أكد الدكتور فيصل المحروس استشاري أمراض السكر أن داء السكري مرض مزمن تنتج عنه مضاعفات عدة ويجب التعامل معه بحذر والالتزام بالعلاج المحدد بدقة، لافتا إلى أنه يعد السبب الثاني للوفاة على مستوى العالم طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. وتزامنًا مع اليوم العالمي لمرض السكري، الذي يصادف الرابع عشر من شهر نوفمبر، يؤكد الدكتور فيصل أن مملكة البحرين ودول الخليج تُعد من أعلى البلدان من حيث انتشار زيادة الوزن والسمنة، مشيرًا إلى أن 50% من السيدات و30% من الرجال مصابون بزيادة الوزن نتيجة تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية المتمثلة في النشويات والسكريات والدهون، مع عدم تناول الألياف المتمثلة في الخضراوات والفاكهة. وقال إن هناك الآن طفلاً من كل خمسة أطفال في دول الخليج العربية تقريبا مصاب بالسمنة، وقد ثبت من خلال إجراء تحليل مستوى السكر في الدم للشباب والأطفال المصابين بالسمنة أن هناك حوالي 20% منهم مصابون بارتفاع في نسبة السكر بالدم، أما بالنسبة إلى الأطفال والشباب المصابين بالسكر من النوع الثاني، فهناك 85% منهم مصابون بالسمنة ويوجد لديهم تاريخ وراثي للمرض بالعائلة. وأشار المحروس في تصريح لـ«الأيام» إلى أن أهمية السكري بوصفه مرضًا يجب ألا نستهين به، إذ وصلت نسبة المصابين بالسكر في العالم إلى 150 مليون مصاب، ونسبة الإصابة تزداد بسرعة، فبحلول عام 2025 سيكون هناك أكثر من 300 مليون مصاب. وشدد دكتور فيصل على خطورة مضاعفات مرض السكر على إصابة أعضاء عدة في الجسم، فالسكري على سبيل المثال يعد من أهم أسباب بتر القدمين، ولذلك فهو من أخطر مضاعفات مرض السكري، إذ يصاب بذلك 10% إلى 25% من مرضى السكر، كما يحتاج 1% من المرضى إلى إجراء عمليات البتر سنويا، ونسبة الإصابة بالقدم السكرية تزيد في السيدات عن الرجال بنسبة 1:2، وأكثر سن عرضة للإصابة تكون بين سن الأربعين والستين. وأضاف أنه وصلت نسبة الإصابة بالمرض إلى 380 مليون مصاب حول العالم، وسيصلون إلى 600 مليون بحلول عام 2030، ومن ضمن أهم أسباب تلك الزيادة هي العادات السلبية في الغذاء التي يغفلها الآباء والأمهات، وأكثرها ضررا الوجبات السريعة الضارة المليئة بالسعرات الحرارية والمشروبات الغازية، والإكثار من الملح في الطعام، ولذلك فالتوعية مهمة بضرورة توخي الحذر من السمنة المفرطة، من قبل الحكومات والمنظمات الصحية والمؤسسات المعنية بالصحة العامة والإعلام الذي له دور كبير في الحد من انتشار المرض الذي لا يقل أهمية عن أمراض السرطان والقلب. وأوضح الدكتور فيصل أن داء السكري يعد مرضا مزمنا يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال، والأنسولين هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. وارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على السكري، وهو يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في الكثير من أعضاء الجسد، وبخاصة في الأعصاب والأوعية الدموية، ورغم ما تبذله الدول كافة في محاربة هذا المرض والتصدي له، بدءًا بالحملات التوعوية، وانتهاءً بتخصيص يوم له. وقال المحروس إن علامات الإصابة بمرض السكر تشمل العطش الشديد، والتبول الكثير، والالتهابات، والزغللة، أما عن المضاعفات فتكون إما ارتفاع السكر الشديد في الدم، أو اعتلال الأعصاب الطرفية، أو حدوث سكر الحمل للمرأة، أو إصابة الرجال بالضعف الجنسي. وينصح د. فيصل المحروس المرضى بضرورة الانتباه لمرض السكري بوصفه مرضا خطيرا ويجب أن يثقف المريض نفسه، فالمعلومات متاحة الآن للجميع من خلال الكتب، ومواقع الإنترنت، والمنظمات الدولية، ويجب متابعة المريض مع طبيب متخصص يحدد العلاج المناسب للمريض كل حسب حالته، موجها نصيحة عامة إلى كل الناس، وهي «اعرف أكثر عن مرض السكري».
مشاركة :