أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات تتبنى نموذجاً مرناً للمستقبل، لإحداث نقلة نوعية على مستوى القطاعات الحيوية كافة، التي تلامس حياة الناس. وقال سموه، لدى لقائه رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، أمس، إن دولة الإمارات تتبنى صناعة المستقبل، وتوظف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بالشكل الأمثل الذي يدعم الارتقاء بحياة المجتمعات والشعوب. وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جانباً من فعاليات وأعمال الدورة الثانية لاجتماعات «مجالس المستقبل العالمية»، التي انطلقت فعالياتها في «مدينة جميرا» بدبي، أمس، بمشاركة نحو 700 عالم ومستشرف ومسؤول من 75 دولة، يبحثون في 35 مجلساً، مستقبل القطاعات الحيوية الأكثر اتصالاً وتأثيراً في حياة الإنسان. وكان سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، شهد أمس، انطلاق أعمال الدورة الثانية لمجالس المستقبل العالمية. مجالس المستقبل نائب رئيس الدولة: • «أسئلة المستقبل الكبرى تُحتّم على الحكومات والمنظمات الدولية، ورواد الأعمال، تبني أساليب جديدة أكثر مرونة وفاعلية وقابلية للتطور». وتفصيلاً، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ظهر أمس، جانباً من فعاليات وأعمال الدورة الثانية لاجتماعات «مجالس المستقبل العالمية»، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، والتقى سموه عدداً من المشاركين في الاجتماعات. وأكد سموه، لدى لقائه رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، أن دولة الإمارات تتبنى صناعة المستقبل، وتطوير نماذج عمل تتلاءم مع متطلباته، وتوظف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بالشكل الأمثل الذي يدعم الارتقاء بحياة المجتمعات والشعوب. وقال سموه إن أسئلة المستقبل الكبرى تحتم على الحكومات والمنظمات الدولية، ورواد الأعمال، تبني أساليب جديدة أكثر مرونة وفاعلية وقابلية للتطور. وتابع سموه: «نحن في دولة الإمارات نتبنى نموذجاً مرناً للمستقبل، لإحداث نقلة نوعية على مستوى القطاعات الحيوية كافة، التي تلامس حياة الناس، ونتطلع للوصول إلى مرحلة يكون فيها المستقبل واضحاً، عبر تعلم لغته واستخدام أدواته وصناعته، اعتباراً من اليوم». وأضاف سموه أن الاجتماعات السنوية لـ«مجالس المستقبل العالمية» تمثل عنصراً داعماً وعاملاً مؤثراً في النهوض بواقع القطاعات الحيوية، وتطوير النماذج التي تدعم أنماط الحياة البشرية، وتعد المجتمعات للمستقبل. حضر اللقاء سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، محمد بن عبدالله القرقاوي، وعدد من المسؤولين. وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر والرؤى حول سبل تحويل توصيات المجالس ونقاشاتها إلى برنامج عمل، تتبناه الحكومات والمنظمات والشركات حول العالم، ما يسهم في تحقيق انتقال سلس وسريع للمستقبل، ويمكن المجتمعات من مواكبة تطوراته والتكيف معها بالشكل الأمثل. الثورة الصناعية الرابعة إلى ذلك، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، محمد بن عبدالله القرقاوي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن دولة الإمارات في مقدمة دول العالم التي بادرت بالاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، والتعامل مع التحولات التي يتوقع أن تحدثها بمختلف نواحي الحياة. وقال إن دولة الإمارات سباقة في التحرك لوضع استراتيجية لتبني الثورة الصناعية الرابعة وتشكيل مجلس لها، والتحول إلى مختبر عالمي مفتوح لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتشكيل حكومة تنسجم مع متطلباتها، من خلال تعيين وزراء للذكاء الاصطناعي والعلوم والصناعات المتقدمة والأمن المائي والغذائي. وأضاف أن التغيير غير المسبوق، الذي ستحدثه الثورة الصناعية الرابعة في القطاعات ونماذج الأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفعالية تعلم الآلات سيضاعف حجم النمو السنوي لاقتصاد الدول، ويرفع كفاءة القوى العاملة بنسبة 40%، بحلول عام 2035. التنقل الذاتي وتوقع القرقاوي أن يبلغ اقتصاد التنقل الذاتي سبعة تريليونات دولار، فيما يتوقع أن يسهم «إنترنت الأشياء» وحده بنسبة تراوح بين 10 و15 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى السنوات الـ20 المقبلة، في حين سيسهم