تفتتح العاصمة الإماراتية أبوظبي نسختها الخاصة من متحف اللوفر يوم السبت القادم لتقديم نفسها كمدينة للسياحة الثقافية، وستقوم بعرض مئات الأعمال الفنية التي تأمل أن تجذب الزائرين من شتى أنحاء العالم. هنا تلتقي حضارات الشرق مع حضارات الغرب.. في متحف اللوفر أبوظبي وهي النسخة الخاصة بالعاصمة الإماراتية من متحف اللوفر والتي ستفتتح يوم السبت المقبل بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرجل القوي لدولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، حيث تعرض مئات الأعمال الفنية التي ينتظر أن تجذب الزائرين من شتى أنحاء العالم. ويضم المتحف، المحاط بالماء من ثلاث جهات، 600 قطعة تتراوح بين المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة، إضافة إلى 300 قطعة من الأعمال المستعارة من المتاحف الفرنسية، موزعة على 23 قاعة عرض دائمة. وتعود هذه الأعمال إلى فنانين كبار من فترات زمنية مختلفة، من بينهم بول جوجان، وفينسنت فان جوخ، وبابلو بيكاسو، وسي تومبلي. وقال محمد المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لاحدى الوكالات الاعلامية: “إن متحف اللوفر أبوظبي أكبر من مجرد متحف، فهو مركز للسلام والتسامح وقبول الآخر والتعلم، وهو هدية الإمارات للعالم”. ومن بين اللوحات التي يضمها المتحف لوحة للفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي أنجزها بين عامي 1495 و1499، وتحمل اسم (جميلة الحداد) أو (بورتريه امرأة مجهولة)، وهي مستعارة من متحف اللوفر الأصلي في باريس. وأقيم متحف اللوفر أبوظبي وفق اتفاق بين حكومتي الإمارات وفرنسا في 2007، وأقام المتحف شراكات مع متاحف ومؤسسات ثقافية بالعالم العربي، سيستعير بموجبها 28 قطعة فنية بارزة، من بينها تمثال برأسين من الأردن، يطلق عليه اسم (عين غزال)، ويرجع تاريخه إلى 800 عام. وتأمل الإمارات التي استثمرت أكثر من مليار دولار، في أن يسهم المتحف في الوهج الثقافي وتنشيط السياحة. وتبلغ قيمة تذكرة دخول متحف اللوفر أبوظبي 60 درهما إماراتيا، أي ما يقارب 16.30 دولار، ولقد نفذت جميع تذاكر يوم الافتتاح وعددها 5000 تذكرة. إفتتاح تحت شعار التسامح وسيتم افتتاح المتحف، تحت شعار التسامح والانفتاح على الآخرين في زمن انتشر فيه العنف. وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدة إلى انتهاج سياسة “القوة الناعمة” من أجل اكتساب سمعة جيدة ومكانة مرموقة في جميع أنحاء العالم، وخاصة لمواجهة جارتها قطر التي كانت نشطة بشكل خاص في مجالات عدة، منها الرياضة من خلال الفوز بتنظيم كأس العالم 2022. أو شراء فريق باريس سان جيرمان الفرنسي. وحسب جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، ووزير الثقافة الفرنسي السابق، فإن هذا المتحف: “أكثر عالمية من متحف اللوفر في باريس، لأنه يحمل فكرة متحف من قارات مختلفة، وحضارات مختلفة”. وأضاف: “اللوفر مشروع أمل في عالم يحترم الآراء والاختلافات، ويواجه التعصب والارهاب”. وبدوره، صرح محمد خليفة المبارك، رئيس هيئة السياحة والثقافة في أبو ظبي إن اللوفر: “هو أحد العناصر الرئيسية في الاستراتيجية الثقافية لبلده’ ورمز دولة متسامحة ومنفتحة على التنوع”. تم بناء “متحف المدينة” في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، ولقد قام بتصميمه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، وهو ثمرة اتفاقٍ دولي بين حكومتي أبو ظبي وفرنسا في العام 2007، لتجسيد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، من خلال مجموعة مقتنيات تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية من مختلف الفترات التاريخية التي تنتمي لحضارات متنوعة. إلى جانب هذا سيقيم متحف اللوفر أبو ظبي أربع معارض مؤقتة على مدار العام في مساحات منفصلة، وهو ما سيمكن الزوار من الاطلاع على المزيد من الأعمال الفنية الجديدة. وخلافا للمتاحف الأخرى التي يقدم مسارها تصنيفا حسب الأساليب أو الحضارات، فإن متحف اللوفر أبو ظبي يسلط الضوء على المواضيع العالمية والتأثيرات المشتركة بين الحضارات.
مشاركة :