توصل فريقان من الباحثين الصينيين والفنلنديين إلى تطوير علاج لمرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد الذي يعرف باسم اللوكيميا، وتم ذلك بعد معرفة الآلية التي تعزز من فاعلية الخلايا التائية المسرطنة، ويزيد من إنتاجها، ومن المعروف أن هذا السرطان هو أشد أنواع سرطان الدم خطورة على المريض، حيث يصيب النخاع العظمي المسؤول عن صناعة وإنتاج خلايا الدم البيضاء، ويعاني المصابون بهذا المرض إنتاج هذه الخلايا بشكل غير طبيعي، وضخها مع خلايا الدم الأخرى، ما يسبب خللاً كبيراً في تكوين الدم، إضافة إلى فقدان هذه الخلايا دورها نتيجة السرطان، وهذا الاكتشاف سوف يساعد الباحثين في تطوير علاج فعال لهذا المرض، ويمكن أن يستخدم في بعض أنواع السرطانات الأخرى.واكتشف الباحثون أن الخلايا المسرطنة تستخدم مسارات إشارات خاصة بها لتكثيف وجودها، وكذلك في عملية انقسامها، واستقلاب الطاقة المعتمدة على الأوكسجين، وهذا المسار يعتمد على نوع معين من البروتين تعبر عنه الخلايا التائية المتسرطنة وليست السليمة، وتوصلت نتائج البحث إلى أن هذا البروتين يربط مجموعة البروتينات الناقلة للإشارات بغشاء الخلايا المتسرطنة، ما يؤدي إلى التعجيل بتحرير أيونات الكالسيوم من الشبكة الاندوبلازمية، وتصبح هناك حرية كبيرة في توليد الطاقة بأعلى درجة ممكنة، وفي حالة قطع مسارات هذه الإشارات التي تم اكتشافها، يساهم في منع الخلايا المتسرطنة من النمو والانقسام، بمعنى أن اكتشاف هذه المسارات يمكن الباحثين من تطوير علاج جديد لمرض اللوكيميا، من خلال استهداف هذه المسارات.ودرس فريق البحث لعدة سنوات أحد أصناف البروتينات الموجودة في المناطق التي تتصل فيها عصيات الخلية مع بعضها بعضاً، وتنقل الإشارات بينها، وتم رصد التعبير المكثف لهذا البروتين في السابق بخلايا سرطانية معينة، ويرجح الباحثون أنها تنقل الإشارات التي تجعل الخلايا السرطانية تستمر في حالة التسرطن، وتعاملت الدراسة الحديثة مع مسارات الخلايا التائية السرطانية المخبرية، وأيضاً خلايا لوكيميا متحصل عليها مباشرة من دم المرضى، ثم قام الباحثون بوقف تعبير هذا البروتين أو زيادة دعمه بالخلايا المخبرية، كما تم بحث مدى أهمية هذا البروتين في انقسام خلايا اللوكيميا، عن طريق نقل خلايا المرض البشرية المعدلة البروتين إلى فئران لديها ضعف مناعي، وتوصلت الدراسة إلى أنه يمكن لجزيئات صغيرة تثبيط البروتينات المسببة للمرض، والتي يمكن استعمالها في تطوير علاج لهذا للمرض، وأنواع أخرى من السرطان.
مشاركة :