الأمير: لن أتوانى عن اتخاذ أي قرار يضمن للبلد أمنه واستقراره - محليات

  • 11/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في مشهد يذكّر بيوم افتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلس الأمة، وبمضامين النطق السامي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حلّت رسالة سموه التي نقلها أمس رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وتلقفها 42 نائباً حضروا الاجتماع، بعناوين تؤكد أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية، ورفض الاصطفافات الطائفية والقبلية والفئوية، وعدم الانجرار العاطفي والانفعالي في ما يتعلق بالأزمة بين الأشقاء في الخليج، أو الأزمات الأخرى، مع تأكيد سموه أنه لن يتوانى عن اتخاذ أي قرار يضمن للبلد أمنه واستقراره ويحفظ مستقبل أبنائه. وإذ أعرب الرئيس الغانم عن ثقته: «أن سفينة الكويت ستعبر بقيادة صاحب السمو هذه الأمواج المتلاطمة وستصل إلى بر الأمان بقيادة حكيمة وشعب وفي»، أعرب عن ثقته أيضاً بأن «إخواني النواب في الظروف الاستثنائية بمثابة السور الواقي والحامي للمجتمع»، فيما اختصرت ردود فعل النواب على رسالة «العود» بعبارات «السمع والطاعة» و«على الرأس والعين». واستهل الغانم تلاوة رسالة سمو الأمير أنه «نظراً للتطورات الخطيرة المتسارعة التي يشهدها اقليمنا الملتهب، وبناء على التداعيات السياسية والاقتصادية والأمنية البالغة الخطورة الناتجة عن تلك التطورات والمستجدات، وإيماناً بأن ما يحدث حولنا لم يعد بمنأى عنا، بل نحن على تماس مباشر به، واضطلاعاً بمسؤوليته الجسيمة كرأس للدولة وأب للسلطات جميعاً، وحارس وقيم على أمن واستقرار الوطن، فقد كلفني حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بصفتي رئيسا للسلطة التشريعية، بنقل الرسائل التالية إلى أبنائه النواب بكل وضوح وشفافية». وتضمنت رسالة سمو الأمير تأكيد سموه مجدداً على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، والرفض القاطع لأي اصطفافات طائفية أو قبلية أو فئوية، و عدم السماح بأي خطاب سياسي يثير الكراهية والبغضاء المذهبية أو العرقية، مشدداً سموه على أن نواب الأمة يجب أن يكونوا في مقدمة الصف وقدوة للشعب ممن يدفعون بالخطاب الوطني الجامع قدماً لا خطاب التقسيم والفرقة. كما أكد سموه أهمية عدم الانجرار العاطفي والانفعالي في ما يتعلق بالأزمة بين الأشقاء في الخليج، وأهمية وقف كل محاولات التراشق السياسي والإعلامي التي قد ينجرف إليها البعض في ما يتعلق بالأزمة الخليجية أو الأزمات الأخرى، مشيراً إلى ان موقف الكويت كوسيط حقيقي من الداخل الخليجي نفسه، معني بحل الأزمة بين الأشقاء، لا طرف ثالث بين فريقين، وعلى هذا النهج الموضوعي والصادق يجب أن نبقى ونعمل. وشدد سموه للنواب على أهمية دورهم الدستوري المحوري تشريعياً ورقابياً، وعلى أهمية التحلي بأخلاق رجال الدولة والاتسام بنضج السياسيين القادرين على تحمل المسؤولية، و ذلك عبر ترسيخ التعاون البناء والحقيقي والملموس بين السلطتين، وإشاعة أجواء التهدئة والتفاهمات، وتصويب الممارسات الخاطئة، وعدم الجنوح إلى التصعيد السياسي غير المبرر في هذه الأوقات العصيبة والاستثنائية، والنظر بعين الاهتمام إلى الملفات الاقتصادية والأمنية الملحة والعاجلة. وتمنى سمو الأمير على النواب العمل حثيثاً للحفاظ على استقرار الكويت وتحصين لحمتها والاضطلاع بمسؤوليتهم التاريخية، وأن يكونوا خير عون وسند للقيادة