موسكو - يعمل المشرعون الروس لإقرار إجراءات تلزم وسائل الإعلام الأميركية العاملة لديها على التسجيل على أنها بمثابة "عملاء أجانب" على أن تصدر الأسبوع المقبل وذلك ردا على ضغوط واشنطن التي أجبرت قناتها التلفزيونية "روسيا اليوم" على القيام بالشيء ذاته في الولايات المتحدة. ويمكن أن تتأثر أيضا شبكات التواصل الاجتماعي الأميركية إذ أن المؤسسات الاخبارية الأميركية سيكون عليها الإشارة إلى أنها "عميل أجنبي" على صفحاتها على هذه الشبكات، حسب ما صرح نائب رئيس الدوما بيوتر تولستوي. وقال تولستوي "سيتم اتخاذ اجراءات ردا من أجل فرض القيود نفسها التي يحاول الأميركيون فرضها على وسائل الاعلام الروسية"، كما نقلت عنه وسائل الاعلام الروسية. ويمكن أن تشكل هذه الإجراءات التي يتم الاعداد لها قبل الانتخابات الروسية في مارس/اذار، ضربة قوية للعلاقات الأميركية الروسية المتوترة بالفعل. وكلف رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين بتحديث التشريعات الموجودة بالفعل بعد أن أجبرت واشنطن تلفزيون روسيا اليوم الحكومي على التسجيل كـ"عميل أجنبي" في الولايات المتحدة قبل الاثنين المقبل. وقال فولودين إنه "سيكون مؤاتيا تحديد اجراءات رد تتيح الدفاع عن مواطنين أمام التدخل السافر الذي تمارسه وسائل الاعلام الأميركية في الأراضي الروسية". وتابع أن الاجراءات الجديدة التي من المحتمل أن تؤثر على عشرات من المؤسسات الاخبارية الأميركية العاملة في روسيا ومن بينها محطتا سي ان ان وصوت أميركا، يمكن أن يتم تبنيها في قراءة أولى لمشروع القرار الأربعاء وفي جلسة ثالثة ونهائية الجمعة المقبل. وتقول الولايات المتحدة إنها تواجه سيلا من الأخبار المزيفة من وسائل الاعلام الروسية ومن بينها روسيا اليوم ووكالة أنباء سبوتنيك، إذ تتهمهما بالسعي للتدخل في الشؤون الداخلية الأميركية. وغالبا ما تتهم واشنطن روسيا اليوم بالدعاية لصالح الكرملين كما كانت موضع شبهات في تقرير للاستخبارات الأميركية صدر في مطلع العام الحالي حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. وقال فولودين إن "ما تفعله السلطات الأميركية اليوم يعد انتهاكا لحقوق مدنية أساسية ولحرية التعبير". وكتب تولستوي على فيسبوك، مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي لن تحتاج للتسجيل على أنها بمثابة عملاء أجانب. وقال إن الإجراءات المتوقعة "لا تعني أن أحدا سيؤثر على فيسبوك أو تويتر". وأعلن تلفزيون روسيا اليوم الحكومي الجمعة أنه سيتسجل على أنه "عميل أجنبي" في الولايات المتحدة وأنه سيتقدم في الوقت نفسه بشكوى أمام القضاء احتجاجا على هذا الأمر الصادر عن السلطات الأميركية. وقالت القناة إن وزارة العدل الأميركية أمهلتها حتى الاثنين من أجل الامتثال إلى قانون "تسجيل العملاء الأجانب" والذي يفرض على كل شركة تمثل دولة أو منظمة أجنبية تقديم كشف حساب دوري إلى السلطات الأميركية حول علاقاتها مع هذه الدولة أو المؤسسة تحت طائلة تجميد حساباتها. ونددت رئيسة تحرير التلفزيون مرغريتا سيمونيان الخميس بمطالب واشنطن اذ اعتبرت أنها غير شرعية معلنة أن التلفزيون سيرفع دعوى ضدها أمام القضاء. وقالت سيمونيان "هذه المطالب ليست فقط مخالفة للقانون وسنثبت ذلك أمام القضاء، بل هي أيضا متحيزة وتخالف مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير"، بحسب ما نقل عنها تلفزيون روسيا اليوم. وتابعت أن المطالب "تحرمنا من المنافسة الحرة مع القنوات الدولية الأخرى غير المسجلة على أنها عميل أجنبي". وأشارت إلى أن القرار يفرض "عددا هائلا من القيود" على عمل القناة في الولايات المتحدة، إذ ستضطر لتقديم تقارير عن اجراء مقابلات مع المواطنين ونشر وثائقها الداخلية ورواتب وعناوين موظفيها. "رد انتقامي" وقررت شبكة تويتر الأميركية في أواخر أكتوبر/تشرين الأول منع حسابات روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك الروسية من بث محتوى مدفوع. وأعرب الكرملين عن اسفه للقرار، معتبرا أن تويتر ضحية "أحكام مسبقة" حول وسائل الاعلام الروسية. وندد الكرملين مرارا بـ"الضغوط غير المسبوقة" التي تتعرض لها وسائل الاعلام الروسية في الولايات المتحدة وهدد بفرض قيود قانونية جديدة على وسائل الاعلام الأميركية العاملة في روسيا خصوصا صوت أميركا وأوروبا الحرة راديو الحرية اللتين يمولهما الكونغرس الأميركي. وفي سبتمبر/ايلول، اشتكت سيمونيان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الضغوط على وسائل الاعلام الروسية العاملة في الولايات المتحدة. وقال بوتين حينها "حيثما نرى خطوات ثابتة للحد من أنشطة اعلامنا، سيكون هناك رد انتقامي".
مشاركة :