السعودية والكويت تدعوان رعاياهما إلى المغادرة

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبو ظبي - رندة تقي الدين؛ بيروت - «الحياة» تلاحقت تداعيات استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي التقى في دارته في الرياض عدداً من السفراء والديبلوماسيين الغربيين أمس وقبله، وأخذ بعضُ التطورات المتصلة بها طابعاً دراماتيكياً على الصعيد الخارجي، فزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرياض للبحث مع قيادتها في الأزمة. وواصل رئيس الجمهورية ميشال عون مشاوراته مع الفاعليات اللبنانية، مكرراً موقفه بأنه لن يقبل استقالة الحريري قبل عودته إلى لبنان. وسبق ذلك في الرياض تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، جاء فيه أنه «بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية». كما دعت وزارة الخارجية الكويتية رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً. (للمزيد) وشرح مسؤول خليجي رفيع لـ «الحياة» في أبو ظبي، الموقف الخليجي من استقالة الحريري وقال: «لا يمكن رئيس حكومة لبنانياً أن يشرعن سياسة إيران وحزب الله». واعتبر أن «الطريقة التي كانت تسير فيها الأمور في الحكومة التي ترأسها الحريري غير مقبولة لأنها أدت إلى الموافقة على ما يريده حزب الله بأدنى ثمن». ورأى أن «على رئيس الجمهورية أن يتنبه إلى أن مصالح المسيحيين في لبنان تتعارض مع ما يبنيه حزب الله». وعما إذا كان يتوقع تدهوراً في لبنان قال: «لا أعرف، لكن لبنان عاش من دون رئيس لسنتين وهذا لم يؤد إلى تدهور». ولفت إلى أن عون أثبت أن مصيره السياسي بالغ الارتباط بـ «حزب الله» في أمور كثيرة. وأضاف: «نعتقد من منظور خليجي أن من غير الممكن أن نسمع جزءاً مكوِّناً من الحكومة في لبنان يتهجم يومياً على البحرين والكويت والإمارات في اليمن، حيث يلعب دوراً فيه، ونبقى صامتين». ورأى أن «على لبنان أن يدرك أنه كلما كان محايداً كان هذا أفضل له». كما انتقد مسايرة الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري «حزبَ الله». وأصدرت كتلة «المستقبل» النيابية بياناً مشتركاً مع المكتب السياسي لـ «تيار المستقبل»، أكدا فيه أن عودة رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «تيار المستقبل» ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام إلى التوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللشرعيتين العربية والدولية. وكان الرئيس عون التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي وتناولا الأوضاع الراهنة. وعلمت «الحياة» أن الراعي حسم موضوع زيارته السعودية مطلع الأسبوع المقبل، وأبدى رغبته أمام الرئيس عون في لقاء الرئيس الحريري إذا كان لا يزال في الرياض. وقال متحدث باسم البطريرك لـ «رويترز» إنه تلقى رداً إيجابياً من مسؤولين سعوديين بشأن لقاء الحريري الذي سيتم من حيث المبدأ». وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قال في رده على سؤال «الحياة» حول استقالة الحريري واحتمال محاصرة لبنان: «لبنان صديق فرنسا، وقد استقبلت الرئيس عون منذ بضعة أسابيع لأن علاقتنا بلبنان تاريخية وبنيوية ومهمة، وهو البلد المتنوع بتعدديته الذي تحتاج إليه المنطقة، وهو نموذج، وأنا مدرك التوترات الحاصلة في المنطقة، وأن المسار المؤسساتي الذي تقدم خلال الأشهر الماضية أتاح تخفيف التوترات، ولا يمكنني أن أعلق على استقالة الحريري، لكن أتمنى تذكير الجميع في المنطقة بأن مصلحتنا هي أمن لبنان واستقراره، وأتمنى أن يتمكن هذا البلد من البقاء قوياً مع مؤسسات قوية على أن يكون له بسرعة رئيس حكومة جديد وأن يتم المسار الانتخابي كما التزم به الرئيس عون، وهو أحد أهداف زيارتي السعودية التي قررتها صباح اليوم (أمس) لأتعرف إلى ولي العهد وأتكلم معه عن قضايا المنطقة، وبالتحديد لبنان واليمن، فيبدو لي أنه بالغ الأهمية لنا أن نعمل مع السعودية من أجل استقرار المنطقة ومن أجل مكافحة الإرهاب، وسأذكر أهمية أن يكون لبنان مستقراً وآمناً». وفي رده على سؤال آخر حول ما إذا كان هناك اتصال بينه وبين الحريري، قال إنه كان هناك اتصال غير رسمي مع الحريري». من جهة أخرى، حذر «تيار المستقبل» من «سيل من الإشاعات والأخبار المفبركة التي تتناول الرئيس الحريري والمملكة العربية السعودية من مواقع وصفحات وحملات مشبوهة تُستخدم بخبث للترويج لأكاذيب تبثها أقلام مأجورة». وغرّد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان عبر «تويتر» أمس، قائلاً: «كل الإجراءات المتّخذة تباعاً وفي تصاعد مستمر ومتشدد حتى تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي».

مشاركة :