السياسية، مؤكداً سموه في الوقت ذاته أنه لن يتوانى (بحكم مسؤولياته الدستورية) عن اتخاذ أي قرار (في حال اضطر إليه) يضمن للبلد أمنه واستقراره ويحفظ مستقبل أبنائه. وأشار الرئيس الغانم إلى حديث النواب خلال الاجتماع والذين أكدوا جميعاً الوقوف عوناً وسنداً لسمو أمير البلاد، ودعم جهود سموه الحثيثة في مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه شعوب وحكومات المنطقة، كما أكدوا أهمية الوحدة الوطنية وتعزيز تلاحم الصف في الاوقات كافة وفي الظروف الحرجة الراهنة على وجه الخصوص، وأهمية الابتعاد عن تداول الاشاعات وكل ما من شأنه الإضرار بأمن الكويت واستقرارها وأمن واستقرار دول المنطقة كافة. وأشار الغانم إلى أن معظم الحضور أبدوا تمنياتهم ورغبتهم الشديدة بأن يكون التشكيل الحكومي الجديد على مستوى الطموحات، وقادراً على التعاون مع مجلس الأمة لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا في هذا الوقت. وذكر الغانم أن سمو الأمير أبلغه أنه «سيستضيف أبناءه النواب في القريب العاجل ليسمعوا الحديث نفسه الذي استمعوا إليه (أمس)، كما قد تكون هناك تطورات حيث إن الأمور تسير بوتيرة متسارعة جداً وكل يوم هناك أشياء جديدة». وأشار الغانم إلى أن هناك طلباً من النواب بعقد لقاء مع سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك لنقل تصوراتهم وأمنياتهم وطموحاتهم في ما يتعلق بالتشكيل الحكومي الجديد، «وسأتحدث مع سمو رئيس الوزراء وسأدعو إلى لقاء مع النواب في الوقت الذي يقدره الأخوة النواب ويكون مناسباً لرئيس الحكومة». وقال الغانم إنه نقل تحيات سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد عبر محادثة هاتفية (أول من أمس) تمنياته لأبنائه النواب بالتوفيق والنجاح في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الوضع الاستثنائي العصيب، مطمئناً إلى أن سموه «في صحة جيدة تامة وانتهت كل فحوصاته الطبية بنتائج ايجابية وعودته إلى أرض الوطن بإذن الواحد الأحد قريبة جداً». وفي المواقف النيابية بعد الاجتماع شدد مراقب مجلس الأمة النائب نايف المرداس على أهمية ان يكون التشكيل الحكومي على قدر المسؤولية، وان يتم اختيار رجال دولة تتوافر فيهم صفات تتناسب مع ما تتعرض له المنطقة من احداث متسارعة. واكد النائب محمد الدلال ضرورة ان «نكون يداً واحدة وان ندعم سمو الأمير والموقف الرسمي في قضية التصالح على مستوى الخليج»، لافتاً إلى ان «هناك لقاء للنواب مع سمو الأمير الأسبوع المقبل». وقال النائب محمد الحويلة «نعد سموه بأن نكون عوناً وسنداً محلياً وخليجياً في وساطته بين الاشقاء». وأعلن النائب أحمد الفضل «نقول لسموه سمعاً وطاعة، والموضوع موضوع بقاء ولا يفيد مجلس الأمة ولا الدستور اذا ضاعت الكويت فالقضية أكبر من ترف ديموقراطي». واستقبل النائب جمعان الحربش رسالة سمو الأمير بترحيب شديد معتبراً أنها «على العين والراس»، لافتاً إلى ان الكويتيين في كل المنعطفات التاريخية اصطفوا خلف القيادة السياسية، ونظامهم الدستوري. وأشار النائب علي الدقباسي «ما اجتمعنا عليه أمر سام من الأمير وليس مجرد رسالة، وقد تضمنت توجيهات سامية، ونحن نرد عليها (لبيك يا سمو الأمير، وسنكون حصوناً ندافع عن الكويت بأرواحنا)». وقال النائب صالح عاشور ان «من الأفضل عدم وجود تصعيد بين السلطتين، لافتاً إلى ان الجميع يشعر بثقل المسؤولية وجميعنا مع النظام في هذه المرحلة ونحن في الصفوف الأمامية مع السلطة والنظام».

مشاركة :