تظاهر مئات الآلاف من الكاتالونيين، السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني، في برشلونة للمطالبة بالإفراج عن قادتهم المحتجزين بسبب تأييدهم الانفصال عن إسبانيا، عقب استفتاء أدخل البلاد في أزمة سياسية كبرى. وقدرت شرطة البلدية عدد المشاركين بـ750 ألفاً. وانطلقت المسيرة من برشلونة عاصمة كاتالونيا عند الرابعة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش غداة الإفراج عن رئيسة برلمان كاتالونيا الانفصالية كارمي فوركاديل بكفالة بلغت 150 ألف يورو. وفوركاديل واحدة من عشرات الشخصيات النيابية التي أقالتها مدريد الشهر الماضي. وتجمع الآلاف في شارع قريب من مقر البرلمان الكاتالوني ملوحين بأعلام استقلال كاتالونيا ومرددين "حرية"، فيما حمل آخرون لافتات تطالب بإنقاذ الديمقراطية. وشكّل أطفال يعتمرون خوذ الدراجات الأبراج البشرية التقليدية في الإقليم، فيما حمل آخرون لافتات حملت رسوماً كاريكاتورية لعدد من النواب المسجونين. وأثارت الأزمة الكاتالونية ومصير سكان الإقليم البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة قلق الاتحاد الأوروبي الذي يسعى كذلك للتوصل الى اتفاق مع بريطانيا بشأن ملف خروجها من التكتل. وعمدت أكثر من 2400 شركة الى نقل مقارها من الإقليم. والأربعاء تسبب إضراب عام دعا اليه اتحاد نقابي مؤيد للاستقلال باضطراب حركة السفر، مع قطع 60 طريقاً وخط سكك حديد من ضمنها الطريق السريع الرئيسي الذي يربط إسبانيا بفرنسا وباقي دول القارة الأوروبية. ويتعرض مؤيدو الانفصال عن إسبانيا لضغوط شديدة من الحكومة المركزية الإسبانية منذ إعلان البرلمان في كاتالونيا، المنطقة الغنية والتي لديها لغة وثقافة خاصتان، الاستقلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر عقب استفتاء حظرته مدريد. وأقالت مدريد الرئيس الانفصالي لإقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون وحكومته والبرلمان وعلقت الحكم الذاتي للإقليم ودعت الى انتخابات جديدة في 21 كانون الأول/ديسمبر. وندّدت أدا كولاو، رئيسة بلدية برشلونة التي تحظى بشعبية كبيرة واليسارية غير المؤيدة للانفصال بحكومة بوتشيمون وطريقة عملها. وقالت رئيسة البلدية في اجتماع لأعضاء حزبها السبت: "لقد تسببوا بتوترات وقاموا بإعلان للاستقلال أحادي ترفضه الغالبية". وأضافت كولاو: "لقد خدعوا الشعب من أجل مصالحهم الخاصة". ولا يزال 8 وزراء سابقين في الحكومة الكاتالونية المقالة قيد التوقيف بتهم إثارة الفتنة، والعصيان وإساءة استعمال الأموال العامة. في المقابل أفرجت المحكمة العليا الإسبانية بكفالة هذا الأسبوع عن 6 نواب كاتالونيين من ضمنهم فوركاديل بتهم مماثلة. ورئيس كاتالونيا المُقال كارليس بوتشيمون موجود في بروكسل بعدما لجأ اليها منذ 30 تشرين الأول/أكتوبر مع 4 من الأعضاء السابقين في حكومته المُقالة، بانتظار صدور قرار قضائي قد يأمر بترحيله الى مدريد بعد أن صدرت بحقه مذكرة توقيف أوروبية بناء على طلب القضاء الإسباني."نريد الحرية" ويقول بوتشيمون ومعه الوزراء السابقون الأربعة إنهم لجأوا الى بروكسل لأنهم لن يلقوا محاكمة عادلة في بلدهم. ودعا بوتشيمون المتظاهرين الكاتالونيين السبت الى إيصال "صرخة موحدة". وقال الزعيم الانفصالي في رسالة بثها التلفزيون الكاتالوني "تي في 3": "رغم أن بعضنا بعيد والآخرين في السجن، إلا أن لدينا موعداً للتعبير بصوت مشترك وقوي وواضح، عن أننا نريد الحرية والديمقراطية ونريد أن يعود الى منازلهم كل من هم في السجن أو في الخارج". وجاءت تظاهرة السبت تلبية لدعوة الجمعية الوطنية الكاتالونية وأومنيوم وهما جمعيتان انفصاليتان كبيرتان، وذلك للمطالبة بالإفراج عن رئيسيهما المسجونين خصوصاً بتهمة "العصيان" و8 وزراء في الحكومة المُقالة إثر إعلان الاستقلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر. ويقول بوتشيمون إنه انتقل الى بروكسل بعد إعلان الاستقلال بهدف لفت انتباه المجتمع الدولي الى المعاملة التي يلقاها الانفصاليون في إسبانيا. إلا أن الاتحاد الأوروبي، القلق من أن تؤدي مطالبة كاتالونيا بالاستقلال الى إثارة توترات انفصالية في عدد من الدول الأعضاء فيه، كرر مراراً دعمه حكومة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي وكيفية تعاملها من الأزمة. ومن المتوقع أن يزور رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، الأحد، برشلونة، في زيارة هي الأولى منذ أزمة إعلان الاستقلال، لدعم مرشحي حزبه، الحزب الشعبي، للانتخابات المقررة الشهر المقبل.
مشاركة :