ليلة الحزن الدامي

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في أحيانٍ كثيرة؛ قد تختلج في أنفسنا مشاعر الحزن فنقف مبهوتين كالبكم٠ وربما مشلولين لانستطيع الحركة،، تلك هي ليلة الغياب السرمدي. ليلة تراجيديا الموت بكل قسواته، وسطواته ومراراته وأوجاعه وجروحه الغائرة العميقة٠ التي استوطنت شرايين القلوب وثنايا الأحشاء.إنها ليلة الأحد الدامي وسط سفوح جبال عسير٠تلك الليلة التي اختلط الدم فيها بدموع غزيرة متحدرة٠ إنها حقيقة الموت التي أغلقت الكلام قبل الهاتف،، هاهي الأرواح تتوشح بأردية الحزن والألم لرحيل أمير الإنسانية منصور بن مقرن ومرافقيه إثر تحطم الطائرة المشؤومة،، كم أضنى الفؤاد رحيلكم ولا أعلم هل أرثي نفسي لرحيلكم أم ارثي من كان يبكيكم ؟لقد اضحيتم موتى في أضرحتكم ودموعنا كانت أكفانكم،، ودّعنا الأمير والأمين والمحافظ ومرافيقهم دون وداع .وتركوا فينا دمعتين سكنت القلوب قبل العيون…رحل أساطين التطوير والتغيير والإصلاح الإيجابي٠ رحلوا بعد أن غرسوا في أنفسنا الحب واللهفة والتضحية وعشق الوطن،،، بدليل تلك المشاريع المنفذة والقائم منها على التنفيذ،، لكن حطت الأقدار بين السطور معلنة موعد الرحيل، وعلى درب الفراق دقت الأجراس ساعة المساء٠ أتى الموت مسرعاً! أتى ذالك الزائر الجبار، ليدمي المقل ويبكي العيون ويقطع الأفئدة بين الصدور لرحيل الأمير منصور ورفقته،،سنظل نغترف من بحر ذكرياتكم .كيف لا وقد شاطرتم تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة. كيف لا وأنتم القدوة الحسنة وأرواحنا النابضة،، بالحب كنتم نقطة إنطلاق وإنتهاء لقصة عشق غمرها الوفاء والتفاني والإخلاص ليبقى عبق ذكرياتكم يعانق تجاويف الخلجات،، الكلمات لاتكفي عن وصفكم ولا السطور تتسع لتعبر عن ألم ولوعة فقدكم وفراقكم، وتركتم لنا في القلب غصة كامنة دائمة، وفي العين دمعة حائرة قائمة،، رحلتم وفي أيديكم سلاح التضحية والوفاء. رحلتم شامخين فوق الجبال التي تتمنى رؤياكم وتشتاق وطأت اقدامكم ،رحلتم تحت جسد الأرض التي اعتادت ظلال نخوتكم،، بكت الجنوب وبكت عسير وجبالها وبكت تهامة وسهولها وروابيها، وبكى الكبير قبل الصغير وكذا الطفل الرضيع على فقد رفقاء التطوير. وأضحى الحزن رفيق الطير في وكناتها،،فعليكم رحمة من الله يامن كنتم امتداد للوفاء والسخاء وإلى جنات الخلد مثواكم .

مشاركة :