التغيير في زيادة كفاءة الطاقة عالمياً. كما توقع ظهور قوى اقتصادية جديدة، وارتفاع المنافسة التجارية العالمية التي تحددها القدرة التنافسية، المبنية على التطور التكنولوجي والقدرة على الابتكار. منصة مثالية وقال القرقاوي إن تجربة دولة الإمارات في استشراف المستقبل، تجعل منها المنصة المثالية لاستضافة نخبة مستشرفي المستقبل الذين يجتمعون على مدى يومين، لرسم ملامح مستقبل العالم، ووضع الحلول المناسبة لمواجهة التحديات المستقبلية، والعمل على تحويل مفاهيم الثورة التكنولوجية إلى أجندة عالمية مشتركة. ولفت إلى أن اجتماع مجالس المستقبل العالمية في دبي يشغل الاهتمام العالمي، كون المستقبل مسؤولية عالمية وأخلاقية مشتركة. وقال إن ما تحمله لنا سنوات المستقبل المقبلة من تطورات تميزها السرعة، يعد مرحلة انتقالية على مشارف الثورة الصناعية الرابعة التي استشرفها البروفيسور كلاوس شواب. ورأى القرقاوي أن الثورة التكنولوجية ستمثل مرحلة رئيسة في تطور العالم، وستكون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والبيانات محركات رئيسة لها، تندمج فيها العوالم الواقعية والرقمية والبيولوجية، بما يؤثر في الإنسان في جميع نواحي الحياة والتنمية والتطور والأنظمة والحكومات. عولمة المعرفة وشدد القرقاوي، في كلمته، على مواصلة عولمة المعرفة التي تم التوصل إليها في الدورة الأولى من اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، كونها تمثل مسؤولية أخلاقية تنبغي مشاركتها مع الجميع، في عالم أصبحت فيه البيانات والتكنولوجيا تسهّل الانتشار الواسع للمعرفة وتشكل منصة افتراضية للمستقبل. وقال إن هذه المعرفة توفر فرصاً غير مسبوقة للتمكين الفردي والجماعي، وتفعيل تقديم خدمات جديدة للمواطنين وتطوير الأداء والكفاءة الحكومية في جميع المجالات، كالتعليم الافتراضي وخفض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة والنمو، لتحقيق سعادة الإنسان. وأضاف أن النتائج، التي سيتم التوصل إليها خلال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، ستمكننا من الاستعداد للمستقبل في ظل التغيرات العالمية المتسارعة، التي تعم فيها مفاهيم وتغييرات تؤثر فينا كمواطنين عالميين، وتمكننا من تحويلها إلى فرص إيجابية لصالح الإنسانية. وأوضح أن البلدان الناجحة تمكنت من تطوير نفسها عن طريق التغيير والتطوير والتنفيذ العملي في المجالات الحيوية، الأمر الذي يحتم علينا إجراء تغييرات يتعاظم معها إحساس الحكومات والمؤسسات والأفراد بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة، منوهاً بالجهود التي يقودها المنتدى الاقتصادي العالمي لتشكيل مستقبل الأجيال المقبلة. شراكة استراتيجية من جهته، ثمن مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصاد العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، الشراكة الاستراتيجية للمنتدى الاقتصادي العالمي مع حكومة دولة الإمارات، وجهودها في دعم مساعي المنتدى ومجالس المستقبل الرامية لصياغة عالم أفضل للجميع. وقال إن دولة الإمارات تواصل إلهامنا وإلهام العالم ككل، بتكريسها الموارد والجهود للاستفادة من أبرز الجوانب الإيجابية للتقنيات الأكثر تطوراً، لصياغة مستقبل بشكل بناء. وأشاد شواب بمبادرات دولة الإمارات السباقة لتأسيس مجلس للثورة الصناعية الرابعة، واستحداث وزارات هي الأولى من نوعها في العالم، مثل وزارة الذكاء الاصطناعي، ما يعكس قوة الإيمان بالقوى الإيجابية للتقنيات الحديثة والمتطورة. وأكد أن مجالس المستقبل العالمية تجمع أفضل العقول والخبرات العالمية من جميع القطاعات، لفهم وصياغة مستقبل الثورة الصناعية الرابعة، لافتاً إلى أن المنتدى قرر إتاحة خرائط التحول التي وضعها المنتدى للجمهور، في إطار أهداف عولمة المعرفة، لتعزيز مشاركة أوسع من الجمهور في صياغة مستقبل أفضل للجميع. وشدد شواب على أهمية وجود منصات دائمة للتنسيق والتعاون بين صناع القرار والقطاع الخاص، وقال إن «معظم الأفكار التي سيتم طرحها على صناع القرار العالميين في (دافوس)، يناير المقبل، ستولد وتتم صياغتها هنا في الإمارات». وفي سياق متصل، أعلنت حكومة الإمارات اختيار وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، لعضوية مجموعة مستقبل الاقتصاد الرقمي والمجتمع، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس).
مشاركة :