الإمارات سبَّاقة في تبني مبادرات التحول الرقمي عالمياً

  • 11/9/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: عبير أبو شمالة قال ميروسلاف دوشيك، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «المنتدى الاقتصادي العالمي»، إن نتائج اجتماعات مجالس المستقبل التي تنعقد في دبي يومي السبت والأحد المقبلين، وتضم نحو 700 من أبرز الخبراء والمفكرين في أغلبية قطاعات الأعمال، ستطرح على زعماء العالم في اجتماعات قمة «دافوس» المقبلة لتتحول إلى مبادرات قابلة للتطبيق. وأضاف دوشيك في حوار مع «الخليج» أن المنتدى من جانبه سيطلق مبادرة مهمة هذا العام ضمن فعالياته التي سيركز خلالها على فكرة «عولمة المعرفة»، في فتح المجال أمام العامة للاستفادة من أدوات خرائط التحول التي أطلقها المنتدى الاقتصادي عام 2015 للنهوض بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.تعد خرائط التحول للمنتدى الاقتصادي العالمي أداة تحليلية مبتكرة لتوعية صناع القرار و تحتوي على استراتيجيات ورؤى للاقتصاد والصناعة وأهم قضايا المجتمع واستباق التحولات التي ستؤثر في حياتنا وحياة الأجيال القادمة وقد عمل عليها أبرز الخبراء العالميين.وأكد دوشيك أن المنتدى سيعلن خلال فعاليات المجلس هذا العام عن إتاحة الخرائط أمام الجميع كنوع من الجهد الذي يبذله ضمن إطار توسعة نطاق التواصل ونقل المعرفة حول العالم، لافتاً إلى أن لقاء العام الماضي ركز على الثورة الصناعية الرابعة، أما هذا العام فيرى المنتدى أن الأهم التركيز على عولمة المعرفة بحيث يتاح للجميع الاستفادة من هذه الثورة الصناعية الجديدة، والأهم هو التركيز على انعكاسات هذه الثورة بما تحمله من جديد على حياة الناس، أي التأثير الاجتماعي لهذا الثورة، وتأثيرها كذلك في النظم والقوانين والتشريعات.وشدد على أن فكرة عولمة المعرفة تزداد أهمية في ظل التحولات على الساحة العالمية وتنامي دعوات الحمائية خاصة على مستوى الاقتصادات الأكثر تقدماً في العالم وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.وحول أكثر الدول التي بادرت للاستفادة من مقترحات مجالس المستقبل، وتوصياتها في العام الماضي، أوضح دوشيك أن الإمارات تأتي في مقدمة هذه الدول حيث صاغت الدولة العديد من المبادرات على ضوء مقترحات الخبراء العالميين الذي جمعتهم منتديات الأجندة والمجالس في السنوات الماضية.وأشار إلى أن الإمارات سباقة فيما يتعلق بمسار تبني المبادرات الجديدة، ولعل آخرها تأسيس وزارات جديدة مرتبطة بالمستقبل والبحث العلمي مثل وزارة الذكاء الاصطناعي الخطوة الرائدة في هذا المجال عالمياً، وتعكس حرص الدولة على تعزيز أسس الاقتصاد القائم على المعرفة، كما أنه من الدول التي أبدت تجاوباً فعالاً مع توصيات المجالس اليابان وراوندا.وتابع: «المنتدى أقام مركزاً للثورة الصناعية الرابعة في سان فرانسيسكو، حيث يعمل على متابعة العديد من المبادرات العالمية المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة، فعلى سبيل المثال يجري العمل مع اليابان على السيارات ذاتية القيادة، ومع راوندا على النظم والتشريعات المتعلقة بالطيرات بدون طيار».وحول الدول العربية الأخرى، ومبادراتها على مستوى الثورة الصناعية الرابعة قال دوشيك إن المنتدى التقى العديد من المسؤولين في اجتماعات دافوس الأخيرة في الأردن، لافتاً إلى أنهم جميعا أبدوا اهتماماً متنامياً بالمبادرات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي وبالشركات الناشئة العاملة في هذا المجال. وقال إنه تفاجأ بعدد الشركات الناشئة في اقتصادات المنطقة المهتمة بأنشطة الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، لافتاً إلى أن المنتدى لديه محادثات مع عدد من دول المنطقة على هذا المستوى ومنها البحرين.وتوقع دوشيك أن تحافظ الإمارات على أداء اقتصادي قوي، وقال: «رأينا مؤخراً التقارير الدولية وآخرها تقرير صندوق النقد الدولي وجميعها تبدي تفاؤلاً حيال الأداء الاقتصادي للإمارات وتتوقع نمواً قوياً في العام المقبل، يتراوح معدله بين 3 إلى 4% في 2018، مرجحاً تسارع إيقاع النمو في السنوات المقبلة مع اقتراب موعد استضافة «إكسبو 2020».واستطرد دوشيك: «المنتدى من جانبه يصنف الإمارات باعتبارها الأكثر تنافسية في المنطقة، وبين أكثر الاقتصادات تنافسية على مستوى العالم ويرجع الفضل في ذلك إلى جهود الدولة المتميزة والمتسارعة لتنويع قاعدة النمو الاقتصادي والحد من الاعتماد على النفط، الجهود التي بدأتها الدولة مبكراً وفي ظل أسعار نفط مرتفعة. وقال إن القصة الأكبر والأكثر تميزاً بالنسبة للإمارات هي المساعي الحثيثة للتحول إلى الاقتصاد الرقمي والمتجسدة في المبادرات العديدة التي تبنتها الدولة على هذا المستوى في الأعوام القليلة الماضية، والتي تضعها في مركز متقدم على مستوى المنطقة وعلى الصعيد العالمي كذلك. وأضاف أن الأمر اللافت أنه عندما ننظر إلى الشركات الناشئة المئة الأفضل على مستوى المنطقة فسنرى إن أغلبيتها في الإمارات حتى وإن لم تكن بقيادة إماراتية مرجعاً الفضل في ذلك إلى المناخ المواتي للأعمال الذي تعززه الإمارات وإلى تفوق البنية التحتية للدولة وتميزها.وقال إن شركات كبرى في المنطقة مثل الشايع والفطيم تدعم نجاح مثل هذه المشاريع وتقدم لها التمويل، وكذلك هناك مبادرات من الصناديق السيادية في الدولة لتمويل هذه الشركات.وتابع: «الإمارات إضافة إلى ما تقدم مرشحة للاستفادة من الإصلاحات والانفتاح الذي تشهده السعودية في الوقت الحاضر إذ يمثل فرصة واعدة وسوق جذاب للشركات الإماراتية».

مشاركة :