه المستقبلي موطن للسلاحف المعششة والأصداف البحرية. "معناها أنه لم يعد كافياً أن تكون لديك قوة عسكرية أو اقتصادية إذا لم تكن قادرا على مشاركة قيمك. هذا هو جوهر القوة الناعمة". وقال نسيبة إن حكومة الإمارات تعتبر اللوفر أبوظبي جزءاً من استراتيجية ثقافية لمواجهة التوترات في المنطقة. والهدف النهائي للدولة هو تكريس العاصمة كمدينة عالمية للتسامح، ومتحفها الرئيسي كجسر بين الحضارات.
مشاركة :