جيل تجرع مرارة الحرمان

  • 9/12/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ان الأمل احساس يتجدد ويسعد النفوس ويزرع التحدي والصمود، وقد ينطلق من رحم الألم والمعاناة التي يعيشها الانسان، خاصة وسط ظروف الفقر والقهر والذل والحروب التي يتجرعها الأطفال نتيجة لاوضاعهم القاسية التي تفرض عليهم، ولقد كانت صورة الأطفال في مخيم الزعتري وسط ظروف صعبة ومؤلمة، وهم يتجهون لمدارسهم بتجهيزات متواضعة من ملابس واحذية وموقع مدرسي متواضع، فلقد كانت الشنطة عبارة عن كيس فارغ من أكياس الأرز والحذاء متقطع والملابس متهالكة وممزقة، والرمال في المخيم تبث حرارة تحرق أجساد الكبار قبل الصغار. ان صورة إصرارهم وحرصهم على طلب العلم والعمل وتحدي أنفسهم رغم كل الظروف، مزجت الألم والأمل في نفوس الكثير لتثمر زهورا سوف تتفح رغم الأشواك المحيطة بها، ان الأوضاع التي يعيشها جيل تجرع المرارة والحرمان والألم بحاجة لوقفة صادقة وجادة وملحة لدعم حقيقي وسريع؛ لتغذية روح الصود لجيل عاش مرارة الحرمان، وتجرع مرارة الحروب التي فرضت عليه، وحرمته من ابسط حقوقه الانسانية والاساسية. ان الأوضاع التي يعيشها أطفالنا في المخيمات وفي ما يشبه المدارس من الصعب وصف صعوبتها وقسوتها على الجميع. وخاصة ان أعدادهم تتزايد وحاجتهم الملحة للعيش الكريم يجب ان يساهم فيها الجميع وخاصة فيما يتعلق بالعلاج والتعليم لجيل كله امل، وليس له ذنب فيما يحدث حوله من صراعات ومآسٍ، فالجميع يتمنى ان تعالج معاناة جيل يطمح ان يثبت وجوده رغم المرارة والقهر. وبما ان الشتاء على الأبواب والبرد القارس لا تتحمله أجساد ضعيفة، وتحتاج لاهتمام خاص بتغذيتها وتعليمها، والأمل لديها يتجدد مع بداية كل عام ان تتغلب على عمق الألم، فهل نعمل على تسيير قوافل لدعم غذاء الروح وهو العلم ،كما شارك الجميع ودعم التغذية؛ لذلك نحن بحاجة لإطلاق حملة العلم سلاح التحدي، ويجب ان يشارك فيها أطفالنا، ويجب ان يكون إحساسهم مشتركا، ويجب ان يساهم الجميع في إقامة مدارس تليق بأوضاع أولئك الأطفال، الذين يجب ان يكونوا معنا في كل الظروف الى ان تكتب العودة لهم الى أوطانهم. ومن تعرض منهم لحروب وذل وقهر وما زالوا يقيمون في المدارس، انهم اطفال غزة الذين سوف يكون لهم شأن عظيم في نصرة وطنهم، فهل نبدل الألم الى امل؟ هل ننمي في نفوسهم قوة الإصرار والصمود بوقفة صدق؟ لذلك يجب ان يكون بين اطفال العالم روح من التواصل الصادق في كل الظروف، يجب ان تنطلق وفود من اطفالنا للتهنئة بالعام الجديد، ووفود أخرى تقدم تهنئة العيد. ان تواصل هذه الأجيال سوف يزرع جذورا صعبا اقتلاعها نتيجة ترابطها وحبها وإصرارها وصمودها. ويجب ان نترجم كلمات رددناها «بلاد العرب اوطاني» فهل نغرس ونترجم ذلك الحب لأطفال هم بحاجة الجميع؟ أتمنى ان يساهم الجميع في اقتلاع الأشواك وزرع الورود في طريقهم. متخصصة تربوية

مشاركة :