أميركا والصين نحو جبهة موحدة لمواجهة كوريا الشمالية

  • 11/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفقة نظيره الصيني شي جينبينغ الأربعاء (رويترز) «المجلة»: لندن أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة في «المدينة المحرمة» برفقة نظيره الصيني شي جينبينغ الأربعاء، في مستهل محطة تعد الأكثر أهمية في جولته الآسيوية التي يسعى خلالها إلى تشكيل جبهة موحدة في وجه تهديدات كوريا الشمالية النووية. وبعد إطلاقه تحذيرا لنظام بيونغ يانغ الذي وصفه بـ«الديكتاتوري» في خطاب من سيول، التقى ترمب والسيدة الأولى ميلانيا مع الرئيس الصيني وزوجته بينغ ليويان لتناول الشاي في «المدينة المحرمة» التي كانت القصر الإمبراطوري سابقا. وستتبع الاجتماع الودي محادثات الخميس تتناول قضايا شائكة، حيث سيحاول ترمب دفع نظيره الصيني إلى القيام بالمزيد لتشديد الخناق اقتصاديا على كوريا الشمالية والتعامل مع مسألة الفائض التجاري الصيني الضخم مع الولايات المتحدة، حسب وكالة «رويترز». ويعتبر البيت الأبيض الصين بمثابة مفتاح لضبط سلوك كوريا الشمالية التي تعتبر الصين شريانها الحيوي الاقتصادي وتعتمد عليها في 90 في المائة من تجارتها. وهنأ ترمب الرئيس الصيني على فوزه بولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الصيني وبالتالي البلاد، حيث كتب ترمب عبر «تويتر»: «أنتظر بفارغ الصبر لقاء الرئيس شي الذي حقق للتو نصرا سياسيا عظيما». ورأى محللون في استخدام ترمب لمصطلح «نصر سياسي» في حديثه عن نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي الشهر الماضي محاولة لإرضاء شي قبل المحادثات الصعبة المقبلة بشأن التجارة وكوريا الشمالية. وقال المختص في سياسات الصين بجامعة «هونغ كونغ بابتسيت يونيفرستي» جان – بيير كابيستان «إنه (ترمب) يبالغ بالمديح لوضع شي في مزاج جيد، تحضيرا للأمور غير الجيدة التي سيخبره إياها»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأعد شي زيارة دولة رفيعة المستوى لترمب الذي استقبله أطفال لوحوا بالعلم الصيني في المطار، فيما حضر عرض أوبيرا في «المدينة المحرمة». وقال شي، خلال الجولة، إنه يتوقع أن تسفر زيارة ترمب عن نتائج «إيجابية ومهمة». ويرافق ترمب وفد من الشخصيات المؤثرة في مجال المال والأعمال، حيث تم التوقيع على اتفاقيات تبلغ قيمتها تسعة مليارات دولار الأربعاء. وأكد وزير التجارة الأميركي ويلبور روس، أن «التعاطي مع عدم التوازن في التجارة مع الصين كان محور النقاشات بشأن التعاون بين الرئيسين شي وترمب». وقبل ساعات وفي خطاب أمام البرلمان الكوري الجنوبي، رسم ترمب صورة قاتمة عن بيونغ يانغ، واصفا نظامها بأنه «قمعي واستبدادي». وقال: «وسط ما يشبه نظام عبادة لدى العسكريين، يكمن اعتقاد واهم بأن مصير القائد هو الحكم كوالد حام لشبه الجزيرة الكورية المحتلة والشعب الكوري المستعبد». وصفق النواب الكوريون الجنوبيون للرئيس الأميركي الذي تعهد بأنه لن يخشى تهديدات بيونغ يانغ، داعيا إياها إلى عدم اختبار عزم بلاده. وأجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي السادس والأقوى في سبتمبر (أيلول)، فيما أطلقت عشرات الصواريخ خلال الأشهر الأخيرة. وقال ترمب: «لن نسمح بتعريض أميركا أو حلفائنا للابتزاز أو الهجوم» أو «بأن تكون المدن الأميركية مهددة بالدمار». ولمح ترمب بما سيطلبه من بكين حيال كوريا الشمالية عبر قوله: «لا يمكنكم تقديم الدعم ولا الموارد (لكوريا الشمالية) ولا القبول» بذلك، فيما حث الصين وروسيا على تطبيق العقوبات الأممية بحق بيونغ يانغ كاملة وخفض العلاقات الدبلوماسية وقطع جميع الارتباطات التجارية والتكنولوجية بنظام كيم. وألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت مبكر الأربعاء زيارة كان يعتزم القيام بها للمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب ما أعلن البيت الأبيض. وبقي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي – إن الذي توجه إلى المنطقة قبل أن تزداد كثافة الضباب، بانتظاره عند الحدود، حيث توجد أسوار كهربائية وحقول ألغام وحواجز مضادة للدبابات. وخلال خطابه، وصف ترمب المنطقة منزوعة السلاح بـ«الخط الفاصل حاليا بين المضطهدين والأحرار»، وحيث «ينتهي الازدهار وتبدأ بكل أسف الدولة السجن الكورية الشمالية». وحكمت عائلة كيم كوريا الشمالية، الدولة الفقيرة والمعزولة بيد من حديد لثلاثة أجيال، حيث أظهرت عدم تسامحها مع أي معارضة سياسية. واتهم النظام الكوري الشمالي على مدى عقود بارتكابه سلسلة من الانتهاكات الحقوقية بينها التعذيب والاغتصاب وإعدام كل من يظهر علامات معارضة أو من يحاول الفرار من البلاد. ويعرف عنه كذلك بأنه يدير معسكرات اعتقال، حيث يعمل مئات الآلاف بشكل قسري. ويحرم كذلك سكانها، البالغ تعدادهم 25 مليونا، من الاتصال بالعالم الخارجي عبر وسائل مثل التلفزيونات الأجنبية أو الإنترنت. وبينما دان ترمب السلطات في بيونغ يانغ، إلا أنه أظهر كذلك انفتاحا حيال كيم الذي أشرف على التطور السريع الذي شهدته تكنولوجيا السلاح في بلاده. وقال، فيما وصفها بأنها رسالة مباشرة إلى زعيم الدولة الشاب: «كوريا الشمالية ليست الجنة التي تخيلها جدك. إنها جحيم لا يستحقه أحد». وأضاف: «على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبتها بحق الله والإنسان، فسنعرض عليك طريقا نحو مستقبل أفضل بكثير». ولكن على ذلك أن يبدأ عبر وقف كوريا الشمالية تطوير صواريخها الباليستية، و«نزع تام وقابل للتحقق منه بشكل كامل لسلاحها النووي»، بحسب ترمب. وحذر محللون من أن الخطاب قد يترك أثرا سلبيا في بيونغ يانغ التي تعد غاية في الحساسية حيال أي انتقادات لقادتها. وحلق صاروخان فوق حليفة الولايات المتحدة، اليابان، فيما أشارت بيونغ يانغ إلى قدرتها على تحميل صاروخ بإمكانه بلوغ الأراضي الأميركية برأس نووي.

مشاركة :