تصريح وزير الخارجية القطري فيه اعتراف بالعجز عن مجاراة استراتيجية دول المقاطعة في إجبار قطر على مغادرة مربع التسويف والهروب إلى الأمام.العرب [نُشر في 2017/11/09، العدد: 10807، ص(3)]فشل أدوات قطر في إنقاذها من أزمتها الدوحة - لم يخف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري الأربعاء في الدوحة، قلق بلاده من أسلوب الدول العربية المقاطعة لها في إدارة الأزمة عن طريق “محاولة استصغارها وتجاهلها إعلاميا”. وأبدى الوزير القطري انزعاجه من تصريحات مسؤولي الدول المقاطعة لبلاده بسبب دعمها للارهاب واحتضانها لجماعاته وإشاراتهم إلى أن الأزمة مع قطر “قضية صغيرة جدا”، وقال “الأزمة الخليجية ليست صغيرة”، وإن محاولة ” تصغير الأزمة، ومحاولة التصغير من حجم قطر، والنظر للأزمة الخليجية كأزمة صغيرة، دليل على أنهم في أزمة مع الدبلوماسية الدولية ومع أنفسهم”. وقالت أوساط خليجية إن تصريحات الشيخ محمد بن عبدالرحمن تكشف تخوف قطر من أن يؤدي التصعيد السعودي ضد أنشطة إيران في المنطقة إلى التناسي الإعلامي والدبلوماسي لأزمتها ما يجعلها مقبلة على خسائر اقتصادية كبيرة، فضلا عن أن هذا الوضع سيحول دون استمرارها في تسويق خطاب المظلومية وتنويع الوساطات بهدف ربح الوقت وانتظار تغير في المزاج الإقليمي والدولي قد ينقذها من الورطة. واعتبرت الأوساط أن هذا التصريح فيه اعتراف بالعجز عن مجاراة استراتيجية دول المقاطعة في إجبار قطر على مغادرة مربع التسويف والهروب إلى الأمام، وفيه اعتراف، أيضا، بأن أدوات قطر الإعلامية والدبلوماسية واستنجادها بإيران وتركيا فشلت في أن تخرجها من الأزمة، وأن عليها أن تختار بين الاستجابة لشروط جيرانها، أو أن تعيش مقاطعة طويلة الأمد. وأشارت إلى أن كلام الشيخ محمد بن عبدالرحمن حمل أيضا تخوفا واضحا من لجوء السعودية وحلفائها إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي حين حمل الدول المقاطعة “مسؤولية تفكك مجلس التعاون” كمنظومة أمن خليجي، وأن بلاده تتمنى ألا تقع تلك الخطوة، مجددا الدعوة للحوار لحل الأزمة. ويقول متابعون للشأن الخليجي إن رهان قطر على استضافة إبراهيم الجعفري لن يحدث اختراقا في الموقف العراقي من الأزمة التي تعيشها، وهو موقف عبّر عنه رئيس الوزراء حيدر العبادي عن الخلاف، والذي مال فيه إلى النأي بالنفس، لكن الدوحة تحاول عبر التقرّب من بغداد مساندة إيران في تعطيل جهود السعودية لاستعادة العراق إلى الصف العربي. وحذر المتابعون من أن السير وراء إيران في ملفات الأمن الإقليمي سيعني آليا أن قطر انسحبت من مجلس التعاون الخليجي باتباع سياسات مناقضة لمصالحه، وأن تراكم الأخطاء سيزيد في تعقيد وضع الدوحة خليجيا.
مشاركة :