يقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيارة لروسيا بعد غد، «حيث يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، لبحث عدد من الموضوعات في مقدمتها التطورات في سوريا».وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية التركية، سيبحث إردوغان، الذي يزور روسيا بدعوة من بوتين، في الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها التطورات في سوريا.وكان مستشار السياسات الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف صرح، الأربعاء، بأن موضوع سوريا سيكون على رأس جدول أعمال اللقاء المرتقب بين إردوغان وبوتين بمدينة سوتشي. وهذا هو اللقاء الثاني بين إردوغان وبوتين بعد لقائهما في أنقرة بدعوة من إردوغان في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث بحثا التطورات في سوريا والعراق.وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن إردوغان يبحث مع بوتين سير اتفاقية مناطق خفض التوتر في سوريا، حيث نشرت تركيا عناصر من قواتها داخل إدلب، ومرحلة التسوية السياسية التي من المنتظر إطلاقها بعد ذلك.وكانت أنقرة رفضت مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي دعت روسيا لعقده في سوتشي خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية، إن تركيا أبلغت اعتراضها لموسكو التي قررت تأجيل المؤتمر لحين الاتفاق على الأطراف التي تشارك فيه.في سياق متصل، قالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية إن رئيس الوزراء بن علي يلدريم أبلغ الإدارة الأميركية قلق بلاده من استمرار دعم «حزب الاتحاد الديمقراطي» وتسليح ذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية)، خلال لقاءاته في واشنطن التي اختتمها بلقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس.واعترضت تركيا مراراً على قيام أميركا بتسليح «الوحدات» الكردية التي تعتبرها واشنطن حليفاً موثوقاً في الحرب على «داعش».في السياق ذاته، قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، إنه أبلغ نظيره الأميركي جيمس ماتيس خلال لقائهما على هامش اجتماعات وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل بأن عناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» الناشطين في الشمال السوري هم ذراع لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.وأضاف جانيكلي أنه زود نظراءه الذين التقاهم خلال اجتماعات «ناتو»، بمعلومات كافية، تثبت صلة حزب الاتحاد الديمقراطي بـ«العمال الكردستاني»، لافتاً إلى أن الأسلحة المقدمة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا تجاوزت حتى الآن 3 آلاف شاحنة، وأن ذلك لا يتناسب مع شكل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.وجدد جانيكلي تأكيده على أنّ جميع المنظمات الإرهابية ستكون مستهدفة من قبل بلاده، وأنه أبلغ نظراءه خلال اجتماعات الناتو بأن استخدام كل السبل في القضاء على العناصر الإرهابية، حق تمنحها إياه القوانين الدولية.وبشأن إدلب، أكد جانيكلي أن الهدف الرئيسي لبلاده من دخول محافظة إدلب السورية وإقامة نقاط مراقبة بداخلها، هو إحلال السلام والاستقرار فيه، لافتاً في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى أن أنقرة تلجأ إلى جميع الوسائل قبل الخيار العسكري من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في إدلب.وأضاف أن بلاده ستؤسس 12 نقطة مراقبة في إدلب السورية، وفق ما تنص عليه قرارات مباحثات آستانة، لافتاً إلى أنه تم حتى الآن إنشاء نقطتين منها، فيما توشك الثالثة على الانتهاء.على صعيد آخر، اغتيل الناشط السوري محمود دعبول مساء أول من أمس (الخميس) بمدينة عثمانية جنوب تركيا، التي كان قد انتقل إليها بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في أبريل (نيسان) 2016.وبحسب صحيفة «ميلليت» التركية، فإن مجهولاً أطلق النار على دعبول وهو يهم بالدخول إلى منزله في حي رؤوف بيه بمدينة عثمانية حيث يقيم مع عائلته، حيث أصابه الطلق الناري في رأسه من الخلف.وقال شهود عيان إنهم لاحظوا شاباً يركب دراجة كهربائية هو من أطلق النار على الناشط دعبول ثم لاذ بالفرار، وقد حاول الفريق الطبي الذي وصل إلى المنطقة بعد لحظات إنقاذ حياة دعبول، لكنه توفي عقب وصوله إلى المستشفى مباشرة.وبدأت الشرطة التركية البحث عن شاب سوري تشتبه السلطات بأنه هو من يقف خلف عملية الاغتيال، لأنه وبحسب شهود عيان هو من أطلق النار ثم لاذ بالفرار على دراجة كهربائية.
مشاركة :