الدورة الرابعة للمؤتمر 300 خبير وباحث من تخصصات متنوّعة من كلّ من: الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، وأفريقيا، والمنطقة العربية والخليج، يتحدّثون في 26 فعالية وندوة نقاشية علمية بهدف تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المكتبات والعاملين بها حول العالم. وألقى أحمد العامري، خلال جلسة المؤتمر الافتتاحية كلمة ترحيبية أكد فيها على مكانة إمارة الشارقة في قيادة المشاريع الثقافية المتعددة والهادفة إلى تعزيز الواقع القرائي، والدور الكبير الذي تلعبه المكتبات في النهوض بالمشاريع الحضارية والثقافية للمجتمعات. وقال العامري: "يهدف التعاون المشترك بين الهيئة وجمعية المكتبات الأميركية إلى تبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات التي تخدم روّاد المكتبات والعاملين فيها على حدّ سواء، وشهدنا وعلى مدى الدورات الثلاث الماضية الكثير من الجلسات والنقاشات التي سعينا من خلالها إلى توفير منصة مناسبة لأمناء المكتبات والمختصين بها في المنطقة للاستفادة من جميع التجارب ومد جسور التواصل مع نظرائهم القادمين من الولايات المتحدة الأميركية وغيرهم من الدول الصديقة المشاركة في هذا المؤتمر للتعرف على أحدث البرامج الخاصة بتطوير هذا القطاع الحيوي". وأضاف العامري: "تلعب المكتبات دوراً كبيراً على صعيد التقدم نحو الأمام ومواكبة مسيرة التحوّل المطلوبة، ونسعى خلال هذه الدورة إلى مناقشة حزمة من المواضيع المرتبطة بإحياء دور المكتبات وتثبيت مكانتها، لإيماننا بضرورة التواصل الإنساني باعتباره جوهر العمل الثقافي، بما يخدم بقاء المكتبة كنافذة للاطلاع على مختلف الآداب والعلوم، وجسر تواصل يربط جميع الثقافات التي ساهمت في إنتاج هذه المصادر المعرفية وقدمتها للبشرية". ومن جانبه قال جيمس نيل، رئيس جمعية المكتبات الأميركية: "نعتّز بالتعاون الذي يجمعنا مع هيئة الشارقة للكتاب، وبما يمثّله معرض الشارقة الدولي للكتاب من ثقل ثقافي وأهمية استراتيجية على صعيد رعاية المشاريع الثقافية العالمية ودعمها في تأكيد واضح على مكانة الإمارة كمدينة حاضنة لمختلف الثقافات، ورافد أساسيّ للواقع الحضاري والمعرفي بشكله الحقيقي". وأضاف نيل: "المكتبات حول العالم تكافح من أجل مستخدميها على صعيد التمويل ودعم البحوث العلمية والسعي نحو إيجاد طرق تمضي من خلالها نحو التقدّم وتثبيت دورها الفاعل، ونسعى من خلال دورة هذا العام إلى التركيز على إيجاد مواد فريدة من نوعها وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة تتيح للجميع فرصة الوصول إليها، إذ لم يعد يمكن تجاوز حقيقة أن العالم يمضي باتجاهات تقنية وتكنولوجية غاية في التطور لذا من الضروري أن نستفيد من هذا الواقع بما يخدم تقديم المعرفة للمجتمعات". ولفت نيل إلى وجود العديد من القضايا اللازمة لطرحها على طاولة البحث والمناقشة، مشيراً إلى ضرورة الاعتناء بالبحوث الرقميّة والتعليم الالكتروني والاقتراب أكثر من المحتويات المتاحة على شبكة الإنترنت للوصول إلى خيارات أكثر تكاملاً وتوظيفها خدمة للكتاب وواقع الثقافة الانسانية. وشهد اليوم الأول عقد جلسات نقاش حوارية ضمن إطار (برامج متزامنة) في قاعة الفكر، استعراض فيها البروفيسور عماد صالح من جامعة الملك عبدالعزيز – السعودية آليات تمكين الابتكارات المحليّة في المكتبات المدرسية، والعامة، وتعزيز التفكير الإبداعي. كما شهد اليوم الأول تنفيذ مبادرات "مصادر تعليمية مفتوحة ذات الكفاءة في المكتبات الأكاديمية"، قدمتها ماريلين بيلينغز أمين مكتبة للاتصالات العلمية والمبادرات الخاصة جامعة ماساتشوستس، توقفت خلالها عند مفهوم "المصادر التعليمية المفتوحة" وتجارب بعض الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في تطبيقها. واستضاف ملتقى الكتاب ضمن برنامج المؤتمر حوارات تفاعلية شارك فيها كارين إي فيشر البروفيسور في جامعة واشنطن، اطلع خلالها الطلاب على البرامج الحيوية للمكتبات، فيما طرحت جلسة "معرفة البنية على مشاريع مكتبة المدرسات" التي تقدمها ويندي غارلاند، وتود بيرلسون، الآليات المناسبة والعملية التي يمكن فيها للطلاب أن يتعاونوا مع مسؤولي المكتبات لتقديم حلول إبداعية في إدارة المحتوى والتصنيف. عبدالسلام فاروق abdelsalamfarouk@yahoo.com
مشاركة :