الأمم المتحدة: الغوطة الشرقية لدمشق تواجه كارثة كاملة

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، أمس (الخميس)، إن 400 ألف شخص محاصرون في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق، ويواجهون «كارثة كاملة» نظراً لمنع وصول المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن مئات الأشخاص في حاجة لإجلاء طبي عاجل.وأضاف للصحافيين في جنيف بعد اجتماع عادي بشأن مهام الأمم المتحدة الإنسانية في سوريا أن سبعة مرضى توفوا بالفعل لعدم إجلائهم من الغوطة الشرقية، وأن 29 آخرين على شفا الموت بينهم 18 طفلاً.وقال يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لسوريا أمام الصحافيين: «نحو 400 رجل وامرأة وطفل - ثلاثة أرباعهم نساء وأطفال - يجب أن يتم إجلاؤهم الآن»، موضحاً أن 29 منهم بينهم 18 طفلاً «سيموتون في حال عدم إجلائهم».ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، دعوة إيغلاند الجيش السوري وفصائل المعارضة إلى تطبيق «وقف إطلاق نار الآن» في هذه المنطقة بهدف تسهيل عمليات الإجلاء الطبية.وقال إيغلاند في تصريح صحافي في جنيف إن الأشخاص الـ400 «موجودون حالياً في عيادات وملاجئ ومستشفيات ميدانية في المدن والقرى المحاصرة في الغوطة الشرقية»، وبينهم كثير من الجرحى، وإصابتهم خطرة، وكذلك أطفال يعانون من سوء تغذية حاد، خصوصاً لأن أمهاتهم «ضعيفات إلى حد لم يعد بإمكانهن الإرضاع».وأضاف: «يجب إجلاؤهم» من الغوطة الشرقية.وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض تصعيد في مايو (أيار)، في إطار محادثات آستانة، برعاية كل من روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.وتراجعت وتيرة القصف على دمشق والغوطة الشرقية مع بدء سريان اتفاق خفض التصعيد عملياً في الغوطة في يوليو (تموز)، ونتيجة اتفاقات عدة مع النظام السوري تم بموجبها إجلاء آلاف من مقاتلي المعارضة من مدن عدة في محيط العاصمة، ومن أحياء عند أطرافها.لكن المساعدات الإنسانية لا تصل إليها إلا بكميات قليلة جداً وتتطلب تصريحاً من النظام، فيما سجلت فيها مئات حالات سوء التغذية الشديد في الأسابيع الماضية.وتابع إيغلاند بحسب «رويترز»: «قدمنا تقريراً شديد القتامة من جانب الأمم المتحدة. أشعر وكأننا نعود الآن لبعض من أسوأ أيام الصراع مرة أخرى... الخوف أننا نعود الآن لمدنيين محاصرين وسط تبادل لإطلاق النار في كثير من المحافظات في وقت واحد».وقال عن المنطقة المحاصرة من الجيش: «الوضع في الغوطة أسوأ منه في أي مكان آخر». وأضاف أن المنطقة الواقعة إلى الشرق من دمشق «مغلقة بالكامل» منذ سبتمبر (أيلول) مما يترك قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة وعمليات الإجلاء التي تمثل شريان حياة مهماً في مواجهة «جدار بيروقراطي من التقاعس».ومضى يقول: «لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل. إذا تمكنا من توصيل نسبة ضئيلة فقط من المطلوب فسنواجه كارثة كاملة».وأضاف: «ماذا عن وقف لإطلاق النار الآن في هذه المنطقة وضوء أخضر لكل عمليات الإجلاء الطبية؟!».وتابع أنه بالإضافة إلى المصابين في القتال فإن هناك أعداداً متزايدة من الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد، وهو ما يعني أنهم قريبون جداً من الموت. وقال إيغلاند إن الأمم المتحدة تحاول منذ مايو (أيار) القيام بعملية إجلاء طبية واسعة النطاق، لكن حتى الآن لم يتسنّ إجلاء سوى نحو عشرة مرضى. وأضاف: «لدينا تأكيد بأن سبعة مرضى توفوا لأنه لم يتسنّ إجلاؤهم وبينهم أطفال».وندد أيضاً بنقص المساعدات الإنسانية في الغوطة الشرقية، فيما يتزايد عدد الأطفال المصابين بسوء تغذية. وحذر من «كارثة» في حال عدم التمكن من إيصال المساعدة اللازمة.وقال إيغلاند: «لماذا يمنع رجال في الخمسينات والستينات من العمر مثلي النساء والأطفال من الحصول على الخدمات الطبية التي ستنقذ حياتهم؟ هذا أمر يفوق خيالي. قد يتغير الأمر غداً».والتقى مسؤولون من روسيا وسوريا والأمم المتحدة في دمشق في محاولة للخروج من المأزق في الغوطة الشرقية. وبالنسبة لنحو 55 ألف مدني محاصرين عند الحدود الأردنية في منطقة مهجورة يطلق عليها بيرم.وقال إيغلاند: «الاجتماع الأول لم يسفر بعد عن كل النتائج الملموسة التي نحتاج إليها، لكن لدينا شعوراً قوياً بأن الاتحاد الروسي يريد لنا الوصول ويريد مساعدتنا، لذا نأمل أن تسفر هذه الآلية الثلاثية عن نتائج».ولم توزع أي مساعدات في منطقة بيرم منذ يونيو (حزيران) لكن الولايات المتحدة وروسيا وآخرين عملوا على خطة مفَصَّلَة لتقديم مساعدات من دمشق.ورغم الجهود الدبلوماسية لإقامة «مناطق خفض تصعيد» لا يزال القتال يدور في عدة مناطق، بما في ذلك حلب وإدلب ودير الزور وحماة، ويُحاصر المدنيون خلال تبادل إطلاق النار.

مشاركة :