داخل أروقة صالة «الجيم» بنادي 23 يوليو يدلف عجوز في عامه الـ 96، يبدأ دون عناء في تدريباته منفردًا وكأنه لا يزال في العشرينات من عمره، وسط تشجيع من أحفاده وانبهار من الشباب حوله، هو مشهد أعتاد عليه أهالي منطقة طلعت حرب بالمحلة الكبرى منذ سنوات. يحرص محمد علي البخ، المولود في عام 1921 بمنطقة مسجد جاويش في المحلة الكبرى، على ممارسة الرياضة داخل صالة «الجيم» رغم عمره المتقدم، في مشهد من النادر تكراره على المدى البعيد، وهو ما يكشف كواليسه الحفيد أحمد فرغل لـ«المصري لايت». يقول «فرغل» إن جدّه كان لاعبًا لرفع الأثقال في شبابه، وبدأ مسيرته في مركز شباب المحلة، واستطاع في تلك الفترة تمثيل منتخب الغربية محققًا لقب المملكة المصرية آنذاك. انتقل «البخ» بعدها إلى نادي 23 يوليو، وتمكن من الحصول على بطولات محلية فترة الوحدة بين مصر وسوريا في ستينيات القرن الماضي، مسيرة طوى صفحتها في بداية السبعينيات، حينما اقتحم مجال التدريب متوليًا مهام إعداد رُبّاع مركز شباب المحلة، ثم انتقل إلى نادي درب الصباغة، وأخيرًا نادي 23 يوليو، مع إشرافه على بقية أندية الغربية. عائلة «عم محمد» رياضية بامتياز، فشقيقه كان ربّاعًا، وأولاده، وأحفاده بمن فيهم «فرغل» نفسه، وأولاد أحفاده كذلك، كما استطاع من خلال قيادته الفنية لمختلف أندية الغربية تمثيل مصر في 14 بطولة دولية حسب رواية حفيده. أوضح «فرغل» أنه منذ اعتزال جده لرفع الأثقال لم ينقطع عن التوجه إلى صالة «الجيم»، مواظبًا على ممارسة الرياضة بشكل دوري حتى بعد تجاوزه حاجز الـ 90 عامًا: «طول ما صحته سليمة ومتواجد في النادي بيلعب، وما بيغيبش ولا يوم». لكبر سنه ثقلت حركة «عم محمد» مؤخرًا، أمر أجبره على الانتقال إلى منزل ابنته بمنطقة طلعت حرب لترعاه، في حين تبعد صالة «الجيم» عن محل إقامته بمسافة والتي تبعد بمسافة 100 متر فقط بنادي 23 يوليو، وأردف «فرغل»: «هو مشهور جدًا في المنطقة باللي بيعمله.. حاجة تشرف». لا يعاني «عم محمد» من أي مرض رغم سنه الكبير، ويقول «فرغل»: «تخيل ما عندوش لا ضغط ولا سكر!»، منهيًا روايته: «هو بيركب الفيزبا ورايا أوصله الجامع يخش يصلي».الكابتن محمد البخ الكابتن محمد البخ
مشاركة :