المغرب يطلق قمرا اصطناعيا لتعزيز قدراته الأمنية والتقنية

  • 11/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المغرب ثالث دولة أفريقية تملك قمرا اصطناعيا خاصا بها بعد مصر وجنوب أفريقيا. وقالت مصادر مغربية مسؤولة إن هذا القمر سيساعد في إنجاز خرائط تبوغرافية ودراسة ملاءمة المشاريع الاقتصادية والمحافظة على البيئة وتدبير الأراضي الزراعية والحفاظ على الغابات ومراقبة تأثير الكوارث الطبيعية على مخططات الدولة وتدبير الموارد المائية. كما سيساعد على وضع خرائط عمرانية وضبط التطور العمراني ومنح نوع من الاستقلالية في المعلومات. وتزامن تاريخ إطلاق القمر مع احتفالات المغرب بعيد المسيرة الخضراء، وصمم القمر الاصطناعي كل من شركة “تاليس إيلينيا سبيس”، التي تكفلت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة “إيرباص ديفانس آند سبيس”، التي اهتمت بتوفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات.ويتميز القمر المغربي بقدرته على خدمة أهداف مدنية وأمنية، ومن المتوقع أن يتم استعماله لأغراض المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.المغرب يستعد لإطلاق القمر الاصطناعي "محمد السادس باء"، الذي سيتم إرساله إلى الفضاء مطلع السنة المقبلة وكان المركز الفضائي في غويانا الفرنسية قد كشف سابقا أن القمر لم يعد اسمه “موروكان يو سات1”، إنما “محمد السادس أ”، وأعلن أن موعد إرسال هذا القمر إلى الفضاء كان ليلة الثلاثاء 7 نوفمبر 2017، عوضا عن موعد 8 نوفمبر المعلن سابقا. وكانت الاستعدادات لإرسال القمر الاصطناعي المغربي قد بدأت مرحلتها النهائية، منذ 25 أكتوبر الماضي، حين أعلنت مصادر متخصصة عن وصول القمر الاصطناعي المغربي إلى المطار الدولي “فيليكس إبوي” في “كايين” في غويانا، قادما من فرنسا، ليتم نقله برا إلى “القاعة البيضاء” في مركز الفضاء في “كورو”، من أجل إخضاعه للتجارب اللازمة قبل وضعه على مداره الفضائي. وكان أحمد رضى الشامي سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، قد كشف قبل أسابيع أن انطلاق العمل على المشروع بدأ في 2009. فيما قال وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة عباس الفاسي “أتذكر أنني اشتغلت على هذا المشروع بين 2010-2009 مع مقاولة فرنسية عندما كنت وزيرا للصناعة”. ولن يكتفي المغرب بالقمر الاصطناعي “محمد السادس أ”، إذ يوجد أيضا “محمد السادس باء”، الذي سيتم إرساله إلى الفضاء مطلع السنة المقبلة (2018)، وكلاهما قمران، يتوقع أن تكون لهما أدوار مدنية وعسكرية. وتتمثل تلك الأدوار في أن القمرين سيوفران للسلطات المغربية معطيات وصورا بدقة فائقة تصل إلى 70 سنتيمترا، وبفضلهما سيصبح المغرب ثالث بلد أفريقي يتوفر على قمر اصطناعي للمراقبة أو “التجسس”، بعد جنوب أفريقيا ومصر. وتفيد بعض المعطيات المعلنة بفرنسا أن السلطات انخرطت في تنفيذ عملية اقتناء قمر اصطناعي خاص بالمملكة منذ 2013، بالتوقيع في سرية تامة على اتفاق مع فرنسا بقيمة 500 مليون يورو، لشراء القمرين الاصطناعيين اللذين انطلق تصنيعهما في 2012، وهما من صنف عمره الافتراضي يصل إلى 5 سنوات. ويتيح صنف الأقمار التي اقتناها المغرب، حسب المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، “الحصول في 24 ساعة على صور من مختلف الزوايا ولمختلف الأغراض، بما في ذلك تحديد مواقع أسلحة البلدان العدوة”. وكشفت مصادر متخصصة أنه يرتقب أن يتم التحكم في القمرين الاصطناعيين، انطلاقا من غرفة عمليات فضائية أحدثت شرق مطار الرباط سلا، تابعة للمركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي، الذي تفترض بعض المصادر أنه يوجد تحت سلطة القيادة العليا للدرك الملكي. ويهدف القمر الاصطناعي إلى الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على طول 800 كيلومتر، فضلا عن التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية كل 6 ساعات. فيما يبلغ وزن القمر الاصطناعي 970 كلغ ويحلق على بعد 695 كيلومترا من الأرض. وعلم أيضا أن القمر سيستخدم في عمليات مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتهريب المخدرات، ومحاربة الجماعات المسلحة، وعصابات الجريمة المنظمة، وضبط تحركات القراصنة على مستوى خليج غينيا ومراقبة حدوده البحرية والبرية. وسيكون القمر، الذي سيحلق على ارتفاع 695 كيلومترا من الأرض، قادرا على التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط حيث سيقوم مغاربة بتسييره. واعتبر متخصصون في الشؤون المغربية أن الرباط تقفز نحو آفاق رائدة تجعلها في مصاف الدول المتقدمة تكنولوجيا في مجال الاتصالات. ورأى هؤلاء أن هذا الإنجاز التقني سيعزز موقع المغرب في منطقة شمال أفريقيا ويدعم شراكاته المتعددة الأغراض مع أوروبا. ولفت هؤلاء إلى المزايا العسكرية والأمنية، إضافة إلى تلك العلمية المتعلقة بقطاعات التنمية التي سترفع من مستوى التحصينات الدفاعية للمملكة المغربية من خلال تطوير القدرات العسكرية المرتبطة بأعلى مستويات تكنولوجيا الاتصال عبر الفضاء المتوفرة في العالم.

مشاركة :